المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٦١
إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ [البقرة / ١٢٧]، وتارة في الذّكر إذا نوّهته نحو قوله : وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ
[الشرح / ٤]، وتارة في المنزلة إذا شرّفتها، نحو قوله : وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ
[الزخرف / ٣٢]، نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ
[يوسف / ٧٦]، رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ
[غافر / ١٥]، وقوله تعالى : بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء / ١٥٨]، يحتمل رفعه إلى السماء، ورفعه من حيث التّشريف. وقال تعالى : خافِضَةٌ رافِعَةٌ
[الواقعة / ٣]، وقوله : وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
[الغاشية / ١٨]، فإشارة إلى المعنيين : إلى إعلاء مكانه، وإلى ما خصّ به من الفضيلة وشرف المنزلة.
وقوله عز وجل : وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
[الواقعة / ٣٤]، أي : شريفة، وكذا قوله : فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ [عبس / ١٣ - ١٤]، وقوله : فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ
[النور / ٣٦]، أي : تشرّف، وذلك نحو قوله : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [الأحزاب / ٣٣]، ويقال : رَفَعَ البعيرُ في سيره، ورَفَعْتُهُ أنا، ومَرْفُوعُ السّير : شديدة، ورَفَعَ فلان على فلان كذا : أذاع خبر ما احتجبه، والرِّفَاعَةُ :
ما ترفع به المرأة عجيزتها، نحو : المرفد.
رق
الرِّقَّةُ : كالدّقّة، لكن الدقّة تقال اعتبارا بمراعاة جوانبه، والرِّقَّةُ اعتبارا بعمقه. فمتى كانت الرّقّة في جسم تضادّها الصّفاقة، نحو : ثوب رَقِيقٍ وصفيق، ومتى كانت في نفس تضادّها الجفوة والقسوة، يقال : فلان رَقِيقُ القلب، وقاسي القلب. والرَّقُّ : ما يكتب فيه، شبه الكاغد، قال تعالى : فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ
[الطور / ٣]، وقيل لذكر السّلاحف : رِقٌّ «١»، والرِّقُّ : ملك العبيد.
والرَّقِيقُ : المملوك منهم، وجمعه أَرِقَّاءُ، واسْتَرَقَّ فلان فلانا : جعله رقيقا. والرَّقْرَاقُ : تَرَقْرُقُ الشّراب، والرَّقْرَاقَةُ : الصافية اللون. والرَّقَّةُ : كلّ أرض إلى جانبها ماء، لما فيها من الرّقّة بالرّطوبة الواصلة إليها. وقولهم : أعن صبوح تُرَقِّقُ «٢»؟
أي : تلين القول.
رقب
الرَّقَبَةُ : اسم للعضو المعروف، ثمّ يعبّر بها عن الجملة، وجعل في التّعارف اسما للمماليك، كما عبّر بالرّأس وبالظّهر عن

_
(١) انظر : المجمل ٢ / ٣٦٨، وحياة الحيوان ١ / ٥٢٧.
رواه الجوهري بفتح الراء، والأكثرون بكسرها.
(٢) هذا مثل يضرب لمن كنّى عن شيء وهو يريد غيره.
انظر : مجمع الأمثال ٢ / ٢١، وأساس البلاغة ص ١٧٤، والأمثال ص ٦٥.


الصفحة التالية
Icon