
والعبادة بمقتضى العلم الشرعي ورزق القلب وهو المراقبة والمواظبة على الأعمال القلبية من الزهد والورع والتوكل والتسليم والرضى والبسط والقبض والانس والهيبة ورزق الروح بالتجليات والتنزلات والمشاهدات والمعاينات ورزق السر برفع رؤية الغير والغيرية ورزق الخفاء بالفناء في الله والبقاء به وهو خير رزق فهو خير الرازقين (وفي المثنوى)
هر چهـ از يارت جدا اندازد آن | مشنو آنرا كه زيان دارد زيان |
كر بود آن سود صد در صد مكير | بهر زر مكسل ز كنجور اى فقير |
آن شنو كه چند يزدان زجر كرد | گفت اصحاب نبى را كرم وسرد |
زانكه در بانك دهل در سال تنك | جمعه را كردند باطل بي درنك |
تا نبايد ديكران ارزان خرند | زان سبب صرفه ز ما ايشان برند |
ماند پيغمبر بخلوت در نماز | با دو سه درويش ثابت بر نياز |
گفت طبل ولهو وبازركانى | چونتان ببريد از ربانى |
قد فضضتم نحو قمح هائما | ثم خليتم نبيا قائما |
بهر كندم تخم باطل كاشتند | وآن رسول حق را بگذاشتند |
صحبت او خير من لهو است ومال | بين كرا بگذاشتى چشمى بمال |
خود نشد حرص شما را اين يقين | كه منم رزاق وخير الرازقين |
آنكه كندم راز خود روزى دهد | كى توكلهات را ضايع كند |
از پى كندم جدا كشتى از آن | كه فرستادست كندم ز آسمان |
تفسير سورة المنافقين
احدى عشرة آية مدينة بلا خلاف بسم الله الرحمن الرحيم
إِذا چون جاءَكَ الْمُنافِقُونَ اى حضروا مجلسك وبالفارسية بتو آيند دو رويان والنفاق اظهار الايمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب فالمنافق هو الذي يضمر الكفر اعتقادا ويظهر الايمان قولا وفي المفردات النفاق الدخول في الشرع من باب والخروج منه من باب من النافقاء احدى جحرة اليربوع والثعلب والضب يكتمها ويظهر غيرها فاذا أتى من قبل القاصعاء وهو الذي يدخل منه ضرب النافقاء برأسه فانتفق والنفق هو السرب في الأرض النافذ قالُوا مؤكدين كلامهم بان واللام للايذان بأن شهادتهم هذه صادرة عن صميم قلوبهم وخلوص صفحة رقم 529

اعتقادهم ووفور رغبتهم ونشاطهم والظاهر انه الجواب لاذا لان الآية نظير قوله تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وقيل جوابه مقدر مثل أرادوا أك يخدعوك وقيل استئناف لبيان طريق خدعتهم وقيل جوابه قوله فاخذرهم نَشْهَدُ الآن او على الاستمرار إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ والشهادة قول صادر عن علم حصل بشهادة بصر او بصيرة وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ اعتراض مقرر لمنطوق كلامهم لكونه مطابقا للواقع ولا زالة إيهام ان قولهم هذا كذب لقوله والله يشهد إلخ وفيه تعظيم للنبى عليه السلام وقال ابو الليث والله يعلم انك لرسوله من غير قولهم وكفى بالله شهيدا محمد رسول الله اعلم ان كان ما جاء فى القرآن بعد العلم من لفظة ان فهى بفتح الهمزة لكونها في حكم المفرد الا في موضعين أحدهما والله يعلم انك لرسوله في هذه السورة والثاني قد يعلم انه ليحزنك الذي يقولون فى سورة الانعام وانما كان كذلك في هذين الموضعين لانه يأتى بعدهما لام الخبر فانكسرا اى لان اللام لتأكيد معنى الجملة ولا جملة الا في صورة المكسورة وقال بعضهم إذا دخلت لام الابتداء على خبرها تكون مكسورة لاقتضاء لام الابتداء الصدارة كما يقال لزيد قائم وتؤخر اللام لئلا يجتمع حرفا التأكيد واختير تأخيرها الترجيح ان في التقديم لعامليته فكسرت لاجل اللام وَاللَّهُ يَشْهَدُ شهادة حقة إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ اى انهم والإظهار فى موضع الإضمار لذمهم والاشعار بعلية الحكم اى لكاذبون فيما ضمنوا مقالتهم من انها صادرة عن اعتقاد وطمأنينة قلب فان الشهادة وضعت للاخبار الذي طابق فيه اللسان اعتقاد القلب وإطلاقها على الزور مجاز كاطلاق البيع على الفاسد نظيره قولك لمن يقول أنا أقرأ الحمد لله رب العالمين كذبت فالتكذيب بالنسبة الى قرائته لا بالنسبة الى المقروء الذي هو الحمد لله رب العالمين ومن هنا يقال ان من استهزأ بالمؤذن لا يكفر بخلاف من استهزأ بالأذان فانه يكفر قال بعضهم الشهادة حجة شرعية تظهر الحق ولا توجبه فهى الاخبار بما علمه بلفظ خاص ولذلك صدق المشهود به وكذبهم في الشهادة بقوله والله يعلم إلخ دلت الآية على ان العبرة بالقلب والإخلاص وبخلوصه يحصل الخلاص وكان عليه السلام يقبل من المنافقين ظاهر الإسلام واما حكم الزنديق فى الشرع وهو الذي يظهر الإسلام ويسر الكفر فانه يستتاب وتقبل توبته عند ايى ولا تقبل عند ابى حنيفة والشافعي رحمهما الله قال سهل رحمه الله أقروا بلسانهم ولم يعترفوا بقلوبهم فلذلك سماهم الله منافقين ومن اعترف بقلبه وأقر بلسانه ولم يعمل بأركانه ما فرض الله من غير عذر ولا جهل كان كأبليس وسئل حذيفة من المنافق قال الذي يصف الإسلام ولا يعمل به وهم اليوم شر منهم لانهم كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يظهرونه وفي الآية اشارة الى ان المنافقين الذامين للدنيا وشهواتها باللسان المقبلين عليها بالقلب وان كانوا يشهدون بصحة الرسالة لظهور أنوارها عليهم من المعجزات والكرامات لكنهم كاذبون في شهادتهم لاعراضهم عنه عليه السلام ومتابعته وإقبالهم على الدنيا وشهواتها فحقيقة الشهادة انما تحصل بالمتابعة وقس عليه شهادة اهل الدنيا عند ورثة الرسول قال الحسن البصري رحمه الله يا ابن آدم لا يغرنك قول من يقول المرء مع من أحب فانك لا تلحق الأبرار الا بأعمالهم فان اليهود والنصارى
صفحة رقم 530
يحبون أنبياءهم وليسوا معهم وهذه اشارة الى ان مجرد ذلك من غير موافقة في بعض الأعمال او كلها لا ينفع كما في احياء العلوم ولذا قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر المرء مع من أحب في الدنيا بالطاعة والأدب الشرعي وفي الآخرة بالمعاينة والقرب المشهدي انتهى فاذا كانت المحبة لمجردة بهذه المثابة فما ظنك بالنفاق الذي هو هدم الاس والأصل وبناء الفرع فلا اعتداد بدعوى المنافق ولا بعمله وفي التأويلات القاشانية المنافقون هم المذبذبون الذين يجذبهم الاستعداد الأصلي الى نور الايمان والاستعداد العارضى الذي حدث برسوخ الهيئات الطبيعية والعادات الرديئة الى الكفر وانما هم كاذبون في شهادة الرسالة لان حقيقة معنى الرسالة لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم الذين يعرفون الله ويعرفون بمعرفته رسول الله فان معرفة الرسول لا تمكن الا بعد معرفة الله وبقدر العلم بالله يعرف الرسول فلا يعلمه حقيقة الا من انسلخ عن علمه وصار عالما بعلم الله وهم محجوبون عن الله بحجب ذوتهم وصفاتهم وقد اطفأوا نور استعداداتهم بالغواشي البدنية والهيئات الظلمانية فانى يعرفون رسول الله حتى يشهدوا برسالته انتهى قال الشيخ ابو العباس معرفة الولي أصعب من معرفة الله فان الله معروف بكماله وجماله وحتى متى يعرف مخلوقا مثله يأكل كما يأكل ويشرب كما يشرب اتَّخَذُوا اى المنافقون أَيْمانَهُمْ الفاجرة التي من جملتها ما حكى عنهم لان الشهادة تجرى مجرى الحلف فيما يراد به من التوكيد وبه استشهد ابو حنيفة رحمه الله على أن اشهد يمين واليمين في الحلف مستعار من اليمين التي بمعنى اليد اعتبارا بما يفعله المحالف والمعاهد عنده واليمين بالله المصادقة جائزة وقت الحاجة صدرت من النبي عليه السلام كقوله والله والذي نفسى بيده ولكن إذا لم يكن ضرورة قوية يصان اسم الله العزيز عن الابتذال جُنَّةً اى وقاية وترساعما يتوجه إليهم من المؤاخذة بالقتل والسبي او غير ذلك واتخاذها جنة عبارة عن اعدادهم وتهيئتهم لها الى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويتخلصوا من المؤاخذة لا عن استعمالها بالفعل فان ذلك متأخر عن المؤاخذة المسبوقة بوقوع الجناية واتخاذ الجنة لا بد أن يكون قبل المؤاخذة وعن سببها ايضا كما يفصح عنه الفاء في قوله فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يقال صده عن الأمر صدا اى منعه وصرفه وصد عنه صدودا اى اعرض والمعنى فمنعوا وصرفوا من أراد الدخول في الإسلام بأنه عليه السلام ليس برسول ومن أراد الانفاق في سبيل الله بالنهى عنه كما سيحكى عنهم ولا ريب في أن هذا الصد منهم متقدم على حلفهم بالفعل واصل الجن ستر الشيء عن الحاسة يقال جنة الليل واجنه والجنان القلب لكونه مستورا عن الحاسة والمجن والجنة الترس الذي يجن صاحبه والجنة كل بستان ذى شجر يستر بأشجاره الأرض إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ اى ساء الشيء الذي كانوا يعملونه من النفاق والصد والاعراض عن سبيله تعالى وفي ساء معنى التعجب وتعظيم أمرهم عند السامعين ذلِكَ القول الشاهد بأنهم أسوأ الناس أعمالا وبالفارسية اين حكم حق ببدئ اعمال ايشان بِأَنَّهُمْ اى بسبب انهم آمَنُوا اى نطقوا بكلمة الشهادة كسائر من يدخل الإسلام ثُمَّ كَفَرُوا اى ظهر كفرهم بما شوهد منهم من شواهد الكفر
صفحة رقم 531