الفتاوى

دعوى الأخطاء اللغوية في القرآن

السؤال

ما الرد على شبهة أخطاء لغوية بالقرآن بالتفصيل شرعياً ولغوياً للآيات التالية ؟ قال تعالى : (قالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ) يوسف/72 فالخطأ: الانتقال من جمع المتكلم إلى المفرد المتكلم. والصحيح: أن يقال : قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ونحن بِهِ زعماء . وقال تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) التكوير/ 26 ، والصحيح أن يقال : فإلى أين تذهبون. وقال تعالى : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ )عبس/20 ، خطأ والصحيح: (ثُمَّ للسَّبِيل يَسَّرَه) . وقال تعالى : ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) القيامة /14 ، خطأ والصحيح : بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِير. وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) ق / 16 ، خطأ والصحيح: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ إليه نَفْسُه. وقال تعالى : (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ) الكهف / 5 ، خطأ والصحيح: كَلِمَةً:كان يجب ان تكون مرفوعة لأنها فاعل .

الإجابة

الحمد لله :

أولًا :

اعلم - وفقك الله - أن كل طاعن في عربية القرآن من المتأخرين عن المشركين الأول ، فإن اعتراضه باطل ذاهب ، لأن أهل الشرك ، وهم أهل العربية التي نزل القرآن بها  لم ينهض أحد منهم إلى الاعتراض على عربية القرآن ، وبدلًا من الطعن في لغته ، قاموا بحمل السلاح في مواجهة الدعوة .

تُرى أحمل السلاح أهون عليهم من الطعن في عربيته - إن كان ثمة مطعن يمكن النفوذ منه - ؟

لذا ، فإن الواجب على المؤمن أن يطمئن من هذه الناحية ، وأن يعلم أن الطعن في القرآن من جهة العربية لا يكون إلا ممن سفه نفسه ، وأضل غيره بجهله .

ثم نقول لهذا الطاعن الواهم ، الذي سفه نفسه :

هب أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن نبيا مرسلا من رب العالمين ؛ ألم يكن رجلا عربيا ؟!

أليست اللغة العربية، أساليبها، وقواعدها : إنما تؤخذ عن ألسن أهل ذلك الزمان من العرب ؟

أليس محمد بن عبد الله بن عبد المطلب – صلى الله عليه وسلم – من سَراة رجال ذلك الزمان ، وأشرافهم ؟!

أليس أحق بأن يؤخذ عنه لسان العرب، من مجاهيل العرب، والشعراء، والرُّجّاز؟

فما لهم أين يَذهبون ؟ بل أنَّى يُؤفكون ؟!

وهذا جواب عام عن كل طعن يوجه لعربية القرآن ، ونحن نبين لك الجواب المفصل عن كل شبهة من هذه الشبه التي أوردتها .

ثانيًا :

قوله تعالى :  قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ. قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ، وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ، وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ  يوسف/71-72.

زعم الطاعن الخاطئ، أن الصحيح أن يقول : ونحن به زعماء .

والجواب :

أن هذا الزعم غلط محض، لأن الله تعالى ذكر أن يوسف عليه السلام وضع الصواع في رحل أخيه ، ثم خرج هو ومن معه من جنده وأعوانه في طلب إخوته ، فلما أقبل عليهم نادى منادٍ من قِبَل يوسف:  أيتها العير إنكم لسارقون ) ، فأقبل إخوة يوسف ، وسألوهم : ( ماذا تفقدون ) ؟

فقال أعوان يوسف : ( نفقد صواع الملك ، ولمن جاء به حمل بعير ) ، وقال كبيرهم ( وأنا به زعيم )، أي : أنا له كافل وضامن ، لأنه أميرهم ، وهو الموكل بالخزائن وقتئذ ، كما هو معلوم .

قال "ابن عاشور" في "التحرير والتنوير" : "ومرجع ضمير ( أقبلوا ) عائد إلى فتيان يوسف ...

والذي قال : ( وأنا به زعيم ) واحد من المقبلين وهو كبيرهم .

والزعيم : الكفيل "، انتهى ، بتصرف يسير .

هذا وجه ، ووجه آخر :

أن يكون القائل ، من أصل الكلام ، واحدا ، وأن يكون الجمع والإفراد = لرضا من معه بالكلام ، قال "البقاعي" في "نظم الدرر" (10/ 170): " وإفراد الضمير تارة ، وجمعه أخرى : دليل على أن القائل واحد ، وأنه نسب إلى الكل لرضاهم به "، انتهى .

ثالثا:

أما قول تعالى :   فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ   التكوير/26 ، وقول السائل : الصحيح : إلى أين تذهبون ؟

فمن أين جاء بأنه الصحيح  ؟

والجواب :

أن ترك "إلى" إما على الحذف أو التضمين ،  وقد قال العلماء : "العرب تقول: إلى أين تذهب؟ وأين تذهب؟ ويقول : ذهبت الشام ، وانطلقت السوق ، وخرجت الشام ، استجازوا في هذه الأحرف الثلاثة إلغاء (إلى) لكثرة استعمالهم إياها ، وأنشد :

تَصيحُ بِنا حَنيفةُ إذْ رأتْنا ... وأيَّ الأرضِ تذهبُ بالصِّياحِ

أراد إلى أي الأرض " انتهى من "التفسير البسيط" (23/ 281).

وقد قال "الطبري" (24/ 127): "يقول : فأين تعدلون عن كتابي وطاعتي ، وقيل : ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) [التكوير: 26] ولم يقل : فإلى أين تذهبون ، كما يقال : ذهبت الشأم ، وذهبت السوق .

وحكي عن العرب سماعًا: انطلق به الغور، على معنى إلغاء الصفة، وقد ينشد لبعض بني عقيل:

تَصيحُ بِنا حَنيفةُ إذْ رأتْنا ... وأيَّ الأرضِ تذهبُ للصِّياحِ

بمعنى : إلى أي الأرض تذهب ؟ واستجيز إلغاء الصفة [ الصفة : هي حرف الجر  (إلى) ] في ذلك، للاستعمال"  انتهى .

وانظر : "الدر المصون" للسمين الحلبي (10/ 707).

رابعا:

أما قوله تعالى : ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ  عبس/ 20 ، فقد اعترض المعترض على كلمة ( السبيل ) ، وأن الصحيح : للسبيل  .

والجواب :

قال "السمين الحلبي" (10/ 690): " والسبيل ظرفٌ ، أي: يَسَّر للإِنسان الطريقَ ، أي : طريق الخيرِ والشرّ، كقولِه : وَهَدَيْنَاهُ النجدين [البلد: 10] .

وقال أبو البقاء : ويجوز أن ينتصِبَ بأنه مفعولٌ ثانٍ لـ يَسَّره ، والهاء للإِنسان ، أي : يَسَّره السبيلَ ، أي : هداه له .

قلت : فلا بُدَّ مْن تضمينِه معنى أَعْطى ، حتى يَنْصِبَ اثنين ، أو يُحْذفُ حرفُ الجرِّ ، أي: يَسَّره للسبيل ، ولذلك قَدَّره بقولِه : هداه له .

ويجوزُ أَنْ يكون السبيل منصوباً على الاشتغال بفعلٍ مقدرٍ ، والضميرُ له ، تقديره : ثم يَسَّر السبيلَ يَسَّره ، أي : سَهَّله للناسِ كقوله : أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى [طه: 50] ، وتقدَّم مثلُه في قولِه : إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل [الإِنسان: 3]" انتهى .

خامسا :

أما قوله تعالى :  بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ  القيامة/ 14 ، فقد اعترض على تأنيث ( بصيرة ).

والجواب :

قال "الواحدي" في "التفسير البسيط" (22/ 493): " فأمَّا تأنيث (البصيرة) فيجوز أن يكون؛ لأن المراد بالإنسان - هاهنا - الجوارح؛ لأنها شاهدة على نفس الإنسان، كأنه قيل : بل الجوارح على نفس الإنسان بصيرة .

وقال أبو عبيدة : جاءت هذه الهاء في صفة الذكر ، كما جاءت: رجل راوية ، وعلامة ، وطاغية .

وقال الأخفش : جعله هو البصيرة ، كما تقول للرجل : أنْتَ حُجَّةٌ عَلى نَفْسِكَ "، انتهى .

وقال "الطاهر" : " ونظم قوله: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة )

صالح لإفادة معنيين:

أولهما : أن يكون ( بصيرة )، بمعنى : مبصر شديد المراقبة، فيكون ( بصيرة ) خبرًا عن الإنسان .

