آيات من القرآن الكريم

۞ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ
ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ

تقدم رسولنا عليه السلام من كونه مبعوثا إلينا الى آخر الابد انتهى واما كون اهل الفترة معذبين فى الآخرة أم لا فقد سبق فى اواخر سورة التوبة ثم الرسول يأتى بالوحى الظاهر والباطن ووارث الرسول يأتى بالوحى الباطن وهو الإلهام الإلهي وكل ما جاز وقوعه للانبياء من المعجزات جاز للاولياء مثله من الكرامات والله تعالى لا يحكم بين العباد الا بعد مجيئ رسولهم بالظاهر والباطن فان صدقوه قضى بينهم بالسعادة على قدر تصديقهم وان كذبوه قضى بينهم بالشقاوة على قدر تكذيبهم

هر كسى از همت والاى خويش سود دارد در خور كالاى خويش
فعليك بالصدق والتصديق فى حق الأنبياء والأولياء واتباع ما جاؤا به من الوحى والإلهام لتظفر بكل مرام وَيَقُولُونَ استبعادا واستهزاء [آورده اند كه بعد از نزول واما نرينك الآية كفار مكة استعجال عذاب موعود نمودند اين آيت نازل شد] مَتى هذَا الْوَعْدُ بالعذاب فليأتنا عجلة إِنْ كُنْتُمْ اى أنت واتباعك صادِقِينَ فانه يأتينا قُلْ لا أَمْلِكُ لا اقدر لان الملك يلزمه القدرة لِنَفْسِي ضَرًّا بان ادفعه وَلا نَفْعاً بان اجلبه فكيف املك لكم فاستعجل فى جلب العذاب إليكم إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ استثناء منقطع اى لكن ما شاء الله كائن فالله هو المالك للضر والنفع وهو لم يعين لوعده زمانا ثم اخلف فاذا حضر الوقت فانه لا بد وان يقع الموعود كما قال لِكُلِّ أُمَّةٍ ممن قضى بينهم وبين رسولهم أَجَلٌ معين خاص بهم لا يتعدى الى امة اخرى مضروب لعذابهم جزاء على تكذيبهم رسلهم يحل بهم عند حلوله إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ اى زمانهم الخاص المعين فَلا يَسْتَأْخِرُونَ
اى لا يتأخرون عن ذلك الاجل وصيغة الاستقبال للاشعار بعجزهم عن ذلك مع طلبهم له ساعَةً اى شيأ قليلا من الزمان وَلا يَسْتَقْدِمُونَ اى لا يتقدمون عليه فلا يستعجلون فسيحين وقتكم وينجز وعدكم وهو عطف على يستأخرون لكن لا لبيان انتفاء التقدم مع إمكانه فى نفسه كالتأخر بل للمبالغة فى انتفاء التأخر بنظمه فى سلك المستحيل عقلا قُلْ أَرَأَيْتُمْ اى أخبروني لان الرؤية سبب للاخبار إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ الذي تستعجلون به بَياتاً اى وقت بيات واشتغال بالنوم أَوْ نَهاراً حين كنتم مشتغلين بطلب معاشكم ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ جواب للشرط بحذف الفاء فان جواب الشرط إذا كان استفهاما لا بد فيه من الفاء الا فى الضرورة اى أي شىء ونوع من العذاب يستعجلونه وليس شىء من العذاب يستعجل به لمرارته وشدة أصابته فهو مقتص لنفور الطبع منه او أي شىء يستعجلون منه سبحانه والشيء لا يمكن استعجاله بعد إتيانه والمراد به المبالغة فى انكار استعجاله بإخراجه عن حيز الإمكان وتنزيله فى الاستحالة منزلة استعجاله بعد إتيانه بناء على تنزيل تقرر إتيانه ودنوه منزلة إتيانه حقيقة والمجرمون موضوع موضع المضمر لتأكيد الإنكار ببيان مباينة حالهم للاستعجال فان حق المجرم ان يهلك فزعا من إتيان العذاب فضلا عن استعجاله أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ دخول حرف الاستفهام على ثم لانكار التأخر وما مزيدة. اى قل لهم ابعد ما وقع العذاب وحل بكم حقيقة آمنتم به حين

