الفتاوى

تفسير قول الله تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين...) الآية

السؤال

لقد قرأت سورة الإسراء فاستوقفتني هذه الآيات وتفكرت فيها طويلا وهي (وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكره عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا *إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا) ثم قرأت تفسيرها وهي عندما عذب جالوت بني إسرائيل ، ولكن القرآن معجز بآياته وسوره ، وانه شامل لكل زمان ومكان وان القران فيها كل شيء حتى حركاتنا وكلامنا وان فيه أمور غيبيه ستحدث في المستقبل فلا أتعجب عندما اعتقد بان هذه الايه كان يقصد بها هتلر عندما سلطه الله علي بني إسرائيل وعذبهم لان الآية (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا) فإذا هنا تدل على المستقبل أي انه لم يحدث الوعد الأول لبني إسرائيل لا قبل عهد الرسول ولا أثناء عهد الرسول وانه سيحدث فيما بعد ثم إن القران جاء بالعموم في الآية ولم يذكر جالوت في الآية كما ذكر في سوره البقرة يعني إن الآية تدخل تحت العموم ثم تأتي الآية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا* ) وهذا حال إسرائيل اليوم فهم أكثر مال وأكثر قوه وأكثر عددا كما في الآية ثم تأتي هذه الآية( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره ) وهي إن المسلمين سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مره أي كما دخله عمر وكانت أول مره دخل المسلمون المسجد الأقصى هي في عهد عمر رضي الله عنه فهل من الممكن أن يكون هذا تفسير أخر للآيه؟ والله اعلم أفيدونا جزآكم الله خيرا

الإجابة


الحمد لله
أولاً:
الأصل في المسلم الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة معاني الآيات القرآنية ، ولا مانع من إعمال الذهن في استنباط الفوائد منها إن كان من أهل القدرة على ذلك .
كما أنه على المسلم تجنب تنزيل الآيات على وقائع معينة ، وليس لأحدٍ الجزم بأن ما يريده تعالى في آية معينة هو هذا الحادث المحدد ، دون بينة أو دليل على ذلك التخصيص .

وكلا الأمرين يجب العناية بهما ، فإن مخالفة الأمر الأول كان سبباً في ضلال طوائف من الجماعات والمذاهب والأشخاص ، ومخالفة الأمر الثاني كان سبباً في الوقوع في الخطأ في فهم الآية أو تنزيل الحادثة عليها ، فليتنبه المسلم لهذا ، وليكن مرجعه في فهم كتاب الله تعالى ما دوَّنه أئمة التفسير الثقات في كتبهم ، وليتجنب تنزيل حوادث معينة على آيات قرآنية ، أو العكس ، وليعلم أنه كلما رأى حدثاً يطابق ما فهمه من الآية القرآنية فقد يأتي حدث أكثر مطابقة عليها ، والسعيد من اعتبر بما حصل من لغط كثير في هذا الباب في " أزمة الخليج الأولى " .
ثانياً:
من هنا فإننا رأينا محاولات كثيرة للجزم بحادثتي الإفساد الأول والثاني من بني إسرائيل ، واللذان جاء ِذِكرهما في أول سورة الإسراء ، وللأسف فقد كان الاعتماد في حوادث هذين الإفسادين على كتب بني إسرائيل أو على أحاديث موضوعة ، ومنهم من جزم بأن الإفسادين لم يحصلا في التاريخ قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل إن الأول منهما كان في زمانه ، والآخر سيكون في آخر الدنيا ! ومنهم من قال بأن كليهما سيكون بعد زمن النبي صلى لله عليه وسلم ، ولا سبيل إلى الجزم بما أراده الله تعالى من تعيين الإفسادين إلا بوحي ! ولا يوجد نص يعيِّن هذين الإفسادين ، فصار الاشتغال بتحديدهما وتعيينهما من تضييع الوقت بما لا طائل من ورائه.
ونرى أن الإمام ابن كثير رحمه الله قد أصاب غاية الإصابة في تعليقه على ما قيل في تعيين هذين الإفسادين ، حيث قال :
وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلَّطين عليهم : من هم ؟ فعن ابن عباس وقتادة : أنه " جالوت الجَزَريّ " وجنوده ، سلط عليهم أولا ، ثم أديلوا عليه بعد ذلك، وقتل داودُ جالوتَ ؛ ولهذا قال : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ) .
وعن سعيد بن جبير : أنه ملِك الموصل " سنجاريب " وجنوده ، وعنه أيضًا وعن غيره : أنه " بختنصر " ملك بابل .
وقد ذكر ابن أبي حاتم له قصة عجيبة في كيفية ترقيه من حال إلى حال إلى أن ملك البلاد ، وأنه كان فقيرًا مقعدًا ضعيفًا يستعطي الناس ويستطعمهم ، ثم آل به الحال إلى ما آل ، وأنه سار إلى بلاد بيت المقدس ، فقتل بها خلقًا كثيرًا من بني إسرائيل .
وقد روى ابن جرير في هذا المكان حديثًا أسنده عن حذيفة مرفوعًا مطولا ، وهو حديث موضوع لا محالة ، لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث ! والعجب كل العجب كيف راج عليه مع إمامته وجلالة قدره ! وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة أبو الحجاج المزي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب ، وكتب ذلك على حاشية الكتاب .
وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها ؛ لأن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم ، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحًا ، ونحن في غُنْيَة عنها ، ولله الحمد ، وفيما قص الله تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله ، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم ، وقد أخبر الله تعالى أنهم لما بغوا وطغوا سلط الله عليهم عدوهم ، فاستباح بَيْضَتَهم ، وسلك خلال بيوتهم ، وأذلهم ، وقهرهم ، جزاء وفاقًا ، وما ربك بظلام للعبيد ؛ فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء .
وقد روى ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ظهر " بُختنَصَّر " على الشام ، فخرب بيت المقدس وقتلهم ، ثم أتى دمشق فوجد بها دمًا يغلي على كِبًا ، فسألهم : ما هذا الدم ؟ فقالوا : أدركنا آباءنا على هذا ، وكلما ظهر عليه الكبا ظهر ، قال : فقتل على ذلك الدم سبعين ألفًا من المسلمين وغيرهم ، فسكن .
وهذا صحيح إلى سعيد بن المسيب ، وهذا هو المشهور ، وأنه قتل أشرافهم وعلماءهم ، حتى إنه لم يبق من يحفظ التوراة ، وأخذ معه خلقًا منهم أسرى من أبناء الأنبياء وغيرهم ، وجرت أمور وكوائن يطول ذكرها ، ولو وجدنا ما هو صحيح أو ما يقاربه : لجاز كتابته وروايته ، والله أعلم .
" تفسير ابن كثير " ( 5 / 47 ، 48 ) .
نعم ، هذا الذي نعتقد أنه الصواب والقرآن الكريم كتاب هداية ، ولو كان في ذِكر حادثتي الإفساد فائدة لعيَّنهما رب العالمين ، وإنما القصد الاعتبار ، وما يدل على عدم اعتبار التعيين ما قاله الله تعالى مهدداً لهم بقوله ( وَإِنْ عُدتمْ عُدْنَا ) ، ويمكن هنا جعل ما حصل لليهود على يد " هتلر " داخلاً تحت هذا التهديد والوعيد .
قال الشيخ صاح الفوزان – حفظه الله - :
هذا وعيد من الله ، كما أنه عاقبهم على المرتين الأوليين ، فهو كذلك سيعاقبهم كلما أفسدوا في الأرض ، إلى آخر الدنيا ، وهذا واقع ومشاهد : أن اليهود ما زالوا يسلط عليهم الجبابرة ويسلط عليهم عدوهم كلما حصل منهم علو في الأرض وإفساد في الأرض ، وهذه عقوبة من الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب الذي يفسد في الأرض وينشر الفساد فيها ويتكبر على العباد .
" مجموع فتاى الشيخ صالح الفوزان " ( 1 / 156 9 ) .
فالعبرة في ذكر ما حصل من بني إسرائيل وما عاقبهم الله تعالى به : تقرير أن الإفساد في الأرض والتكبّر على الحق والتجبّر على الناس وقهرهم : ستكون عواقبه وخيمة على أصحابه وعلى بلادهم ، وأن التزام شرع الله تعالى وإقامة العدل سيكون له أثره الحسن على أصحابه وعلى بلادهم .
وثمة فرق كبير بين يشتغل بتعيين حوادث إفساد اليهود قديماً وحديثاً من أجل الحكاية والسرد التاريخي ، وبين من يفعل ذلك مع ذِكر سبب الإفساد والعبرة من ذلك ، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فهو وإن عيَّن الحادثتين بأن الأولى بعد سليمان عليه السلام والثانية بعد يحي وزكريا والمسيح ، لكنه لا يذكر ذلك اشتغالا بالسرد التاريخي بل من أجل العبرة والعظة ، ومن ذلك قوله رحمه الله :
فهذا الاستقراء والتتبع يبين أن نصر الله وإظهاره هو بسبب اتباع النبي ، وأنه سبحانه يريد إعلاء كلمته ونصره ونصر أتباعه على من خالفه ، وأن يجعل لهم السعادة ، ولمن خالفهم الشقاء ، وهذا يوجب العلم بنبوته ، وأن من اتبعه كان سعيداً ، ومن خالفه كان شقيّاً ، ومن هذا ظهور " بخت نصر " على بني إسرائيل ، فإنه من دلائل نبوة موسى ، إذ كان ظهور " بخت نصر " إنما كان لما غيَّروا عهود موسى وتركوا اتباعه ، فعوقبوا بذلك ، وكانوا إذ كانوا متبعين لعهود موسى منصورين مؤيدين كما كانوا في زمن داود وسليمان وغيرهما ، قال تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ... ) .
"الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح" ( 6 / 416 ) .

ثالثاً:
وثمة أشياء تستحق التنبيه عليها جاءت في سؤال الأخ الفاضل ، ومنها :
1. قلتَ " وإن القرآن فيه كل شيء حتى حركاتنا وكلامنا " ، نقول : هذا غير صحيح ، وإنما ذلك " اللوح المحفوظ " لا القرآن الكريم . وأما قوله تعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى ) النحل/89 ، فقد قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيرها : "يَقُولُ: نَزَّلَ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْقُرْآنَ بَيَانًا لِكُلِّ مَا بِالنَّاسِ إِلَيْهِ الْحَاجَةُ مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَهُدًى مِنَ الضَّلاَلَةِ وَرَحْمَةً لِمَنْ صَدَّقَ بِهِ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، فَأَحَلَّ حَلاَلَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ . وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ يَقُولُ: وَبِشَارَةً لِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَخَضَعَ لَهُ بِالتَّوْحِيدِ، وَأَذْعَنَ لَهُ بِالطَّاعَةِ، يُبَشِّرُهُ بِجَزِيلِ ثَوَابِهِ فِي الآخِرَةِ، وَعَظِيمِ كَرَامَتِهِ " انتهى من "تفسير الطبري" (14/333) .
2. قلتَ " فـ " إذا " هنا تدل على المستقبل أي : أنه لم يحدث الوعد الأول لبني إسرائيل لا قبل عهد الرسول ولا أثناء عهد الرسول ، وإنه سيحدث فيما بعد " ، ونقول : هذا غير صحيح ؛ لأن هذا ليس خبرا مبتدأ في القرآن ، وإنما هو حكاية لخبر موجود في الكتاب السابق ـ " التوراة " ـ وهو المقصود بقوله تعالى ( فِي الكِتَابِ ) والقضاء في الآية هو بمعنى الوحي بما يكون في علم الله تعالى من إفسادهم ، فالإفساد من بني إسرائيل المُخبَر عنه سيقع بعد زمان موسى عليه السلام ، يعني بعد الزمان الذي ورد فيه هذا الإخبار أول مرة ، وليس يعني بالضرورة وقوعه بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى على القول الآخر وهو أن المقصود بالكتاب " اللوح المحفوظ " فإن قوله تعالى ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا ) لا يساعد على أنه لن يكون إلا بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
3. قلتَ " ثم إن القرآن جاء بالعموم في الآية ، ولم يذكر " جالوت " في الآية " ، ونقول : القرآن جاء بالعموم في الآية ، ولم يذكر " هتلر " ولا غيره ! مع التنبيه إلى أن هذه الصيغة ليست من صيغ العموم ، كما ظن السائل ، وإنما أجبناه على سبيل التنزل ـ أي : الافتراض ـ وإنما يقال هنا : الخبر مجمل ، لم يبين فيه المقصود بذلك على وجه التحديد ؛ وحينئذ ، لم يجز لأحد أن يعين ذلك المجمل إلا ببيان تقوم به الحجة ، وينقطع به العذر .