و( على نفسه ) متعلقًا بـ ( بصيرة )، أي الإنسان بصير بنفسه .

وعدي بحرف ( على ) لتضمينه معنى المراقبة .

وهو معنى قوله في الآية الأخرى :  ( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا ).

وهاء ( بصيرة ) : تكون للمبالغة مثل هاء علامة ونسابة ، أي الإنسان عليم بصير ، قوي العلم بنفسه يومئذ .

والمعنى الثاني: أن يكون ( بصيرة ) مبتدأ ثانيًا، والمراد به قرين الإنسان من الحفظة . و ( على نفسه ) : خبر المبتدأ الثاني مقدمًا عليه ، ومجموع الجملة خبرًا عن الإنسان . و ( بصيرة ) حينئذ يحتمل أن يكون بمعنى بصير، أي : مبصر ، والهاء للمبالغة ، كما تقدم في المعنى الأول ، وتكون تعدية ( بصيرة ) بـ ( على ) لتضمينه معنى الرقيب كما في المعنى الأول .

ويحتمل أن تكون ( بصيرة ) صفة لموصوف محذوف ، تقديره : حجة بصيرة ، وتكون ( بصيرة ) مجازًا في كونها بينة ، كقوله تعالى: ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ) [الإسراء: 102] ، ومنه قوله تعالى: ( وآتينا ثمود الناقة مبصرة ) [الإسراء: 59] ، والتأنيث لتأنيث الموصوف .

وقد جرت هذه الجملة مجرى المَثَل ، لإيجازها ، ووفرة معانيها "، انتهى من "التحرير والتنوير" (29/ 347).

سادسا :

اعترض الواهم الخاطئ ، على قوله تعالى :  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ  ق/16 ، وزعم أن الصحيح : توسوس إليه نفسه .

والجواب :

أن " ( بِهِ ): جارّ ومجرور، متعلِّق بـ "تُوَسْوِسُ".

وجُوِّز في الباء أن تكون زائدة. أي: مثل قولك: صَوَّت بكذا، وهمس به "، انتهى  من "التفصيل في إعراب التنزيل" (26/ 281).

قال "ابن عاشور" في "التحرير والتنوير" : " والباء في قوله به : زائدة لتأكيد اللصوق ، والضمير: عائد الصلة ، كأنه قيل: ما تتكلمُهُ نفسه ، على طريقة : ( وامسحوا برؤوسكم ) [المائدة: 6] .

وفائدة الإخبار بأن الله يعلم ما توسوس به نفس كل إنسان : التنبيه على سعة علم الله تعالى بأحوالهم كلها ، فإذا كان يعلم حديث النفس ؛ فلا عجب أن يعلم ما تنقص الأرض منهم.

والإخبار عن فعل الخلق بصيغة المضي : ظاهر ، وأما الإخبار عن علم ما توسوس به النفس ، بصيغة المضارع : فللدلالة على أن تعلق علمه تعالى بالوسوسة : متجدد ، غير منقض ، ولا محدود، لإثبات عموم علم الله تعالى ، والكناية عن التحذير من إضمار ما لا يرضي الله "، انتهى .

ثامنًا :

أما اعتراض الواهم الغالط ، على قوله تعالى : مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا  ، الكهف/ 5، بأن قوله ( كلمة ) : الصحيح فيها أن تكون بالرفع بدل النصب .

فالجواب :

قوله تعالى :  كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ  :

كَبُرَتَ : فعل ماض . لإنشاء الذم . والتاء : حرف للتأنيث . والفاعل ضمير مستتر ، وفيه قولان:

1 - يعود على مقالتهم : ( قَالُوْا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ) ، أي: كبر مقالهم، وهي جملة تفيد التعجب، أي: ما أكبرها كلمة.

2 - الفاعل ضمير مستتر مفسّر بالنكرة بعده، وهي "كَلِمَةً".

والمعنى على الذَّمّ مثل (بئس رجلًا). وعلى هذا يكون المخصوص بالذَّم محذوفًا، والتقدير: كبرت هي، أي: الكلمةُ كلمة خارجة من أفواههم.

( كَلِمَةً ): وفيها إعرابات :

1 - النصب على التمييز ، كما تقدَّم في بيان فاعل "كَبُرَت". وهو الظاهر عند أبي حيان.

قال ابن الأنباري: " ... والتقدير كبرت الكلمة ، كلمةً".

2 - النصب على الحال. ذكرته فرقةٌ. وقال السمين: "وليس بظاهر".

3 - ذهب أبو عبيدة إلى أنه نصب على التعجُّب، أي: أكبِرْ بها كلمةً. أي: من كلمة. ومثله عند الزمخشري: ما أكبرها كلمة.

ذكر هذا أبو حيان .

والجملة استئنافيّة لا محل لها من الإعراب "، انتهى  من "التفصيل في إعراب التنزيل" (15/ 237).

والحاصل:

أن أقرب جواب لكل هذه الضلالات، هو ما قدمناه في أول جوابنا:

هب أنه لم يكن نبيا ؛ ألم يكن رجلا عربيا، على لسان قومه ، ومن كلامه يؤخذ لسان العرب، وتعرف القواعد، ويحتج لها بما جاء عنه من الكلام ؟!

ثم: قد تبين وجه الكلام، ومخارجه في كل آية مما ذكره الواهم الغالط في هذا المقام.

والله أعلم.

decoration
آية ذات علاقة
decoration
﴿ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾

[سورة يوسف : 72]

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • هل في أقوال الشيخ (ابن حزم) أنه كَفَّر من قال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، لوجود أدلة كثيرة أن البسملة ليست من القرآن، مثل: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله)، ولم يقل: بسمل، وحديث: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. وعندما جاء جبريل للنبي، قال له: اقرأ، ولم يقل: بسمل، وإنما هي موجودة لتميز للجاهل بين سورة وسورة. ولو قلنا: إن النبي قالها سرًّا، فالسرّ لا يسمع. وإذا قلنا: لم يقلها، لكننا سنقولها، فهكذا شرعنا مع الله، وهذا كفر. وإذا قلنا: إنه جهر بها، فهذا غير صحيح، وكذب على النبي، قد يصل إلى الكفر. سمعت هذا من شيخ علمه عن ثقة، وأريد أن أتأكد، فهل ابن حزم قال هذا؟ وهل فعلا البسملة لم ترد، وبدعة، أو كفر؟ جزاكم الله خيرًا.
  • إذا كانت الأرض لا تساوي شيئًا في هذا الفضاء، كما تقول عنها ناسا، وجميع وكالات الفضاء؛ لأن هذا الفضاء يضم المليارات، أو البليارات من المجرات، والمجرة الواحدة تضم الملايين، أو البلايين من النجوم، والنجمة الواحدة منها أكبر من الأرض بملايين، أو بلايين المرات، فكيف يخلقها الله عز وجل في أربعة أيام كاملة، ويخلق باقي الكواكب، والنجوم، والسماوات السبع التي هي أكبر من هذا الفضاء بكثير في يومين فقط؟ هذا مع أن كل العناصر -مثل: الجبال، والصخور، والأحجار، والأتربة، والغازات، والهواء، والمياه، والغلاف الجوي موجودة على كثير من الكواكب الأخرى (التي ليست نجومًا) حسب كلامهم-، بل وأكبر من الأرض بعشرات، أو مئات، أو آلاف المرات، فإذا كانت هذه الأرض أصغر من ذرة في هذا الكون، فكيف يخلقها الله في أربعة أيام كاملة، وباقي الأجرام في يومين فقط؟ ثم إذا كانت الأرض بكل هذا الصغر، وأنها أقل حتى من حبة الغبار بكثير بالنسبة لباقي الأجرام، لدرجة أنها غير مرئية أبدًا من شدة صغرها، فلماذا يقرنها الله بحجم السماوات، كما في قوله تعالى: [وسع كرسيه السماوات والأرض]، [جنة عرضها السماوات والأرض]، [وجنة عرضها كعرض السماء والأرض]، هذا غير منطقي أبدًا، فالأولى أن يكتفي الله بقول: (كعرض السماء) فقط، وأنا أظن أنهم يكذبون علينا؛ لأن كلامهم لا يتطابق أبدًا مع القرآن، أليس من يصدقهم يعتبر مكذبًا للقرآن؟
  • القرآن الكريم ثابت بالقطع، ولقد تكفّل الله بحفظه، ولا يمكن الزيادة فيه، ولا الإنقاص منه، فلماذا اختلف العلماء في ثبوت البسملة في أول كل سورة سوى سورة براءة، فثبوتها ظني، وعدم ثبوتها ظني، ولا يكفر منكر ثبوتها، ولا يكفر مثبتها؟؟ لا أريد عرض أدلة كل مذهب، وإنما أريد المسوغ لكون البسملة في أول كل سورة ظنية الثبوت، والقرآن قطعي كله.
  • للأسف أحيانا تأتيني بعض الشكوك في صحة الإسلام. وبعض الملحدين المسيحيين سألوني بعض الأسئلة: 1: واحد علق عن آية في سورة الغاشية، تقول (وإلى الأرض كيف سطحت)، سأل، إذا كان القرآن فعلاً من خالق الكون، كيف يقول إن الأرض مسطحة؟ *أستغفر الله* 2: يسأل شخص آخر: كيف تصفون الله -تعالى- بالرحيم إذا كان يعذب الكفار عذابا شديد الألم لا أحد يقدر أن يتحمله إلى الأبد بدون توقف ولا راحة. فقط لأنهم لم يؤمنوا به؟ أليس هذا قاسيا؟ 3: والأخير يسأل عن رحلة الإسراء والمعراج، يقول: كان مسجد القدس مدمر في زمن محمد -عليه الصلاة والسلام- "كيف ذهب محمد" -صلى الله عليه و سلم- الى مسجد القدس، وصلى فيه إذا هو لم يكن موجودا أصلا؟ كيف أرد على هؤلاء المشركين؟ أنا أحيانا أحس بالخوف، وأخاف أني لا سمح الله سأرتد عن الإسلام، والعياذ بالله. وأشعر أني لست مسلما حقيقيا مع أني أصلي وأقرأ القرآن وأقوم الليل. سمعت أن حفظ القرآن سيخلصني من هذه الوساوس، فهل عندكم طريقة لحفظ القرآن بسرعة بدون نسيان؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
  • أعلم أن الشبهات التي سألت عنها على موقعكم كثيرة، ولكني قد مررت بفترة من الشك، وأصبحت لدي بعض الأسئلة التي يجب أن تتم إجابتي عليها، حتى يتم الله شفائي من الشكوك. بالإضافة إلى أني قد بدأت التقرب إلى الله؛ ليساعدني على تجاوز هذه المرحلة من حياتي، ولكني قد قرأت شبهة تقول: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، تحدى العرب ببلاغة القرآن، والله قد قال لهم فيه أن يأتوا ولو بسورة من مثله. فهذا تحد باطل؛ لأنهم إن أتوا بمثله، قال المسلمون إنه مجرد تقليد ومحاكاة للقرآن. فإذا مثلا تحداني الشاعر فلان، أن أكتب قصيدة مثل قصيدته. فقمت بكتابة قصيدة مكافئة ومشابهة تماما لقصيدة الشاعر فلان، فإنه حينها سيقول إن هذا تقليد ومحاكاة؛ لأنه هو الذي تحداني، وهو أيضا الحكم حتى وإن كانت قصيدتي مماثلة له تماما. وعليه، فلو جئت بسورة مثل القرآن، سيقال عليها إنها مجرد تقليد للقرآن ليس إلا، ولو أتيت بسورة لا تشبه القرآن، فهي بالفعل ليست مثله. وبالتالي يستحيل أن يربح أحد أمام المسلمين في مثل هذا التحدي. وكيف يكون القرآن قد تحدى فحول العرب بلاغيا -كما يقول المسلمون- لكون العرب أهل بلاغة، بينما لم يكن أي من شعراء المعلقات -والتي هي قمة بلاغة العرب- من قريش أو حتى مكة؟ وما هو أصلا الدليل على أن القرآن أعجز الكفار، وأنهم لم يستطيعوا الصمود أمام التحدي، في ظل تنقيح كتب التراث الإسلامي، فقد يكونون قد ردوا على هذا التحدي، ولكن لم يذكره المؤرخون، فالتاريخ يكتبه المنتصر؟
  • يقول الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ونرى كثيرا ممن يجاهد ونعلم صدقه بشكل عام، وليس من الداخل، ولكن نراه يحيد عن الصراط المستقيم، نرى كثيرا ممن ترك أهله وماله وبيته وبلده، وكل شيء ليجاهد، ولكن ليس على الحق حسب ما نرى. ما المقصود بالهداية ومن ينالها؟ وأيضا الفرق الكلامية كالأشاعرة والمعتزلة وأمثالهم، كلهم أو أغلبهم بدؤوا حياتهم للدفاع عن الدين، ثم آل بهم المآل إلى هذه الحالة، أقصد أن نيتهم كانت سليمة ولنصرة الدين، ثم ضلوا. ما حكم هذين النوعين؟ وكيف أضمن لنفسي ألا أصبح مثلهم حين أطلب علما وأجاهد؟
  • عندما أنزلت: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله.قالها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقوم كان لهم ما يقارب 600 سنة بلا رسول.لماذا لم يعترضوا؟ وما الذي فهموه من الآية: أقصد المشركين؟
