" صفحة رقم ٢١٧ "
قال : العرب تسمي الاثنين جميعاً لقوله سبحانه ) هذان خصمان اختصموا (، وقوله ) وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ( قال : هما رجلان وقال :) فقد صغت قلوبكما ( ) أَسْتَكْبَرْتَ ( ألف الاستفهام تدخل على ألف الخبر ) أمْ كُنتَ مِنَ العَالِينَ ( المتكبرين على السجود كقوله سبحانه :) إن فرعون علا في الأرض (.
ص :( ٧٦ - ٧٧ ) قال أنا خير.....
) قَالَ ( إبليس ) أنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَار وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا ( أي من الجنّة.
وقيل : من السماوات.
وقال الحسن وأبو العالية : أيّ من الخلقه التي أنت فيها.
قال الحسين بن الفضل : وهذا تأويل صحيح، لأن ابليس تجبّر وافتخر بالخلقة، فغيّر الله تعالى خلقه فاسودَّ بعدما كان أبيضاً وقبح بعدما كان حسناً وأظلم بعد أن كان نورانياً.
) فَإنَّكَ رَجِيمٌ ( مطرود معذّب
ص :( ٧٨ - ٨٤ ) وإن عليك لعنتي.....
) وَإنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأنظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إلَى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ ( وهو النفخة الأولى ) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعِينَ إلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ قَالَ فَالحَقُّ وَالحَقَّ أقُولُ (.
قرأ مجاهد والأعمش وعاصم وحمزة وخلف : برفع الأول ونصب الثانية على معنى فأنا الحقّ أو فمنّي الحق، وأقول الحق.
وقال الباقون : بنصبهما.
واختلف النحاة في وجهيهما، قيل : نصب الأول على الإغراء والثاني بايقاع القول عليه.
وقيل : هو الأول قسم، والثاني مفعول مجاز قال : فبالحق وهو الله عزّ وجلّ أقسم بنفسه والحق أقول.
وقيل : إنه أتبع قسماً بعد قسم.
وقال الفراء وأبو عبيد : معناهما حققا لم يدخل الألف واللام، كما يقال : الحمد لله وأحمد الله، هما بمعنى واحد.
وقرأ طلحة بن مصرف : فالحق والحق بالكسر فهما على القسم.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا بكر بن عبدش يقول : هو مردود إلى ماقبله


الصفحة التالية
Icon