الفتاوى

شبهات حول ثلاث آيات والرد عليها

السؤال

في قوله تعالى في سورة المائدة: وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم {المائدة: 117}هنا شهيدا = رقيبا... وكنت عليهم رقيبا مادمت فيهم........ كنت أنت الرقيب عليهم، ثم يقول تعالى في سورة النساء: ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا {النساء:159} يكون عليهم شهيدا= يكون عليهم رقيبا... رقابة المسيح بعد يوم الحساب تعني بمنتهى البساطة أن هناك تكليفا بعد يوم القيامة... وليس كما أوهمونا من سقوط التكليف بعد يوم الحساب... وعدم إسقاط التكليف يؤيده أيضا قوله تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا........ وقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ـ فلم يقل: فمن عمل مثقال ذرة خيرا سيره ومن عمل مثقال شرا سيره....فهل هناك تكليف بعد يوم القيامة؟ أم سيسقط التكليف؟. وشكراً.

الإجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فإننا قبل أن نجيبك على إشكالك نحذرك من هذا المسلك الذي تسلكه مع كتاب الله تعالى، وهذا هو السؤال السابع الذي تورده بنفس الطريقة، فتارة تقول عن كتاب الله تعالى: لماذا قال.. وتارة تقول: أليس من الأنسب أن يقول: وتارة تقول: ينبغي أن يقول: وأخرى قلت فيها: لماذا عدل في الآية من الأنسب إلى الأقل مناسبة؟!! ثم تختم أسئلتك بقولك: انظر في مصادرك ومراجعك ولا تتعجل ولا تتسرع...!!! وكأنك تأتي بمعضلات لا يقوم لها قائم، وإننا نعجب أشد العجب من جرأتك على كتاب الله تعالى مع هذا المستوى الضعيف في الفهم والعلمِ باللغة وعلومها:

وكم من عائب قولا صحيحا     وآفتُه من الفهمِ السقيمِ.
وصنيعك هذا يذكرنا بصنيع صبيغ وقصته مع عمر ـ رضي الله عنه ـ وقصته رواها الدارمي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ صَبِيغٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْلِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ، فَأَخَذَ عُمَرُ عُرْجُوناً مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ، فَجَعَلَ لَهُ ضَرْباً حَتَّى دَمِىَ رَأْسُهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي ـ صحيح لغيره.

العراجين: جمع العرجون وهو العود الأصفر الذى فيه الشماريخ إذا يبس واعوج، وفي سنن الدارمي عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ صَبِيغاً الْعِرَاقِي جَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَدِمَ مِصْرَ، فَبَعَثَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: فِي الرَّحْلِ، قَالَ عُمَرُ: أَبْصِرْ أَيَكُونُ ذَهَبَ فَتُصِيبَكَ مِنِّى بِهِ الْعُقُوبَةُ الْمُوجِعَةُ، فَأَتَاهُ بِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: تَسْأَلُ مُحْدَثَةً، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى رَطَائِبَ مِنْ جَرِيدٍ فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى تَرَكَ ظَهْرَهُ دَبِرَةً، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ، ثُمَّ عَادَ لَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى بَرَأَ، فَدَعَا بِهِ لِيَعُودَ لَهُ، قَالَ فَقَالَ صَبِيغٌ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلِي فَاقْتُلْنِي قَتْلاً جَمِيلاً، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُدَاوِيَنِي فَقَدْ وَاللَّهِ بَرَأْتُ، فَأَذِنَ لَهُ إِلَى أَرْضِهِ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي: أَنْ لاَ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ: أَنْ قَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ أَنِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِ.
فاتق الله أيها السائل، ولا تضرب كتاب الله بعضه ببعض، وإن كنت في شك منه، فاسأل ربك أن يهديك الصراط المستقيم.

وأما جواب سؤالك: فنقول: ليس هناك تكليف يوم القيامة إلا ما ورد من اختبار بعض أصناف من الناس يمتحنون يوم القيامة، وقد ذكرناهم في الفتوى رقم: 48406.
وليس معنى: شهيدا ـ في قوله تعالى في سورة النساء:... وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً... ليس معناه رقيبا كما زعمت، وبنيت عليه قيام التكليف في ذلك اليوم، وإنما معناه يشهد على أهل الكتاب بأنه بلغهم الرسالة، ويشهد عليهم بما فعلوه من خير وشر في حياته، قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وَالشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ يَشْهَدُ بِأَنَّهُ بَلَّغَ لَهُمْ دَعْوَةَ رَبِّهِمْ فَأَعْرَضُوا، وَبِأَنَّ النَّصَارَى بَدَّلُوا. اهـ.

