الفتاوى

سبب انتشار رواية حفص عن عاصم في العالم الإسلامي

السؤال

ما سبب انتشار رواية حفص عن عاصم بهذه الشهرة في كل البلاد الإسلامية منذ قرون؟ أليس ذلك من أجل: قوة التواتر؟ وهذا مخطط هيكلي للرواية: جبريل عليه السلام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرة عيني، وحبيب قلبي. أبي، علي، عثمان، عبد الله ابن مسعود، زيد، رضي الله عنهم أجمعين. زر بن حبيش، أبو عبد الرحمن السلمي، سعد بن إياس. عاصم. حفص، شعبة.

الإجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فليس مجرد التواتر سبب انتشار رواية حفص، فإن القراءات العشر متواترة كلها. ولكن من أسباب انتشارها، ما علم من إتقان حفص لروايته، عن عاصم, وتفرغه للإقراء، واهتمامه به أينما كان في مكة، أو ببغداد، أو الكوفة، فأخذ عنه كثير من الناس.

فقد قال الشاطبي:
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ               فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا        وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ

وقال أبو عمرو الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا. وقال ابن المنادي: وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر ابن عياش -يعني: شعبة- ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم, وأقرأ الناس دهرًا. اهـ.

ويضاف لهذا ما حصل مؤخرا من كثرة طباعة المصحف بها في كثير من الأقطار، وتوزيعها بالمجان في بعض الأحيان، إضافة لقراءة العثمانيين بها وكان لأئمتهم وقضاتهم دور في انتشارها.

 والله أعلم.

