وبالأخرى (١) أخرى (٢).
٢ - قوله: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ قال المفسرون: تبعها (٣).
قال الليث: تلا يَتْلُو (٤) إذا تبع شيئًا، فهو تالٍ، ولمَتَاِلي الأمهات إذا تلاهن أولادهن (٥) الواحدة مُتْلية (٦).
ويقال الذي مصدره: "التُلُو" بضم التاء واللام والتشديد، والتَلْو بفتح التاء وسكون اللام. ذكر ذلك الكسائي (٧).
واختلفوا في معنى: تلو القمر الشمس، فقال عطاء عن ابن عباس: يريد إقبالها بعد مغيبها (٨).
قال المفسرون (٩): وذلك في النصف الأول من الشهر إذا غربت
(٢) "الحجة" ٦/ ٤١٩ - ٤٢٠ بتصرف.
(٣) قال بذلك ابن عباس، ومجاهد، وبمعناه: قتادة، وابن زيد، ومقاتل.
"تفسير مقاتل" ٢٤١ أ، "جامع البيان" ٣٠/ ٢٠٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٥٠، وبه قال أيضًا الثعلبي في: "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٩ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٩١، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٨١، و"فتح القدير" ٥/ ٤٤٨.
(٤) (يتلوا) في كلا النسختين.
(٥) في (ع): (أولاد).
(٦) "تهذيب اللغة" ١٤/ ٣١٦ (تلا) بشيء من الاختصار، وانظر: "اللسان" ١٤/ ١٠٣.
(٧) ورد معنى قوله في: المرجع السابق ١٤/ ٣١٧ (تلا)، وكلامه: قال: (هي التُّلاوة أيضًا، وقد تتلَّيْتُ حقي عنده، أي تركت منه بقية، وتَلَّيت حَّقي تَتَبّعته حتى يسوفيه).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) قال بذلك ابن زيد، وابن عباس، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٠٩، و"التفسير الكبير" ٣١/ ١٩٠، وإليه ذهب الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٠٨، والثعلبي في =
الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور.
وقال قتادة (١)، والكلبي (٢): تلاهَا القمر ليلة الهلال، لأن الشمس إذا غربت ظهر الهلال بعدها يتلوهَا في الغروب.
وجعل الفراء معنى تلو القمر الشمس الأخذ من ضوئها، كما تقول في الكلام: اتبعت قول فلان، وأخذت بقول فلان، فاتباعه والأخذ منه سواء (٣). ويقال: فلان يتبع فلانًا في كذا أي يأخذ منه. ونور القمر من نور الشمس على مَا يقال إنه يأخذ النور من الشمس، وهو معروف عند الناس، ومنه قول من قال:
كما تكسب منها نوره القمر (٤)
وقال الزجاج: تلاها حين استدار كما يتلو الشمس في الضياء والنور (٥) يعني إذا كمل ضوؤه فصَار تابعًا للشمس في الإنارة، وذلك في الليالي البيض.
وهناك أقوال أخرى في اتباعه لها، انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٢٨٢.
(١) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٦، "جامع البيان" ٣٠/ ٢٠٨، "الرازي" ٣١/ ١٩٠.
(٢) " التفسير الكبير" ٣١/ ١٩٠.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٦ بتصرف.
(٤) لم أتوصل إلى معرفة القائل، وقد ورد تحت (بهج) في "تهذيب اللغة" ٦/ ٦٤، و"لسان العرب" ٢/ ٢١٦، و"تاج العروس" ٢/ ١٠، وجميعها برواية: (نواره) بدلاً من (نوارها) والبيت للمتنبي في "ديوانه".
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٣٢.