" صفحة رقم ٢١٠ "
وقال مقاتل بن حيان : كان سليمان ملكاً ولكنه أراد بقوله ) لاينبغي لأحد من بعدي ( تسخير الرياح والطير، يدل عليه مابعده.
وقيل : إنما سأل ذلك ليكون آية لنبوته ودلالاً على رسالته ومعجزاً لمن سواه.
وقيل : إنما سأل ذلك ليكون علماً له على المغفرة وقبول التوبة، حيث أجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه ورد إليه ملكه وزاد فيه.
وقال عمر بن عثمان الصدفي : أراد به ملك النفس وقهر الهوى.
يؤيده ما أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمّد بن خالد قال : حدثنا داود بن سليمان قال : حدثنا عبد بن حميد قال :
أخبرنا عبد الله بن يزيد قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد الأفريقي قال : حدثنا سلمان بن عامر الشيباني قال : بلغني أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( أرأيتم سليمان وما أعطاه الله من ملكه ؟ فإنه لم يرفع طرفه إلى السماء تخشعاً لله عز وجل حتّى قبضه الله عزّ وجلّ ).
وأخبرنا شعيب بن محمّد قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدثنا أبو الأزهر قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا هشام عن الحسن أن النبي ( ﷺ ) قال :( قد عرض لي الشيطان في مصلاي الليلة كأنه هرّكم هذا، فأخذته فأردت أن أحبسه حتّى أصبح، فذكرت دعوة أخي سليمان ) رب هب لي ملكاً لاينبغي لأحد من بعدي ( فتركته ).
ومنه عن روح عن شعبة عن محمّد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة قال : إن رسول الله ( ﷺ ) قال :( إن عفريتاً من الجن جعل يتقلب عليَّ البارحة ليقطع عليَّ صلاتي وأن الله عزّ وجلّ أمكنني منه ( فرعته ) فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى يصبح فتنظرون إليه كلكم، فتذكرت قول سليمان :) ربّ هب لي ملكاً لاينبغي لأحد من بعدي ( فردّه الله عزّ وجلّ خاسئاً ).
ص :( ٣٦ ) فسخرنا له الريح.....
) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأمْرِهِ رُخَاءً ( ليّنة رطبة ) حَيْثُ أصَابَ ( حيث أراد وشاء، بلغة حمير.
تقول العرب : أصاب الصواب وأخطا الجواب، أي أراد الصواب.
قال الشاعر