المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٦٥
ركم
يقال :(سحاب مَرْكُومٌ) «١» أي : متراكم، والرُّكَامُ : ما يلقى بعضه على بعض، قال تعالى :
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً
[النور / ٤٣]، والرُّكَامُ يوصف به الرّمل والجيش، ومُرْتَكَمُ الطّريق :
جادّتُهُ التي فيها رُكْمَةٌ، أي : أثر مُتَرَاكِمٌ.
ركن
رُكْنُ الشيء : جانبه الذي يسكن إليه، ويستعار للقوّة، قال تعالى : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ
[هود / ٨٠]، ورَكنْتُ إلى فلان أَرْكَنُ بالفتح، والصحيح أن يقال : رَكَنَ يَرْكُنُ، ورَكِنَ يَرْكَنُ «٢»، قال تعالى : وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
[هود / ١٣]، وناقة مُرَكَّنَةُ الضّرع : له أركان تعظّمه، والْمِرْكَنُ : الإجّانة، وأَرْكَانُ العبادات : جوانبها التي عليها مبناها «٣»، وبتركها بطلانها.
رم
الرَّمُّ : إصلاح الشيء البالي، والرِّمَّةُ : تختصّ بالعظم البالي، قال تعالى : مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
[يس / ٧٨]، وقال : ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ
[الذاريات / ٤٢]، والرُّمَّةُ تختصّ بالحبل البالي، والرِّمُّ : الفُتات من الخشب والتّبن.
ورَمَّمْتُ المنزل : رعيت رَمَّهُ، كقولك : تفقّدت، وقولهم : ادفعه إليه بِرُمَّتِهِ «٤» معروف، والْإِرْمَامُ :
السّكوت، وأَرَمَّتْ عظامه : إذا سحقت حتى إذا نفخ فيها لم يسمع لها دويّ، وتَرَمْرَمَ القوم : إذا حرّكوا أفواههم بالكلام ولم يصرّحوا، والرُّمَّانُ :
فُعْلانُ، وهو معروف.
رمح
قال تعالى : تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ
[المائدة / ٩٤]، وقد رَمَحَهُ أصابه به، ورَمَحَتْهُ الدّابة تشبيها بذلك، والسّماك الرَّامِحُ «٥»، سمّي به لتصوّر كوكب يقدمه بصورة رُمْحٍ له. وقيل :
أخذت الإبل رِمَاحَهَا : إذا امتنعت عن نحرها بحسنها، وأخذت البهمى رُمْحَهَا : إذا امتنعت

_
(١) الآية ٤٤ من سورة الطور، وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ.
(٢) قال السرقسطي : ركن إلى الدنيا، وإلى الشيء، وركن ركونا : مال.
والمضارع فيهما يركن على الشذوذ لركن، كأبى يأبى، وعلى القياس ل : ركن. وذكر صاحب العين في لغة سفلى مضر : ركن يركن، بفتح الكاف في الماضي، وضمّه في المضارع. انظر : الأفعال ٣ / ٨٩.
(٣) قال الناظم :
الرّكن ما في ذات شيء ولجا والشرط عن ماهية قد خرجا
(٤) أي : كلّه، وأصله أنّ رجلا باع بعيرا بحبل في عنقه، فقيل له : ادفعه إليه برمّته. انظر : مجمل اللغة ٢ / ٣٦٩.
(٥) قال ابن منظور : والسّماك الرامح : السّماكين، وهو معروف من الكواكب، قدّام الفكّة، ليس من منازل القمر، سمّي بذلك لأنّ قدّامه كوكبا كأنّ له رمح، وقيل للآخر : الأعزل، لأنه لا كوكب أمامه. انظر : اللسان (رمح).


الصفحة التالية
Icon