صفحة رقم 51

لا ينفعكم الايمان آلْآنَ بابدال الهمزة الثانية الفا مع المد اللازم وأصله أألان على ان تكون الاولى استفهامية وهو منصوب بآمنتم المقدر دون المذكور لان ما قبل الاستفهام لا يعمل فيما بعده كالعكس وهو استئناف من جهته تعالى غير داخل تحت القول الملقن اى قيل لهم عند ايمانهم بعد وقوع العذاب آلآن آمنتم به إنكارا للتأخير وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ اى تكذيبا واستهزاء ثُمَّ قِيلَ عطف على ما قدر قبل آلآن لِلَّذِينَ ظَلَمُوا اى وضعوا التكذيب موضع التصديق والكفر موضع الايمان ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ [عذاب جاويدى كه آن دائم بود] وذلك انهم يعذبون فى قبورهم ثم يصيرون الى جهنم فيعذبون فيها ابدا

نپندارى كه بد كو رفت وجان برد حسابش با كرام الكاتبين است
هَلْ تُجْزَوْنَ اليوم يعنى لا تجزون إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ فى الدنيا من الكفر والمعاصي وفيه تنبيه على ان العذاب لم يصدر منه تعالى ابتداء فانه لم يخلق عباده الا ليرحمهم بل هو نتيجة عملهم الباطل بمنزلة الهلاك المترتب على تناول السم
چرا ز غير شكايت كنم كه همچوحباب هميشه خانه خراب هواى خويشتنم
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ اى يستخبرونك فيقولون على طريق الاستهزاء والإنكار أَحَقٌّ هُوَ والهمزة للاستفهام وحق خبر قدم على المبتدأ الذي هو الضمير والجملة فى موضع النصب بيستنبئونك لان انبأ بمعنى اخبر يتعدى الى اثنين بنفسه والأشهر ان يتعدى الى الثاني بكلمة عن بان يقال استنبأت زيدا عن عمرو اى طلبت منه ان يخبرنى عن عمرو قُلْ لهم غير ملتفت الى استهزائهم بانيا للامر على أساس الحكمة إِي وَرَبِّي اى بكسر الهمزة وسكون الياء من حروف الإيجاب بمعنى نعم فى القسم خاصة كما ان هل بمعنى قد فى الاستفهام خاصة فالواو للقسم. والمعنى بالفارسية [آرى بحق پروردگار من] إِنَّهُ اى العذاب الموعود لَحَقٌّ ثابت البتة وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ربكم حين أراد تعذيبكم حتى يفوتكم العذاب بالهرب فهو لا حق بكم لا محالة وفى الآية اشارة الى ان اهل الغفلة لاحتجاب بصائرهم بحجب التعلقات الكونية ليس الأمور الاخروية عندهم بمنزلة المحسوس واما اهل اليقظة فلتنورهم بنور الله تعالى يشاهدون بعين القلب الآخرة وأهوالها كما تشاهد عين القالب الدنيا وأحوالها فهى عندهم بمنزلة المحسوس بل النبي عليه السلام قد عبر ليلة المعراج على الجنة والنار فشاهد ما شاهد بعين الرأس وكشف حقائق الأشياء ولذا حكم على الموعود بالحقية وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ أشركت صفة نفس ما فِي الْأَرْضِ اى فى الدنيا من خزائنها وأموالها لَافْتَدَتْ بِهِ اى جعلته فدية لها من العذاب وبذلته مقابلة نجاتها من افتداه بمعنى فداه اى اعطى فداءه وَأَسَرُّوا اى النفوس المدلول عليها بكل نفس وإيثار صيغة جمع المذكر لحمل لفظ النفس على الشخص او لتغليب ذكور مدلوله على إناثه النَّدامَةَ على ما فعلوا من الظلم لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ والمعنى اخفوها ولم يظهروها عند معاينة العذاب عجزا عن النطق لكمال الحيرة كمن يذهب به ليصلب فانه يبقى مبهوتا لا ينطق بكلمة وفى

صفحة رقم 52
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية