" صفحة رقم ٣٤٧ "
قبل أن يحثهم العلم فلما استفيد ذلك بالاستثناء صار الاختلاف ثابتاً وما عدا ذلك غير منفي.
وجملة ) إن ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ( مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن خبرَهم العجيب يثير سؤالاً في نفس سامعه عن جزاء الله إياهم على فعلهم، وهذا جواب فيه إجمال لتهويل ما سيُقضَى به بينهم في الخير والشر لأن الخلاف يقتضي محقّاً ومبطلاً.
ونظير هذه الآية قوله تعالى :( ولقد بوَّأنا بني إسرائيل مُبَوّأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ( في سورة يونس.
( ١٨، ١٩ )
) ثم ( للتراخي الرتبي كما هو شأنها في عطف الجمل، ولولا إرادة التراخي الرتبي لكانت الجملة معطوفة بالواو. وهذا التراخي يفيد أن مضمون الجملة المعطوفة بحرف ) ثم ( أهم من مضمون الجملة المعطوففِ عليها أهمية الغرض على المقدمة والنتيجةِ على الدليل. وفي هذا التراخي تنويه بهذا الجعل وإشارة إلى أنه أفضل من إيتاء بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوءة والبّيناتتِ من الأمر، فنبوءة محمد ( ﷺ ) وكتابُه وحُكمه وبَيناته أفضل وأهدى مما أوتيه بنو إسرائيل من مثل ذلك.
و ) على ( للاستعلاء المجازي، أي التمكن والثبات على حد قوله تعالى :( أولئك على هدى من ربّهم ( ( البقرة : ٥ ).
وتنوين ) شريعة ( للتعظيم بقرينة حرف التراخي الرتبي.