الفتاوى

هل رأى السامري جبريل عليه السلام ؟

السؤال

فى قوله تعالى حكاية عن السامري : (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) طه/96 ، قرأت أقوال المفسرين ، أن السامري رأى جبريل عليه السلام على فرسه ، وأنه أخذ ترابا من تحت الفرس ، واستفاد به فى صناعة العجل . سؤالي هو : كيف رأى السامري جبريل عليه السلام وهو بشر ، والبشر لا يرون الملائكة على هيئتهم ، وهل ورد في أحد التفسيرات أن السامري هو المسيح الدجال ؟

الإجابة


الحمد لله
ينقل المفسرون عن جماعة من الصحابة والتابعين تفسيرهم هذه الحادثة بما ذكرته في السؤال ، وهو أن السامري رأى فرس جبرائيل فتناول قبضة من أثر حافره ، فألقاها على ما جمعه من ذهب بني إسرائيل فأصبح عجلا له خوار ، فذلك قوله تعالى : ( قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ . قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) طه/94-95 .
وقد أورد المفسرون على هذا التوجيه إشكالات عدة ، سيتبين بعضها فيما يأتي من جواب على إشكال السائل ، وهو كيف رأى السامري جبريل والمعلوم أن البشر لا يرون الملائكة .
والجواب على ذلك يمكن من وجوه عدة :
الأول :
أن الله عز وجل هو الذي جعل السامري فتنة ، فأراه جبريل عليه السلام ليستكمل الحكمة الإلهية في فتنة بني إسرائيل في هذا العجل الصنم ، ولا مانع من رؤية البشر للملائكة ، استثناء ، بتمكين من الله سبحانه وتعالى ، لحكمة يعلمها عز وجل ، فهو على كل شيء قدير ، ورؤية الملائكة ليست من المحالات في نفسها ، بل هي من الممكنات بإرادة الله سبحانه .
الثاني :
أن الآثار الواردة في تفسير الحادثة لا تتحدث عن رؤية السامري جبرائيل عليه السلام ، وإنما تتحدث عن رؤية أثر حافر فرسه ، وفرق ظاهر بين الأمرين ، إذ لا مانع أن يرى فرسا ، ويرى عليه هيئة ملائكية لا يتمكن من تمييزها ومشاهدة صورتها وحقيقتها ، وإنما يعلم أنه ملاك على فرس ، فيأخذ قبضة من أثر ذلك الفرس .
ولو تأملت معنا تفسير الصحابة والتابعين مرة أخرى أدركت هذا الفارق :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" لما قذفت بنو إسرائيل ما كان معهم من زينة آل فرعون في النار ، وتكسرت ، ورأى السامري أثر فرس جبرائيل عليه السلام ، فأخذ ترابا من أثر حافره ، ثم أقبل إلى النار فقذفه فيها ، وقال : كن عجلا جسدا له خوار ، فكان للبلاء والفتنة " .
وعن مجاهد قال :
" من تحت حافر فرس جبرائيل ، نبذه السامريّ على حلية بني إسرائيل ، فانسبك عجلا جسدا له خوار " .
وعن قتادة : ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ) " يعني : فرس جبرائيل عليه السلام ، وقوله : ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) يقول : قبضت قبضة من أثر حافر فرس جبرائيل "
رواها الطبري بأسانيده في " جامع البيان " (18/362) ، ورواها غيره من المفسرين . فكلها دلالتها واضحة أنه " رأي أثر فرس جبريل " ، وليس جبريل نفسه .
الثالث :
لماذا نفترض أن رؤية جبريل عليه السلام تمت على هيئته الحقيقية ، وليس على صورة تشكل بها ، كما تشكل في صورة أعرابي جاء يسأل النبي محمدا صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام والإيمان ؛ أليس هذا هو الأقرب ؟! فصورة جبريل الحقيقية تسد الأفق ، ولا يناسبها الركوب على الفرس ، بل الغالب أن هيئة الركوب لا تتم إلا في صورة غير الصورة الملائكية الحقيقية ، ذلك أن جبريل له ستمائة جناح ، فلا حاجة للفرس معها .
الرابع :
نحا جماعة إلى إن تفسير الآية : ليس هو على هذا الوجه المروي ، عمن روي عنه من السلف ؛ فلم ير أحد جبريل عليه السلام ، ولم يأخذ السامري قبضة من أثر فرسه ، وما يروى في هذا الشأن : لم يسلموا به .
يقول أبو مسلم الأصفهاني المعتزلي (322هـ) :
" ليس في القرآن تصريح بهذا الذي ذكره المفسرون ، فههنا وجه آخر ، وهو أن يكون المراد بالرسول موسى عليه السلام ، وبأثره : سنته ورسمه الذي أمر به . فقد يقول الرجل : فلان يقفو أثر فلان ، ويقبض أثره : إذا كان يمتثل رسمه .
والتقدير : أن موسى عليه السلام لما أقبل على السامري باللوم والمسألة عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القوم في باب العجل ، فقال : بصرت بما لم يبصروا به ، أي عرفت أن الذي أنتم عليه ليس بحق ، وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول ، أي شيئا من سنتك ودينك ، فقذفته أي طرحته . فعند ذلك أعلمه موسى عليه السلام بما له من العذاب في الدنيا والآخرة .
وإنما أورد بلفظ الإخبار عن غائب كما يقول الرجل لرئيسه وهو مواجه له ما يقول الأمير في كذا وبماذا يأمر الأمير ، وأما دعاؤه موسى عليه السلام رسولا ، مع جحده وكفره فعلى مثل مذهب من حكى الله عنه قوله : ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) [الحجر: 6] وإن لم يؤمنوا بالإنزال " انتهى من " تفسير أبي مسلم الأصفهاني " (ص/191-192) .
ومع ما في بعض وجوه هذا التأويل من التكلف والنظر الظاهر ، فقد انتصر له الرازي في تفسيره " مفاتيح الغيب " (22/95-96) بشدة ، ورجح هذا القول أيضا من المتأخرين العلامة القاسمي في " محاسن التأويل " (7/144) حيث وصف قول الجمهور بأنه " ليس عليه أثارة من علم ولا يدل عليه التنزيل الكريم " انتهى .
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" هذا الذي ذكروه [ يعني ما ذهب إليه جمهور المفسرين من رؤية السامري فرس جبريل ] لا يوجد في كتب الإسرائيليين ، ولا ورد به أثر من السنة ، وإنما هي أقوال لبعض السلف ، ولعلها تسربت للناس من روايات القصاصين .
فإذا صرفت هذه الكلمات الست إلى معان مجازية كان :
( بصرت ) بمعنى علمت واهتديت ، أي اهتديت إلى علم ما لم يعلموه ، وهو علم صناعة التماثيل والصور الذي به صنع العجل ، وعلم الحيل الذي أوجد به خوار العجل .
وكانت ( القبضة ) بمعنى النصيب القليل .
وكان ( الأثر ) بمعنى التعليم ، أي الشريعة .
وكان ( نبذت ) بمعنى : أهملت ونقضت .
أي : كنت ذا معرفة إجمالية من هدي الشريعة ، فانخلعت عنها بالكفر .
وبذلك يصح أن يحمل لفظ ( الرسول ) على المعنى الشائع المتعارف ، وهو من أوحي إليه بشرع من الله وأمر بتبليغه .
وكان المعنى : إني بعملي العجل للعبادة ، نقضت اتباع شريعة موسى . والمعنى : أنه اعترف أمام موسى بصنعه العجل ، واعترف بأنه جهل ، فَضَلَّ ، واعتذر بأن ذلك سولته له نفسه .
وعلى هذا المعنى فسر أبو مسلم الأصفهاني ، ورجحه الزمخشري بتقديمه في الذكر على تفسير الجمهور ، واختاره الفخر " انتهى من " التحرير والتنوير " (16/ 296) .
وقد توسع العلامة الألوسي رحمه الله في تفسيره " روح المعاني " (8/564-565) ، في الجواب عن حجج أبي مسلم الأصفهاني ، ومن بعده الرازي ، على ما ذهبوا إليه .
ودعا أبو منصور الماتريدي إلى السكوت عما سكت القرآن عنه ، من غير زيادة ولا نقصان في تفسير تلك الحادثة .
ينظر: " تأويلات أهل السنة " ، للماتريدي (7/304) .
وعلى كل حال ، لسنا بصدد الترجيح بين الأوجه السابقة ، بقدر ما نقصد إلى بيان تعدد الإجابات على إشكال السائل ، ويبقى الترجيح في المسألة محتملا ؛ إذ لم يرد فيها نص عن النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام .
وأخيرا ، فإننا لم نجد أحدا من العلماء ، ولا في شيء من الروايات ما يشير إلى أن السامري هو المسيح الدجال الذي يظهر في آخر الزمان ، اللهم إلا إشارة عند الزركشي في " البرهان في علوم القرآن " (2/140) ينقل فيها عن أحد العلماء فيقول : " وقع سؤال بين جماعة من الفضلاء في أنه : ما الحكمة أنه لم يذكر الدجال في القرآن . وتلمحوا في ذلك حِكَمًا ، ثم رأيت هذا الإمام قال : إن في القرآن تعريضا بقصته ، في قصة السامري ، وقوله سبحانه : ( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ) طه/97 " انتهى .
ولكنه توجيه عار عن الصحة ، لا يقوم على أساس صحيح ، ولا توجيه مقبول ، فحكاية السامري تختلف اختلافا كليا عن المسيح الدجال ، ولا حاجة للربط بينهما من غير دليل . والآية الكريمة في تأجيل السامري إلى موعد لن يخلفه : المقصود بها يوم القيامة ، فهو الموعد الذي ينتظره جميع الخلائق .
يقول ابن كثير رحمه الله :
" ( وإن لك موعدا ) أي : يوم القيامة . ( لن تخلفه ) أي : لا محيد لك عنه " .
انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (5/314) .
والله أعلم .

decoration
آية ذات علاقة
decoration
﴿ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴾

[سورة طه : 96]

decoration
فتاوى مشابهة
decoration
  • أنا دارس للتاريخ والحضارات القديمة، ونتعرض لبعض الأمور التي لم يوضحها القرآن؛ لعدم جوهريتها في الدِّين، مثل تحديد اسم فرعون موسى، أو مكان كهف أهل الكهف، وأمور أخرى، لكننا نتعرض للقرآن كمصدر لبعض القرائن التاريخية، ونربط بينها وبين بعض القرائن الأثرية الموجودة؛ بغرض فتح آفاق علمية جديدة لفائدة علوم التاريخ، وأكرر لفائدة التاريخ، وليس الدِّين؛ لأن الدين كامل، وهذه أمور غير جوهرية بالنسبة للدِّين، ولكنها قد تكون مثرية للتاريخ، فهل هذا علم لا ينفع، أم لا يجوز عمل ذلك؟ رغم أننا لا نتعرض لأيّ نقد للدِّين، بل إن مثل هذا يثبت دائمًا عظمة القرآن في النهاية، ويرتبط بهذا بعض مظاهر الإعجاز العلمي المطابقة لآيات في القرآن، ونحن نعلم أن هذا ليس اختصاص القرآن، لكنا نعلم أيضًا أن تفسير القرآن تم بإمكانات العصور المختلفة، لكن تغير بعض تفسيره في آيات علمية بعيدة عن العقيدة، وعن جوهر الدين، لن يضر، بل يدعم الدِّين، مثل آيات: (والنجم إذا هوى) أو (الجوار الكنس)، فأرجو معرفة رأيكم في هذا الأمر، كما أوضحته، من حيث فتح آفاق جديدة في العلوم التاريخية خاصة، من خلال دلائل من القرآن، دون التعرض للنصّ أو للدِّين.
  • شاهدت طبيبا يفسر الآية الكريمة: (وأرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). وما أنتم له بخازنين: أي الجسم لا يقوم بعملية التخزين للمياه؛ لأنه لو تم تخزين المياه فسيموت الإنسان. ولم أجد هذ التفسير في التفاسير من قبل. فهل التقدم العلمي يأتي بتفسير للآيات لم يكن موجودا، ويتم قبوله.
  • ما رأيكم في كتاب (المختصر في تفسير القرآن الكريم) هل يمكن الاعتماد عليه كمصدر موثوق للتفسير؟
  • أريد أن أضم إلى مكتبتي تفسيرًا مطولًا للقرآن، وشرحين معاصرين لصحيحي البخاري ومسلم؛ لأنني أريد أن أبدأ في حفظ القرآن، والصحيحين، وأحتاج لكتب تفسير وشرح ممتازة جدًّا، وكافية. أريد تفسيرًا مطولًا معاصرًا (أكثر من 16 مجلدًا)، فقد اطلعت على كتب التفسير المتفرقة للقرآن لابن عثيمين، وكلها 27 كتابًا، والقرآن يحتوي على 114 سورة، فهل تشيرون عليّ بكتاب تفسير آخر مطول ومعاصر، فيه فوائد استنباطية، ويخلو من الإسرائيليات، ويشمل جوانب الدين؟ وما الأفضل: كتاب: "التعليق على صحيح البخاري لابن عثيمين" -مع العلم أنه ترك 20 % من الأحاديث دون شرح- أم " منحة الملك الجليل شرح صحيح محمد بن إسماعيل"؟ وهل تشيرون عليّ بكتاب آخر؟ وهل كتاب: "التعليق على صحيح مسلم لابن عثيمين" كاف، أم هل يوجد عندكم كتاب آخر معاصر أفضل؟ أريد كتبًا تغني في بابها؛ لكي لا أقتني غيرها حاليًّا.
  • صدر عن دار القلم في لبنان، تفسير القرآن العظيم للدكتور عبد الله خضر حمد. من مميزات التفسير: 1- كتاب جامع لما احتوت عليه كتب التفسير من روائع وفرائد، من خلال كتب التفاسير المشهورة. 2-يفند الإسرائيليات، والأقوال الشاذة الموجودة في بعض كتب التفسير. 3-يرد على شبهات خصوم القرآن. 4- دراسة الإعجاز البياني لكل سورة من خلال منهج الأسلوبية، وهذه سمة تحسب له؛ لكونه السابق إلى هذا الميدان. واليكم رابط تفسير آية من آيات سورة البقرة نقلته لكم لكي تقوموا بتقييم التفسير من خلاله.. وجزاكم الله خيرا. http://majles.alukah.net/t164656/#post876307
  • لأختي صديقة تقول إنها أحيانا لا تقتنع بتفسير العلماء، سواء للأحاديث أو القرآن، وتقول طالما لي عقل أستطيع أن أفسر مثلهم، فلن أفعل إلا ما أقتنع به. فما حكمها؟ وماذا يجب أن تفعل أختي، خاصة أنني لا أعلم هل هي ترفض فقط التفسير الذي لم تقتنع به، أم ترفض الحديث بالكلية إن لم يقنعها؟ أختي حاولت من قبل أن تفهمها أنها لم تحقق الشروط لتستطيع الاجتهاد، لكنها رفضت. وهل كلامي هذا، وعندما حكت لي أختي عنها لتعرف ماذا تفعل، يعد غيبة؟
  • أخي قال لي إن العلوم، والكتب المؤلفة في الشريعة، وكتب التفاسير كتب مبعدة عن القرآن؛ لأن القرآن نزل واضحا بينا وموجزا، وذم لي التآليف في الشريعة، وقال لي نكتفي بالكتاب والسنة. فهل كلامه صحيح.
  • topic card icon
    موقع إسلام ويب
    أمهات التفاسير.
  • هل ينصح باقتناء كتاب أيسر التفاسير لمن أراد أن يشرع في قراءة تفسير كامل للقرآن الكريم؟.
  • هل يجب في تفسير القرآن أن أتبع العالم الأوثق والأورع بالنسبة لي، كما في مسائل تخريج الحديث، ومسائل الفقه، أم يجوز لي الأخذ بتفسير الثقة، وإن كان معارضًا لقول وتفسير الأوثق؟
  • ما هي أفضل كتب تفسير القرآن الكريم؟
  • سمعت أحد الدعاة قال إن المغني يوم القيامة يتمنى أن يكون حيوانا، ومقصوده ـ والله أعلم ـ أنه يتمنى أن يكون حيوانا ليصير ترابا فما صحة هذا الكلام؟ وهل قال به أحد من أهل العلم؟ وما حكم نشره؟.
  • قد نويت متوكلًا على الله بسماع تفسير الشيخ الشعراوي، وكتابته وضبط نصوصه، وتحقيقه على المنهجية المعروفة؛ نظرا لاهتمامه بالعربية والبلاغة وأسس اللغة، فوجدته قيما وإن لم يكن تفسيرا كما قال هو، بل خواطر، لكنني أراها تساعد الطالب على ربط اللغة بالقرآن. وسؤالي: هل هذا العمل مفيد أم غير ذلك؟ وإن كان مفيدا فما نصائحكم؟ وإن كان غير ذلك فما هو وجه اعتراضكم؟ وهل حققه أحد قبلي أم لا؟ لأني لم أجد ذلك فرجعت إليكم للفائدة منكم.
  • أشكركم على موقعكم المميز، وجهودكم المباركة. عندي سؤال في التفسير، لقد بحثت عنه كثيرا، وقرأت في التفسير، لكني لم أصل إلى جواب لسؤالي. فلجأت إليكم راجيا أن أجد الجواب عندكم. الأول: أريد نبذة مختصرة عن عصر الجمود في التفسير، ومتى بدأ؟ الثاني: ما هي ضوابط الأخذ باللغة في التفسير؟ وهل هي حجة؟ وما المراد بالأصل اللغوي؟ أثابكم الله، وبارك فيكم.
  • فضيلة المشايخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد أنزلت كتاب الحاوي في التفسير للشيخ عبد الرحمن بن محمد القماش في البي دي أف، وقد كنت شغوفا بأن أجد تفسيرا بهذا الحجم الهائل، خاصة وعلم التفسير من أحب العلوم لدي، لكن وفي نفس الوقت رابني حجمه، وأنا أتساءل هل هذا تفسير بدعي؟ وبدأت القراءة فيه، فوجدت ذكر كتب معروفة ومشهود بما تحمل من علوم، فقلت: إن هذا الأمر جميل والكتاب جامع لعلوم القرآن، ولعله من جودة النفع بمكان، ثم الكلام في منهج العلامة القماش في تصنيف الكتاب، وبعد ذلك مقدمات التفاسير التي نقل و صنف منها العلامة الكتاب، والعلماء يطنبون بمقدماتهم بكلام سليم، ومنهج قويم، وأسلوب رفيع، قلت: لعله يشغلني عن كتب الأدب فهذا علم وأدب، حتى بلغت مقدمة العلامة الألوسي فوجدت انحرافا يشيب له الصبي، وأنا أتساءل خاصة والكتاب أكبر كتاب مر علي، والنسخة ليست مطبوعة للاطلاع على وسط الكتاب لتقييم منهجه فأتساءل هل في تفسير الألوسي نكت وفوائد لغوية أراد العلامة القماش اقتباسها؟ أم إن الحاوي في التفسير كتاب بدعي ليس فيه إلا إضاعة الوقت؟. أفتوني وفقكم الله.