كما أخبر الله في السورة نفسها أنه يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم شهيدا على أمته، قال تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا {النساء: 41}.

وفي سورة النحل: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ {النحل: 89}.

وفي صحيح البخاري عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ.. إلخ.
والرقيب أعم من الشهيد، فالرقيب يشهد ويُحصي ويحفظ، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ـ قال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ـ قال: الرقيب بناء الاسم الفاعل من رقب يرقب إذا أحد النظر بالبصر أو بالبصيرة إلى أمر ما ليتحققه على ما هو عليه، ويقترن بذلك حفظ ومشاهدة وعلم بالحاصل. اهـ.
ولهذا لما عبر عيسى ـ عليه السلام ـ عن شهادته على قومه مدة حياته أتى بلفظ: الشهيد ـ ولما عبر عن شهادة الله عليهم أتى بلفظ: الرقيب ـ كما في الآية التي ذكرتها في سورة المائدة: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ... قال ابن جرير الطبري في تفسيرها: وكنت على ما يفعلونه وأنا بين أظهرهم شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم، فلما قبضتني إليك كنت أنت الرقيب عليهم.

يقول: كنت أنت الحفيظ عليهم دوني، لأني إنما شهدت من أعمالهم ما عملوه وأنا بين أظهرهم.
وقال الشوكاني: أصل المراقبة: المراعاة أي كنت الحافظ لهم والعالم بهم والشاهد عليهم. اهــ.

وقوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة: 7ـ 8} المقصود بقوله: يعمل ـ أي في الدنيا، فمن يعمل في الدنيا خيرا يره في الآخرة، ومن يعمل في الدنيا شرا يره في الآخرة  ويدل عليه قوله في نفس السورة قبل هذا: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ـ قال في أضواء البيان: فهم إنما يرون في ذلك اليوم أعمالهم التي عملوها من قبل... في ذلك اليوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم التي عملوها من قبل، كما في قوله: يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ {النبأ:40} وقوله: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً {الكهف:49} ثم جاء الالتفات بمخاطبتهم على سبيل التنبيه والتحذير، فمن يعمل الآن في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل الآن في الدنيا مثقال ذرة شرا يره في الآخرة. اهـ.
ومثله قوله تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {الأنبياء:47}.

ليس فيه أن هناك تكليفا يوم القيامة، وإنما إخبار بأنه يضع الموازين القسط ليوم القيامة، فتوزن أعمالهم التي عملوها في الدنيا وزناً في غاية العدالة والإنصاف: فلا يظلم الله أحداً شيئاً، وأن عمله من الخير والشر، وإن كان في غاية القلة والدقة كمثقال حبة من خردل، فإن الله يأتي به.

والله أعلم. 

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • هل في أقوال الشيخ (ابن حزم) أنه كَفَّر من قال: (بسم الله الرحمن الرحيم)، لوجود أدلة كثيرة أن البسملة ليست من القرآن، مثل: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله)، ولم يقل: بسمل، وحديث: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. وعندما جاء جبريل للنبي، قال له: اقرأ، ولم يقل: بسمل، وإنما هي موجودة لتميز للجاهل بين سورة وسورة. ولو قلنا: إن النبي قالها سرًّا، فالسرّ لا يسمع. وإذا قلنا: لم يقلها، لكننا سنقولها، فهكذا شرعنا مع الله، وهذا كفر. وإذا قلنا: إنه جهر بها، فهذا غير صحيح، وكذب على النبي، قد يصل إلى الكفر. سمعت هذا من شيخ علمه عن ثقة، وأريد أن أتأكد، فهل ابن حزم قال هذا؟ وهل فعلا البسملة لم ترد، وبدعة، أو كفر؟ جزاكم الله خيرًا.
  • إذا كانت الأرض لا تساوي شيئًا في هذا الفضاء، كما تقول عنها ناسا، وجميع وكالات الفضاء؛ لأن هذا الفضاء يضم المليارات، أو البليارات من المجرات، والمجرة الواحدة تضم الملايين، أو البلايين من النجوم، والنجمة الواحدة منها أكبر من الأرض بملايين، أو بلايين المرات، فكيف يخلقها الله عز وجل في أربعة أيام كاملة، ويخلق باقي الكواكب، والنجوم، والسماوات السبع التي هي أكبر من هذا الفضاء بكثير في يومين فقط؟ هذا مع أن كل العناصر -مثل: الجبال، والصخور، والأحجار، والأتربة، والغازات، والهواء، والمياه، والغلاف الجوي موجودة على كثير من الكواكب الأخرى (التي ليست نجومًا) حسب كلامهم-، بل وأكبر من الأرض بعشرات، أو مئات، أو آلاف المرات، فإذا كانت هذه الأرض أصغر من ذرة في هذا الكون، فكيف يخلقها الله في أربعة أيام كاملة، وباقي الأجرام في يومين فقط؟ ثم إذا كانت الأرض بكل هذا الصغر، وأنها أقل حتى من حبة الغبار بكثير بالنسبة لباقي الأجرام، لدرجة أنها غير مرئية أبدًا من شدة صغرها، فلماذا يقرنها الله بحجم السماوات، كما في قوله تعالى: [وسع كرسيه السماوات والأرض]، [جنة عرضها السماوات والأرض]، [وجنة عرضها كعرض السماء والأرض]، هذا غير منطقي أبدًا، فالأولى أن يكتفي الله بقول: (كعرض السماء) فقط، وأنا أظن أنهم يكذبون علينا؛ لأن كلامهم لا يتطابق أبدًا مع القرآن، أليس من يصدقهم يعتبر مكذبًا للقرآن؟
  • القرآن الكريم ثابت بالقطع، ولقد تكفّل الله بحفظه، ولا يمكن الزيادة فيه، ولا الإنقاص منه، فلماذا اختلف العلماء في ثبوت البسملة في أول كل سورة سوى سورة براءة، فثبوتها ظني، وعدم ثبوتها ظني، ولا يكفر منكر ثبوتها، ولا يكفر مثبتها؟؟ لا أريد عرض أدلة كل مذهب، وإنما أريد المسوغ لكون البسملة في أول كل سورة ظنية الثبوت، والقرآن قطعي كله.
  • للأسف أحيانا تأتيني بعض الشكوك في صحة الإسلام. وبعض الملحدين المسيحيين سألوني بعض الأسئلة: 1: واحد علق عن آية في سورة الغاشية، تقول (وإلى الأرض كيف سطحت)، سأل، إذا كان القرآن فعلاً من خالق الكون، كيف يقول إن الأرض مسطحة؟ *أستغفر الله* 2: يسأل شخص آخر: كيف تصفون الله -تعالى- بالرحيم إذا كان يعذب الكفار عذابا شديد الألم لا أحد يقدر أن يتحمله إلى الأبد بدون توقف ولا راحة. فقط لأنهم لم يؤمنوا به؟ أليس هذا قاسيا؟ 3: والأخير يسأل عن رحلة الإسراء والمعراج، يقول: كان مسجد القدس مدمر في زمن محمد -عليه الصلاة والسلام- "كيف ذهب محمد" -صلى الله عليه و سلم- الى مسجد القدس، وصلى فيه إذا هو لم يكن موجودا أصلا؟ كيف أرد على هؤلاء المشركين؟ أنا أحيانا أحس بالخوف، وأخاف أني لا سمح الله سأرتد عن الإسلام، والعياذ بالله. وأشعر أني لست مسلما حقيقيا مع أني أصلي وأقرأ القرآن وأقوم الليل. سمعت أن حفظ القرآن سيخلصني من هذه الوساوس، فهل عندكم طريقة لحفظ القرآن بسرعة بدون نسيان؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
  • أعلم أن الشبهات التي سألت عنها على موقعكم كثيرة، ولكني قد مررت بفترة من الشك، وأصبحت لدي بعض الأسئلة التي يجب أن تتم إجابتي عليها، حتى يتم الله شفائي من الشكوك. بالإضافة إلى أني قد بدأت التقرب إلى الله؛ ليساعدني على تجاوز هذه المرحلة من حياتي، ولكني قد قرأت شبهة تقول: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، تحدى العرب ببلاغة القرآن، والله قد قال لهم فيه أن يأتوا ولو بسورة من مثله. فهذا تحد باطل؛ لأنهم إن أتوا بمثله، قال المسلمون إنه مجرد تقليد ومحاكاة للقرآن. فإذا مثلا تحداني الشاعر فلان، أن أكتب قصيدة مثل قصيدته. فقمت بكتابة قصيدة مكافئة ومشابهة تماما لقصيدة الشاعر فلان، فإنه حينها سيقول إن هذا تقليد ومحاكاة؛ لأنه هو الذي تحداني، وهو أيضا الحكم حتى وإن كانت قصيدتي مماثلة له تماما. وعليه، فلو جئت بسورة مثل القرآن، سيقال عليها إنها مجرد تقليد للقرآن ليس إلا، ولو أتيت بسورة لا تشبه القرآن، فهي بالفعل ليست مثله. وبالتالي يستحيل أن يربح أحد أمام المسلمين في مثل هذا التحدي. وكيف يكون القرآن قد تحدى فحول العرب بلاغيا -كما يقول المسلمون- لكون العرب أهل بلاغة، بينما لم يكن أي من شعراء المعلقات -والتي هي قمة بلاغة العرب- من قريش أو حتى مكة؟ وما هو أصلا الدليل على أن القرآن أعجز الكفار، وأنهم لم يستطيعوا الصمود أمام التحدي، في ظل تنقيح كتب التراث الإسلامي، فقد يكونون قد ردوا على هذا التحدي، ولكن لم يذكره المؤرخون، فالتاريخ يكتبه المنتصر؟
