المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٦٢
المركوب «١»، فقيل : فلان يربط كذا رأسا، وكذا ظهرا، قال تعالى : وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
[النساء / ٩٢]، وقال : وَفِي الرِّقابِ
[البقرة / ١٧٧]، أي : المكاتبين منهم، فهم الذين تصرف إليهم الزكاة. ورَقَبْتُهُ :
أصبت رقبته، ورَقَبْتُهُ : حفظته. والرَّقِيبُ :
الحافظ، وذلك إمّا لمراعاته رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته، قال تعالى : وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
[هود / ٩٣]، وقال تعالى : إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق / ١٨]، وقال : لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً
[التوبة / ١٠]، والْمَرْقَبُ :
المكان العالي الذي يشرف عليه الرقيب، وقيل لحافظ أصحاب الميسر الذين يشربون بالقداح رَقِيبٌ، وللقدح الثالث رَقِيبٌ، وتَرَقَّبَ : احترز راقبا، نحو قوله : فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ
[القصص / ٢١]، والرَّقُوبُ : المرأة التي تَرْقُبُ موت ولدها، لكثرة من مات لها من الأولاد، والناقة التي ترقب أن يشرب صواحبها، ثمّ تشرب، وأَرْقَبْتُ فلانا هذه الدار هو : أن تعطيه إيّاها لينتفع بها مدّة حياته، فكأنه يرقب موته، وقيل لتلك الهبة : الرُّقْبَى والعمرى.
رقد
الرُّقَادُ : المستطاب من النّوم القليل. يقال : رَقَدَ رُقُوداً، فهو رَاقِدٌ، والجمع الرُّقُودُ، قال تعالى :
وَهُمْ رُقُودٌ
[الكهف / ١٨]، وإنما وصفهم بالرّقود - مع كثرة منامهم - اعتبارا بحال الموت، وذاك أنه اعتقد فيهم أنهم أموات، فكان ذلك النوم قليلا في جنب الموت. وقال تعالى : يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا
[يس / ٥٢]، وأَرْقَدَ الظّليم : أسرع، كأنّه رفض رُقَاده.
رقم
الرَّقْمُ : الخطّ الغليظ، وقيل : هو تعجيم الكتاب. وقوله تعالى : كِتابٌ مَرْقُومٌ
[المطففين / ٩]، حمل على الوجهين، وفلان يَرْقُمُ في الماء «٢»، يضرب مثلا للحذق في الأمور، وأصحاب الرَّقِيمِ «٣»، قيل : اسم مكان، وقيل : نسبوا إلى حجر رُقِمَ فيه أسماؤهم، ورَقْمَتَا الحمار : للأثر الذي على عضديه، وأرض مَرْقُومَةٌ : بها أثر نبات، تشبيها بما عليه أثر الكتاب، والرُّقْمِيَّاتُ : سهام منسوبة إلى موضع بالمدينة.
(١) قال ابن منظور : والظّهر : الرّكاب التي تحمل الأثقال في السفر، لحملها إياها على ظهورها. انظر : اللسان (ظهر).
(٢) قال الزمخشري : ومن المجاز : هو يرقم في الماء، ويرقم حيث لا يثبت الرقم، مثل في الذي يعمل ما لا يعمله أحد لحذقه ورفقه. انظر : أساس البلاغة ص ١٧٤، والمجمل ٢ / ٣٩٣.
(٣) هم الذين قال اللّه فيهم : أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً الكهف : ٩. وانظر أخبارهم في الدر المنثور ٥ / ٣٦٨ - ٣٧٠.