  • أريد ردا على دعوى أن كتاب الله هو نص مفتوح.
  • كيف نوفق بين آية: (فقال أنا ربكم الأعلى) و (ويذرك وآلهتك)؟
  • في قوله تعالى في سورة المائدة: وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم {المائدة: 117}هنا شهيدا = رقيبا... وكنت عليهم رقيبا مادمت فيهم........ كنت أنت الرقيب عليهم، ثم يقول تعالى في سورة النساء: ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا {النساء:159} يكون عليهم شهيدا= يكون عليهم رقيبا... رقابة المسيح بعد يوم الحساب تعني بمنتهى البساطة أن هناك تكليفا بعد يوم القيامة... وليس كما أوهمونا من سقوط التكليف بعد يوم الحساب... وعدم إسقاط التكليف يؤيده أيضا قوله تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا........ وقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ـ فلم يقل: فمن عمل مثقال ذرة خيرا سيره ومن عمل مثقال شرا سيره....فهل هناك تكليف بعد يوم القيامة؟ أم سيسقط التكليف؟. وشكراً.
  • أريد أن أستفسر كيف نوفق بين الاختلاف في البسملة وبين عصمة القرآن من التحريف؟ ولماذا الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينبه أصحابه على هذا الأمر؟ وكيف يختلف العلماء في آيات من القرآن الكريم؟ قرأت جوابا على موقع "الإسلام سؤال وجواب" لكنني لم أقتنع أو بالأحرى لم أفهم. جزاكم الله خيرا.
  • ما معنى قول الطبري رحمه الله: فإن زعم خلقه في ذاته فقد أوجب أن تكون ذاته محلاً للخلق وذلك عند الجميع كفر؟ التبصير في معالم الدين ص:202، قال القاضي عبد الوهاب في شرح عقيدة الرسالة ص: 178ـ واعلم أن الوصف له تعالى بالاستواء اتباع للنص، وتسليم للشرع وتصديق لما وصف نفسه تعالى به، ولا يجوز أن يثبت له كيفية، لأن الشرع لم يرد بذلك، ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشيء، ولا سألته الصحابة عنه، ولأن ذلك يرجع إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن، وذلك يؤول إلى التجسيم، وإلى قدم الأجسام، وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام.. فهل يتعارض هذا مع إثبات الصفات الفعلية الاختيارية؟ ما معنى هذا الكلام؟ وما معنى أن حلول الحوادث منفي عن الله؟ وما معنى أن الله لا تحله الحوادث؟.
  • ما قولكم في أحد الشباب المعاصرين، الذين قالوا إن: طه، وألم، ونون. هي كلمات آرامية، أصولها ليست عربية، وقال: نحن بحاجة لمعرفة اللغة الآرامية؛ لتفسير القرآن، خاصة أنه ورد تفسير طه ب: يا رجل، عند الطبري، ومعلقا في صحيح البخاري؟
  • أشكركم على هذا الموقع المفيد حقيقة وبارك الله في جهودكم. تلقيت شبهة من أحد الملحدين يقول إن القرآن يقول في آيات إن الكفار لا ولي لهم (ومَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ) وفي آيات إن وليهم الشيطان (لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم) وأن هذا تناقض. أرجو الجواب. جزاكم الله خيرا.
  • ورد في صحيحَي البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نسي بعض القرآن في صلاته، وذلك في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أُنسيتها من سورة كذا وكذا. هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها. كيف نوفق بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّه}؟ وقد ورد في الفتوى رقم: 29478 أن نسيان النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قبل نزول هذه الآية، أما بعد نزولها فلم ينس شيء. فهل هذا ثابت وصحيح؟ وشكرًا.