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • قرأت ذات مرة طريقة لرقية النفس، وهي عبارة عن قراءة سورة يس إلى كلمة مبين، قراءة آية الكرسي 11 مرة، أي أن تتم السورة. هل يجوز هذا أم لا؟ شكرا.
  • كنت قد فتحت المصحف من الهاتف المحمول، ثم كان تحت قدمي، ولكن كانت الشاشة مغلقة. هل بذلك الفعل -يعني المصحف تحت قدمي- أكون قد كفرت؟ وإذا قال أحدهم على سبيل المزاح: (هذا له الجنة) لأحد الأشخاص. هل يعد هذا من باب الافتراء على الله، الذي يترتب عليه الكفر؟
  • هل القرآن محفوظ باللفظ والمعنى أم بالمعنى فقط؟ وما سبب اختلاف بعض الكلمات بين الروايات؟.
  • ما حكم وضع المصحف الشريف في السيارة بقصد جلب البركة ودرء الضرر. جزاكم الله خيرا.
  • ثبت في الأحاديث أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فكيف توجد عشر قراءات، ولكل قارئ راويان؟ وما هي القراءات الشاذة والضعيفة؟
  • قرأت في بعض كتب التفسير، أنهم رووا عن ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهما- قراءة آية: (والشمس تجري لمستقر لها) بهذه القراءة: (والشمس تجري لا مستقر لها) سؤالي هو: لماذا قرؤوا الآية بهذه القراءة؟ وهل تعد صحيحة؟
  • كيف يُجاب على هذا: كيف يزعم المسلمون أن كتابهم محفوظ لا يأتيه الباطل، وإلى الآن هم ليسوا متفقين على الروايات الصحيحة للقرآن؛ مثل القراءات العشر النافعية. وماذا قالت امرأة العزيز: هِيتَ أو هِيتُ أو هِئتَ أو هَيتَ؟ اطلعت على فتوى في الموقع عن القراءات النافعية، وهناك تمت الإحالة لرابط لجنة المراجعة، ولكن رابط المقال لا يعمل. جزاكم الله الخير.
  • السؤال بخصوص القراءات العشر: هل يوجد اختلاف بين القراءات بحيث تكون هنالك كلمة في قراءة معينة ليست موجودة في قراءة أخرى؟ فمثلا: كلمة في المصحف برواية ورش ليست موجودة في قراءة أخرى، وليست نيتي أن أقول إن قراءة من القراءات ناقصة أو خاطئة ـ عياذا بالله من ذلك ـ بل أريد أن أعلم إلى أي حد يمكن أن يصل الاختلاف بين القراءات، وهل يمكن أن يصل الاختلاف إلى وجود كلمة في قراءة معينة ليست موجودة في قراءة أخرى؟.وجزاكم الله خيرا.
  • أحيانا لا تكفي الردود من الوحي، وأهل العلم، في الرد على الملاحدة. كيف نردُّ على من زعم تحريف القرآن، بكثرة القراءات المتواترة؟ نريد ردا عقلانيا، يفحم الخصم.
  • في قراءة السوسي: الإدغام الكبير، يجعل حركة الحرف الأول ساكنة، وقفا ووصلا. فهل يدخلها الروم والإشمام؟
  • أنكر بعض أهل اللغة على قراءة أبي جعفر المدني: وإذ قلنا للملائكة ـ بضم التاء، وأنه لا يوجد عنده إدغام مثلين صغير، وذلك لأنه يمد صلة ميم الجمع، فلماذا هذا الإنكار وقد ثبت تواتر الرواية؟.
  • بين القراء العشرة اختلاف في تحقيق الهمزات في الآيات التي فيها أخبار. (أئذا متنا وكنا ترابًا وعظامًا أئنا لمبعوثون) فبعضهم يقرأ "أئذا" الأولى بهمزة واحدة، والثانية بهمزتين، فتكون (إذا متنا وكنا ترابًا وعظامًا أئنا لمبعوثون) وبعضهم يقرأ الأولى بهمزتين، والثانية بهمزة، فتكون الآية:(أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون) وبعضهم يقرأ بتحقيق الهمزتين، كما هو حال قراءة حفص، فما المعنى عندما تثبت همزة في السؤال، أو تحذف؟ أي ما الفرق اللغوي، أو النحوي؟
  • منذ مدة طويلة وأنا أقرأ القرآن في الهاتف، واﻵن بعد ما أردت أن أقرأ في القرآن وجدت اختلافًا في بعض اﻵيات، ففهمت أنه توجد روايات كما بينتم في الفتوى رقم: 11163. سؤالي: القرآن الموجود عندي من رواية ورش (عثمان بن سعيد المصري)، وكتب في القرآن أن هذا الطريق هو المعتمد كثيرًا في المغرب الإسلامي، وأنا مغربية، فهل يجوز لي أن أقرأ بغير هذه الرواية؟ ومن أي رواية أحفظ؟ لكي ﻻ أختلف مع غيري. وهل يجوز أن أقرأ نصف سورة من القرآن ثم أكمل في الهاتف لأسباب خاصة؟ وهل القراءة في القرآن والهاتف لها نفس الأجر؟ جزاكم الله ألف خير.
  • يدّعي المغاربة أن عندهم أسانيد متواترة لبعض الطرق عن الإمام نافع، لا توجد لا في النشر، ولا في الطيبة، ولا في الشاطبية، مثل طريق عبد الصمد العتقي عن ورش، ويعتمدون في هذا على كتاب التعريف للداني، ويدعون أنه وصلهم بالتواتر، لكنهم لم يعطوا لنا أبدًا هذه الأسانيد. فهل عندهم فعلًا هذا التواتر؟ وهل تصح القراءة بطريق العتقي مثلًا؟
  • تعرضت للشبهات رغم صغر عمري -13 سنة- وتكلمت مع ملحدين، وأسكتُّ معظمهم، وبعضهم تهربوا، ودحضت جميع شبهاتهم، وبعد فترة بعد قراءة القرآن مثلًا، أو مطالعة بحث علمي أخلق لنفسي شبهة، وأزعج نفسي بها لبقية اليوم، أو إلى الوقت الذي أجد فيه الجواب الشافي. وهذه الشبهة أزعجتني جدًّا؛ فأتمنى أن تقولوا لي: إن جوابي عن الشبهة صحيح، وتريحوني. القرآن فيه سبع أو عشر قراءات مختلفة، وفيهن اختلافات بسيطة في الرسم؛ مثال: سورة الحديد الآية 24 في قراءة ورش: (فإن الله الغني الحميد)، وفي قراءة حفص: (فإن الله هو الغني الحميد)، فهذه شبهة أزعجتني لفترة كبيرة، ولكن فسرتها كما يلي: القرآن نزل على سبعة أحرف لتراعي جميع القبائل، وتسهل الأمر عليها، فبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وقيام أبي بكر، وعمر، وعثمان بالأمر بجمع القرآن بإشراف زيد بن ثابت، قاموا بجمع القرآن في مصحف واحد بخليط من كل الحروف، ولكن إذا وجد أن حرفًا يخالف حرفًا بالرسم، وكلا الحرفين متواتران عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاموا بكتابة الحرفين في مصاحف مختلفة؛ لكي يُضمَن أن أكبر عدد من الحروف سيصل إلى الناس، وما اختلفوا فيه من حروف كتبوه بالحرف القرشي، فهل هذا صحيح أم خطأ؟