  • يقول الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ونرى كثيرا ممن يجاهد ونعلم صدقه بشكل عام، وليس من الداخل، ولكن نراه يحيد عن الصراط المستقيم، نرى كثيرا ممن ترك أهله وماله وبيته وبلده، وكل شيء ليجاهد، ولكن ليس على الحق حسب ما نرى. ما المقصود بالهداية ومن ينالها؟ وأيضا الفرق الكلامية كالأشاعرة والمعتزلة وأمثالهم، كلهم أو أغلبهم بدؤوا حياتهم للدفاع عن الدين، ثم آل بهم المآل إلى هذه الحالة، أقصد أن نيتهم كانت سليمة ولنصرة الدين، ثم ضلوا. ما حكم هذين النوعين؟ وكيف أضمن لنفسي ألا أصبح مثلهم حين أطلب علما وأجاهد؟
  • عندما أنزلت: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله.قالها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لقوم كان لهم ما يقارب 600 سنة بلا رسول.لماذا لم يعترضوا؟ وما الذي فهموه من الآية: أقصد المشركين؟
  • أريد ردا على دعوى أن كتاب الله هو نص مفتوح.
  • كيف نوفق بين آية: (فقال أنا ربكم الأعلى) و (ويذرك وآلهتك)؟
  • أريد أن أستفسر كيف نوفق بين الاختلاف في البسملة وبين عصمة القرآن من التحريف؟ ولماذا الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينبه أصحابه على هذا الأمر؟ وكيف يختلف العلماء في آيات من القرآن الكريم؟ قرأت جوابا على موقع "الإسلام سؤال وجواب" لكنني لم أقتنع أو بالأحرى لم أفهم. جزاكم الله خيرا.
  • ما معنى قول الطبري رحمه الله: فإن زعم خلقه في ذاته فقد أوجب أن تكون ذاته محلاً للخلق وذلك عند الجميع كفر؟ التبصير في معالم الدين ص:202، قال القاضي عبد الوهاب في شرح عقيدة الرسالة ص: 178ـ واعلم أن الوصف له تعالى بالاستواء اتباع للنص، وتسليم للشرع وتصديق لما وصف نفسه تعالى به، ولا يجوز أن يثبت له كيفية، لأن الشرع لم يرد بذلك، ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشيء، ولا سألته الصحابة عنه، ولأن ذلك يرجع إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن، وذلك يؤول إلى التجسيم، وإلى قدم الأجسام، وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام.. فهل يتعارض هذا مع إثبات الصفات الفعلية الاختيارية؟ ما معنى هذا الكلام؟ وما معنى أن حلول الحوادث منفي عن الله؟ وما معنى أن الله لا تحله الحوادث؟.
  • ما قولكم في أحد الشباب المعاصرين، الذين قالوا إن: طه، وألم، ونون. هي كلمات آرامية، أصولها ليست عربية، وقال: نحن بحاجة لمعرفة اللغة الآرامية؛ لتفسير القرآن، خاصة أنه ورد تفسير طه ب: يا رجل، عند الطبري، ومعلقا في صحيح البخاري؟
  • أشكركم على هذا الموقع المفيد حقيقة وبارك الله في جهودكم. تلقيت شبهة من أحد الملحدين يقول إن القرآن يقول في آيات إن الكفار لا ولي لهم (ومَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ) وفي آيات إن وليهم الشيطان (لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم) وأن هذا تناقض. أرجو الجواب. جزاكم الله خيرا.
  • ورد في صحيحَي البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نسي بعض القرآن في صلاته، وذلك في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يقرأ في سورة بالليل، فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أُنسيتها من سورة كذا وكذا. هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها. كيف نوفق بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّه}؟ وقد ورد في الفتوى رقم: 29478 أن نسيان النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قبل نزول هذه الآية، أما بعد نزولها فلم ينس شيء. فهل هذا ثابت وصحيح؟ وشكرًا.
  • سألني أحد النصارى عن قول الله تعالى في سورة الحجر ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، حيث قال هٰذه الآية تدل على أن الله سبحانه تكفل بحفظ ذكر، والذكر كما قال الله تعالى إن التوراة ذكر، كلاهما القرأن والتوراة ذكر ، وتؤكد هٰذه أن الله سبحانه حفظ الذكر وأنه ليس القرآن فقط ، فما هو الرد على هذا الكلام ؟