١) قوله (تعالى): "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب": ناسخ لقوله (تعالى): "قل الأنفال لله وللرسول". قلت: وفي دعوى هبة الله نظر من وجهين: الأول: أن قتادة قال في هذه الآية أنها منسوخة بقوله (تعالى): "واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول" الآية؛ قال: كانت الغنائم أول الإسلام تقسم على الأصناف، فنسخ بما في الأنفال، فجعل خمس الغنائم لا كلها لهؤلاء الأصناف، اللهم إلا أن يقال على هذا هي ناسخة ومنسوخة باعتبارين فلا تنافي. الثاني: رأيت بعض المفسرين قال في قوله (تعالى): "ولو لا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم" أن في الآية دلالة على جواز مصالحة الكفار على الجلاء من ديارهم من غير سبي ولا استرقاق ولا دخول في ذمة، لكن هذا الحكم منسوخ بأمره (تعالى) بقتل الكفار حتى يسلموا أو يعطوا الجزية هذا ما لم يكن بالمسلمين عجز عن ذلك فيصالحوا على الجلاء عن بلادهم فثبت بهذا أن في هذه السورة ناسخا ومنسوخا فتأمل.
سورة الممتحنة: فيها من المنسوخ ثلاث آيات:
١) قوله (تعالى): "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، قال قتادة: هي منسوخة بقوله (تعالى): "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم".