المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٦٧
أصحّ. قال تعالى : وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً
[الأنبياء / ٩٠]، وقال : تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
[الأنفال / ٦٠]، وقوله : وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
[الأعراف / ١١٦]، أي : حملوهم على أن يَرْهَبُوا، وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
[البقرة / ٤٠]، أي : فخافون، والتَّرَهُّبُ : التّعبّد، وهو استعمال الرّهبة، والرَّهْبَانِيّةُ : غلوّ في تحمّل التّعبّد، من فرط الرّهبة. قال : وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها
[الحديد / ٢٧]، والرُّهْبَانُ يكون واحدا، وجمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رَهَابِينَ، ورَهَابِنَةٌ بالجمع أليق. والْإِرْهَابُ : فزع الإبل، وإنما هو من : أَرْهَبْتُ. ومنه : الرَّهْبُ «١» من الإبل، وقالت العرب : رَهَبُوتٌ خير من رحموت «٢».
رهط
الرَّهْطُ : العصابة دون العشرة، وقيل : يقال إلى الأربعين، قال : تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ
[النمل / ٤٨]، وقال : وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ [هود / ٩١]، يا قَوْمِ أَرَهْطِي [هود / ٩٢]. والرُّهَطَاءُ «٣» : جُحْرٌ من جحر اليربوع، ويقال لها رُهَطَةٌ، وقول الشاعر :
١٩٩ -
أجعلك رهطا على حيّض
«٤» فقد قيل : أديم تلبسه الحيّض من النساء، وقيل : الرَّهْطُ : خرقة تحشو بها الحائض متاعها عند الحيض، ويقال : هو أذلّ من الرّهط.
رهق
رَهِقَهُ الأمر : غشيه بقهر، يقال : رَهِقْتُهُ وأَرْهَقْتُهُ، نحو ردفته وأردفته، وبعثته وابتعثته قال : وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ
[يونس / ٢٧]، وقال :
سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً
[المدثر / ١٧]، ومنه :
أَرْهَقْتُ الصّلاة : إذا أخّرتها حتّى غشي وقت الأخرى.
رهن
الرَّهْنُ : ما يوضع وثيقة للدّين، والرِّهَانُ مثله، لكن يختصّ بما يوضع في الخطار «٥»، وأصلهما مصدر، يقال : رَهَنْتُ الرَّهْنَ ورَاهَنْتُهُ رِهَاناً، فهو

_
(١) الرّهب : الناقة المهزولة.
(٢) قال الفارابي : رهبوت خير من رحموت، يقول : لأن ترهب خير من أن ترحم. ديوان الأدب ٢ / ٧٩، والأمثال ص ٣٠٩.
(٣) يقال : الرّهطة، والرّهطاء، والرّاهطاء.
(٤) البيت :
متى ما أشاء غير زهو الملو ك أجعلك رهطا على حيّض
وهو لأبي المثلّم الهذلي، في شرح ديوان الهذليين ١ / ٣٠٦، واللسان (زها)، والمجمل ٢ / ٤٠٢.
(٥) في اللسان : الخطر : الرهن بعينه. والخطر : السّبق الذي يترامى عليه في التّراهن، وأخطر المال : جعله خطرا بين المتراهنين.


الصفحة التالية
Icon