آيات من القرآن الكريم

ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ
ﮁﮂﮃ ﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋ ﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔ ﮖﮗ ﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟ ﮡﮢﮣﮤ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ

يخشى على إيمانهم. أما استعمال الأدوية بعد تكون الجنين وقبل نفخ الروح فهو حرام لما فيه من معنى الإتلاف، أما بعد نفخ الروح فهو حرام قطعا وفعله جناية لما فيه من إتلاف النفس وأول من منع الوأد صعصعة بن ناجية فافتخر به الفرزدق بقوله:

ومنا الذي منع الوائدات وأحيا الوليد فلم يوءد
وفي رواية: وجدّي الذي إلخ، قال تعالى «وَإِذَا الصُّحُفُ» التي اثبتت فيها أعمال الخلق «نُشِرَتْ ١٠» للحساب والجزاء
«إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ١١» قلعت فطويت ونزعت «وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ١٢» بالوقود فاشتد لهيبها للنكال والتنكيل بأعداء الله، ونقل ونكّل يخفف ويشدد ويتوب أحدهما عن الآخر في المعنى الا أن المشدد يدل على التكثير «وَإِذَا الْجَنَّةُ» التي وعدها الله للمتقين «أُزْلِفَتْ ١٣» قربت منهم ليدخلوها وحينذاك «عَلِمَتْ نَفْسٌ» أي كل نفس فالتنوين للعوض وهو جواب إذا المكررة من أول السورة إلى هنا «ما أَحْضَرَتْ ١٤» لذلك اليوم من خير أو شر فيفوز الطائع ويهلك العاصي.
مطلب علامات الساعة:
قال أبيّ بن كعب: ستّ آيات قبل القيامة: بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على الأرض، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم، فتحركت الأرض واضطربت وفزعت الانس والجن، واختلطت الدواب والطير والوحش، وماج بعضهم في بعض، فذلك قوله تعالى «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» «أي سجرت» فحينذ تقول الجن للانس نحن نأتيكم بالخبر فينطلقون إلى البحر فإذا هو نار تأجج، فبينما هم كذلك إذ انصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السفلى وإلى السماء السابقة العليا إذ جاءتهم ريح فأماتتهم. وقال ابن عباس هي اثنتا عشرة خصلة ست في الدنيا وست في الآخرة.
فالتي في الدنيا أي في آخر يوم من أيامها من أول السورة إلى (سُجِّرَتْ) والتي في الآخرة من (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) إلى (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)، وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: الشمس والقمر يكوران يوم القيامة، وعن ابن

صفحة رقم 126

عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)، (وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)، (وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال تعالى «فَلا أُقْسِمُ» لا هنا للتأكيد وليست بزائدة كما قاله بعض المفسرين لأن كلام الله لا زيادة فيه كما أنه لا نقص فيه البتة كما نوهنا به في بحث القراءات في المقدمة وسيأتي لهذا البحث صلة في سورة القيامة الآتية. وأعلم أنه لا يقال ما معنى القسم من الحضرة الإلهية لأن المؤمن يصدق دون قسم والكافر لا يفيده لأنه جاحد لكلامه سواء أكذّب القسم أم لا لأن عادة العرب توثيق أقوالها بالإيمان لكمال الحجة إقناعا للمحلوف لهم والقرآن نزل بلغتهم، ولأن الحكم لا يكون إلا بالشهادة واليمين والاعتراف فذكر الله القسمين الأولين بقوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ) الآية ١٨ من آل عمران في ج ٢ والأقسام الموجودة في القرآن على نوعين قسم بنفسه الكريمة وهي في سبعة مواضع فقط: ١ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٥٣ من سورة يونس، ٢ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ) الآية ٩٢ من سورة الحجر، ٣ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) من سورة المعارج، ٤ (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٢٣ من سورة الذاريات في ج ٢، ٥ (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) الآية ٦٤ من سورة النساء، ٦ (قُلْ بَلى وَرَبِّي) الآية ٧ من سورة التغابن في ج ٣، ٧ (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) الآية ٦٨ من سورة مريم الآتية وقسم بمخلوقاته وهو كثير مثل: (وَالضُّحى، وَالشَّمْسِ، وَاللَّيْلِ، وَالْعَصْرِ، وَالتِّينِ) وغيرها. واقسم الله «بِالْخُنَّسِ ١٥» ثم فسرها على طريق عطف البيان فقال «الْجَوارِ الْكُنَّسِ ١٦» وهي النجوم الجاريات الباديات ليلا المستترة نهارا.
شبه الله تعالى ظلام الليل بكناس الأسد لاجتماع الستر في كل فكأن النجوم حينما تغيب وتتأخر طيلة النهار مثل الأسد الذي يخنس في كناسه ثم يظهر وإنما أقسم فيها لما فيها من النفع للبشر وغيره، قال علي كرم الله وجهه هي النجوم الخمسة زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد فإنها تخنس في مجاريها تحت ضوء الشمس والقمر وهي تتمة السيارات السبع الشمس والقمر وانها تجري في محورها بانتظام

صفحة رقم 127
بيان المعاني
عرض الكتاب
المؤلف
عبد القادر بن ملّا حويش السيد محمود آل غازي العاني
الناشر
مطبعة الترقي - دمشق
الطبعة
الأولى، 1382 ه - 1965 م
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية