آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ

أن تزوج، وكل شيء عاد بعد ذهابه فقد ثاب يثوب ثؤوبًا، ويقال: تثيب المرأة تثيبًا إذا صارت ثيبًا (١).
قوله تعالى: ﴿وَأَبْكَارًا﴾ يريد عذارى.
٦ - قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ (٢) قال ابن عباس: أي بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، والعمل بطاعته (٣)، ﴿وَأَهْلِيكُمْ﴾ قال عمر: يا رسول الله: هذا نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا؟ قال: "تنهونهم عما نهاكم الله، وتأمرونهم بما أمركم الله به" (٤). ونحو هذا قال جماعة المفسرين.
قال مقاتل بن حيان: يعني أن يؤدب الرجل المسلم نفسه وأهله فيعلمهم الخير وينهاهم عن الشر، فذلك حق على المسلم أن يفعل بنفسه وأهله وعبيده وإمائه في تأديبهم وتعليمهم (٥).
وقال علي -رضي الله عنه- (٦) في هذه الآية: علموهم وأدبوهم (٧).

(١) انظر: "تهذيب اللغة" ١٥/ ١٥٢ (ثاب)، و"اللسان" ١/ ٣٨٨ (ثيب).
(٢) في (ك): (أنفسكم وأهليكم).
(٣) انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٣٦٧، وأخرج ابن جرير وغيره عنه قال: (اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر، ينجيكم الله من النار). انظر: "جامع البيان" ٢٨/ ١٠٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٩١، و"الدر" ٦/ ٢٤٤.
(٤) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٢٩٢، بدون سند. ونحوه روى ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال: تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ فقالوا: يا رسول الله: كيف نقي أهلنا نارًا. قال: (تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم عما يكره الله) "الدر" ٦/ ٢٤٤.
(٥) انظر: "التفسير الكبير" ٣٠/ ٤٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٩١.
(٦) في (ك): (رحمه الله).
(٧) أخرجه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم، وصححه ولفظه (علموا أهليكم خيرًا). انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٠٣، و"جامع البيان" ٢٨/ ١٠٧، و"المستدرك" =

صفحة رقم 22

وقال الحسن: تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصيته (١). وقال قتادة: مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصية الله (٢).
قال ابن عمر لرجل: أدب ابنك فإنك مسؤول عن ولدك (٣)، كيف أدبته؟ وماذا علمته؟ وهو مسؤول عن برك وطاعتك (٤).
وقال أبو ذر: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أخف أهلك ولا ترفع عنهم عطاءك" (٥).
وقال أبو إسحاق: المعنى: خذوا أنفسكم وأهليكم بما يقرب من الله، وجنبوا أنفسكم وأهليكم المعاصي (٦).
وقال مقاتل: قوا أنفسكم وأهليكم المعاصي بالأدب الصالح النار في الآخرة (٧). وهو قوله: ﴿نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، وقد سبق تفسيره في سورة البقرة (٨).

= ٢/ ٤٩٤، و"فتح الباري" ٨/ ٦٥٩ وقال: وروى الحاكم.... ورواته ثقات، و"الاستذكار" ٥/ ٢١٦ وقال: قال أهل العلم بتأويل القرآن ومعانيه: أدبوهم وعلموهم.
(١) أخرج سعيد بن منصور نحوه عن الحسين. انظر: "فتح الباري" ٨/ ٢٥٩.
(٢) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٠٣، و"جامع البيان" ٢٨/ ١٠٧، و"الدر" ٦/ ٢٤٤.
(٣) في (ك): (كيف).
(٤) و (٥) لم أجده.
(٦) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ١٩٤.
(٧) انظر: "تفسير مقاتل" ١٦٠ أ.
(٨) عند تفسيره الآية (٢٤) من سورة البقرة قال: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾، أي: فاحذروا أن تصلوا النار بتكذيبكم، وإنما قيل لهم هذا بعد أن ثبتت الحجة عليهم في التوحيد وصدق محمد ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ﴾ قال ابن السكيت: الوُقود بالضم المصدر. يقال: وقدت النار تقد وقودًا. ويقال: ما أجود هذا الوقود للحطب. ﴿وَالْحِجَارَةُ﴾ جمع =

صفحة رقم 23
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية