" صفحة رقم ١٣٢ "
والثواء : الإقامة.
وضمير ) عليهم ( عائد إلى المشركين من أهل مكة لا إلى أهل مدْيَن لأن النبي ( ﷺ ) يتلو آيات الله على المشركين.
والمراد بالآيات، الآيات المتضمنة قصة موسى في أهل مدين من قوله ) ولما توجه تلقاء مدين ( إلى قوله ) فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ( ( القصص : ٢٢ ٢٩ ). وبمثل هذا المعنى قال مقاتل وهو الذي يستقيم به نظم الكلام، ولو جعل الضمير عائداً إلى أهل مدين لكان أن يقال : تشهد فيهم آياتنا.
وجملة ) تتلو عليهم آياتنا ( على حسب تفسير مقاتل في موضع الحال من ضمير ) كنت ( وهي حال مقدرة لاختلاف زمنها مع زمن عاملها كما هو ظاهر. والمعنى : ما كنت مقيماً في أهل مدين كما يقيم المسافرون فإذا قفلوا من أسفارهم أخذوا يحدثون قومهم بما شاهدوا في البلاد الأخرى.
والاستدراك في قوله ) ولكنا كنا مرسلين ( ظاهر، أي ما كنت حاضراً في أهل مدين فتعلم خبر موسى عن معاينة ولكنا كنا مرسلينك بوحينا فعلّمناك ما لم تكن تعلمه أنت ولا قومك من قبل هذا.
وعدل عن أن يقال : ولكنا أوحينا بذلك، إلى قوله ) ولكنا كنا مرسلين ( لأن المقصد الأهم هو إثبات وقوع الرسالة من الله للرد على المشركين في قولهم وقول أمثالهم ) ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ( ( القصص : ٣٦ ) وتعلم رسالة محمد ( ﷺ ) بدلالة الالتزام مع ما يأتي من قوله ) ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ( ( القصص : ٤٦ ) الآية فالاحتجاج والتحدي في هذه الآية والآية التي قبلها تحد بما علمه النبي عليه الصلاة والسلام من خبر القصة الماضية.
( ٤٦ ).
جانب الطور : هو الجانب الغربي، وهو الجانب الأيمن المتقدم وصفه بذينك


الصفحة التالية
Icon