والله أعلم

decoration
آية ذات علاقة
decoration
﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ﴾

[سورة الإسراء : 5]

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • أتمنى التوضيح، والشرح. عند قول: القرآن الكريم. فهل الكريم هنا بأل التعريف، تعني أن أكرم شيء القرآن؟ وكيف والله هو أكرم الأكرمين، والقرآن صفة لله؟
  • لماذا يحدثنا الله عز وجل أنه خلق الكائنات الحية بما في ذلك الإنسان من ماء، كما في قوله تعالى في سورة النور: والله خلق كل دابة من ماء. وفي سورة الطارق: خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب. بينما العلم الحديث اليوم يقول إن الإنسان مخلوق من دودة صغيرة واحدة لا ترى، تسمى الحيوان المنوي، وهذه الدودة أو الخلية التناسلية لكل عاقل، لا يصدق عليها وصف الماء. أليست النطفة في القرآن تعني ماء المني، كما فسره بذلك سلفنا الصالح، حتى النطفة الأمشاج في القرآن المقصود منها مني الرجل ومني المرأة؟ وأيضا جاء في عدة أحاديث صحيحة أنه إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة، أشبه الولد أباه إلى آخر الحديث. وليس هناك تفسير واحد يقول إن المني في القرآن المقصود به الحيوان المنوي، أو الخلية التناسلية. فماذا يعني هذا، فالقرآن والسنة لا يبدوان لي مطابقين للعلم الحديث؟
  • يقول الله تعالى حكاية عن كفار الجن والإنس يوم القيامة: "ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها"، وقد قرأت كل التفاسير التي تفّسر هذه الآية، فلم أجد تفسيرًا واحدًا يتحدث عن ما يسمى بالجن العاشق الذي يتلبس بجسد الإنس، ويكون من أهم آثار هذا النوع من المسّ إيقاد نار الشهوة العارمة لدى الشخص الممسوس؛ مما يجعله منهمكا في شهوة الجنس، وما يترتب عليه من إدمان العادة السرية، ومشاهدة الإباحيات، فهل الشخص الممسوس بالمسّ العاشق، ويمارس هذه الأفعال، كافر -أي استمتاع الإنس بالجن بممارسة العادة السرية، وإدمان الإباحية- كما تصف الآية؟
  • أود تفسير الآيتين من سورة النساء: "وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (16)"، فقد قرأت عدة تفاسير، لكنني لم أقتنع بأي تفسير، وقد جاء في التفاسير التي قرأتها ما يأتي: الأول: أن الآية الأولى فيها عقاب النساء الزانيات، وهو الحبس في البيوت، والآية الأخرى فيها عقاب الرجال الزناة، وهو الإيذاء، لكنني لم أقتنع بهذا التفسير؛ لوجود الضمير "اللذان"، ففي كلام العرب التعميم يكون باستخدام صيغة الجمع، أو المفرد، لا المثنى، فلو أراد الله بهذه الآية الحديث عن الرجال الزناة؛ لقال: (و"الذين" يأتون الفاحشة منكم...). والثاني: أن الآية الأولى كانت في النساء المحصنات، والآية الثانية كانت في الرجل والمرأة البكرين، حيث استدلوا بالضمير "اللذان" على الرجل والمرأة، ولكنّ هذا أيضًا فيه نقص، حيث ذُكرت عقوبة النساء المحصنات، ولم تذكر عقوبة الرجال المحصنين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد لفظ في الآيتين يدل على التفريق بين البكر والثيب. والثالث: أن الآية الأولى تتحدث عن السِّحاق، والثانية عن اللّواط، وهذا أيضًا غير مقنع؛ لأنه ورد حديث بخصوص الآية الأولى، وكان الحديث فيه حد الزنى، وليس السحاق، وهذا الحديث هو: "خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا...إلخ" وإذا قلنا: إن الآية الأولى تتحدث عن عقوبة الزنى بالنسبة للنساء، بينما الآية الثانية تتحدث عن اللواط، فإن هذا احتمال بعيد؛ لاختلاف معنى كلمة "الفاحشة" التي دلّ عليها الضمير "ها" في الآية الثانية عن معناها في الآية الأولى. ولأن هذا أيضًا يُرجعنا إلى سؤالنا السابق: لِمَاذا لم تُذكر عقوبة الرجال؟ والرابع: أن عقوبة الزناة كانت بالتدرّج، حيث كانت في البداية "الإيذاء"، كما ذكر في الآية 16، ثم تحولت العقوبة إلى الحبس، كما ورد في الآية 15، ثم جاء الجلد للبكر والرجم للمحصن، وهذا أيضًا غير مقنع؛ لأن الآية 15 تتحدث عن النساء الزانيات لا عن الزناة بصيغة عامة، فلا يمكننا القول: إن الحبس كان عقوبة للزاني. وهناك من يقول: إن الآية الأولى منسوخة بالثانية لا العكس، وهذا غير مقنع لنفس السبب المذكور سابقًا. والخامس: أن الآية الأولى تتحدث عن النساء الزانيات بشكل عام، دون تفريق بين المحصنة وغيرها، وأن المراد بالآية الثانية هو الرجل والمرأة المحصنان، وغيرهما، ولكن هذا أيضًا أشكلَ عليّ؛ لأنه ولَّدَ في داخلي سؤالًا هو: لماذا تكون عقوبة المرأة عقوبتين: الحبس، والإيذاء، بينما تكون عقوبة الرجل الإيذاءَ فقط؟ بالنسبة لي: فأنا أرى أن أفضل الآراء هو الرأي الأول والثاني، ولكن مع ذلك هناك إشكال. وأنا أقول: إن هناك احتمالًا بأن تكون الآية 16 ذهبت إلى بيان حكم الزاني والزانية في زمن معين يختلف عن زمن الآية 15، وأن الله سكت عن عقوبة الرجال في الآية 15 لحكمة ما، قد تكون عدم وجود حادثة عُرِضَت على الرسول صلى الله عليه وسلم تستدعي معرفة حكم الزاني، فهل هذا التفسير ممكن؟ أفيدوني في الجواب، فأنا في حيرة من أمري، مع علمي أن الآيتين: 15 و16 منسوختان. وشكرًا لكم.
  • [وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله] هناك بعض الأسئلة في هذه الآية: 1- ما هو الغرض من هذه الآية؟ - هل الله يقول لمن لا يتمكن من النكاح بسبب تعنت الآباء وغلاء الزواج: لا حق لك في الحرام، ولو فعل هؤلاء ما فعلوا من تصعيب الزواج، ولا حرج ولا بأس فيما يفعلونه، فليتعنتوا وليصعبوا الزواج كما يشاؤون، ولتستعفف أنت. - أيضا هل قال الله هذه الآية لحماية المجتمع من هذه الفئة [فئة الذين لا يتمكنون من النكاح] أي إنه قال ذلك لأجل حماية نساء المجتمع فقط دون اكتراث لمعاناة هؤلاء. لأن شعوري أن الله قال ذلك فقط لحماية نساء المجتمع من هذه الفئة، ولمصلحة نساء المجتمع فقط، يعطيني سؤالا في نفسي: لماذا أفعل شيئا من مصلحة غيري فقط، لو أن شابا فقيرا تقدم لعائلة فرفضه الأب والبنت، وإذا نوقش الأب في ذلك قال: أنا أفكر في مصلحة ابنتي في النهاية، وهذا تفكير كثير من الآباء. فلماذا أؤمر بفعل شيء وضع لمصلحة غيري، كما في هذه الآية؟ 2- اذكر ما يعين على تطبيق هذه الآية؟ ذكرت في الفتوى رقم 325555 بيان ما يعين على الصبر على إساءة الناس لابن تيمية، هل هناك ما يعين على تطبيق الآية أعلاه.3- من ضمن ما قال السعدي في تفسير هذه الآية وكيفية تطبيقها: [صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تقع بإيقاعه فيه] كيف أطبق ذلك " صرف دواعي القلب ".
  • أريد تفسير الآية: والذين هم لفروجهم حافظون. هل كلمة "حافظون" هل قد تأتي في معناها الحماية والحفاظ على صحة الفرج وسلامته؟ مثل الحماية من الأمراض مثل دوالي الخصية واحتقانها، فيجب تفريغ السائل المنوي بشكل مستمر حتى لا يحدث ذلك. هل في هذه الحالة يجوز الاستمناء أو لا إذا انعدم الاحتلام؟
  • أريد من فضيلتكم الاستفسار عن معنى الآية الكريمة: الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ" لماذا لم يقل: إلا المؤمنين، أو إلا المسلمين؟ ما الفرق بين المتقي والمؤمن والمسلم؟
  • ما الحكمة من عدم ذكر نوع العذاب الذي نزل بمن كذَّب بالمائدة، في قوله تعالى: فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين؟
  • هل تحل صفات الله في مخلوقاته، كمن يحفظ القرآن في صدره. فهل يمكن القول عنه بأن كلام الله الذي هو صفة من صفاته غير المخلوقة، قد حل في صدر العبد المخلوق، أو كقوله تعالى: وأشرقت الأرض بنور ربها. فهل يمكن القول بأن نور الله غير المخلوق، قد حل في الأرض المخلوقة؟ أرجو التوضيح.
  • قرأت في القرآن أن الله سبحانه وتعالى وعد الذين آمنوا ودخلوا الجنة أن يلحق بهم ذريتهم ممن دخلوا الجنة أيضًا، ورأيت بعض الإجابات أن الله يجمع العائلة الواحدة من أبٍ وأمٍّ وأولادهم، لكني أجد الإجابات متضاربة قليلًا، فأنا مثلًا أرغب أن أكون مع أمي وأبي، وأبي يريد أن يكون مع أمّه وأبيه، وجدّي يريد أن يكون مع أمّه وأبيه، وهكذا، فكيف يتم جمع العائلة الواحدة من أمٍّ وأبٍ وذرية؟ سنصل إلى عدد لا نهائي إلى بداية شجرة العائلة. أرجو توضيح النقطة هذه.
  • حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) إن خافوا يمكنهم الصلاة على أي حال، كي يذهب عنهم الخوف. والحائض. هل تستطيع أن تصلي صلاة الخوف؟ وإن كنتُ قد فهمت الآية خطأ، فإني أقصد صلاة ركعتين؛ كي يزول عني الخوف.
  • قوله تعالى: [وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله] هل معنى: "لا يجدون نكاحا " محصور في العجز المادي عن النكاح، يعني معنى لا يجدون نكاحا: "لا يجدون مالا للنكاح، أم أن معنى "لا يجدون نكاحا" عام يدخل فيه كل من يتعذر عليه الزواج بأي سبب كان؟ لأن هناك بعض الناس لديه الوظيفة الراقية والراتب الجيد، ولكنه لم يتيسر له الزواج. وأن الغنى المشار إليه [الموعود به المستعفف] في الآية ليس بالضرورة غنى ماديا، لأن هناك من يملك القدرة، ولم يتيسر له الزواج، بل الغنى معناه بأن ييسر له باب الزواج، ويرزقه زوجة صالحة جزاء عفته وطاعته. أرجو الإيضاح والتفصيل.
  • قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، الأعراف (199)، أرجو تفسير هذه الآية بشيء من التفصيل. وهناك إشكالات متعلقة بفهم الآية: "خذ العفو" هل يتضمن عدم معاقبة من يخطئ عليّ؟ وما المقصود به؟ وما حده؟ وهل يتضمن أخذ العفو ممن يضرك؟ وإذا كان كذلك، فلماذا آخذ أنا العفو من الناس؟ ولماذا لا يأخذون هم العفو مني وأنا أضرهم؟ "وأعرض عن الجاهلين": السكوت على المخطئ يزيد إساءته، ويجعله يتلقى الإساءات كالحمار، فأرجو التفصيل في الآية بشكل مطول، وكيف نطبقها في الواقع؟
  • ماذا تسمى هذه الآية الكريمة: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ"؟
  • قال تعالى: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" {البقرة:65}، لماذا مسخوا على صورة القردة والخنازير دون ما سواهما من الحيوانات؟