آيات من القرآن الكريم

وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝﰞﰟﰠﰡ

قَوْلُهُ تَعَالَى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) : هُوَ تَفْسِيرُ (تِجَارَةٍ) فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَلَى الْبَدَلِ، أَوْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى تَقْدِيرِ هِيَ، وَأَنْ مَحْذُوفَةٌ، وَلَمَّا حُذِفَتْ بَطُلَ عَمَلُهَا.
قَالَ تَعَالَى: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... (١٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَغْفِرْ لَكُمْ) : فِي جَزْمِهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: هُوَ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، تَقْدِيرُهُ: إِنْ تُؤْمِنُوا يَغْفِرْ لَكُمْ، وَ «تُؤْمِنُونَ» بِمَعْنَى آمَنُوا. وَالثَّانِي: هُوَ جَوَابٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الِاسْتِفْهَامُ؛ وَالْمَعْنَى: هَلْ تَقْبَلُونَ إِنْ دَلَلْتُكُمْ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى اللَّفْظِ، وَفِيهِ بُعْدٌ؛ لِأَنَّ دَلَالَتَهُ إِيَّاهُمْ لَا تُوجِبُ الْمَغْفِرَةَ لَهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ... (١٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأُخْرَى) : فِي مَوْضِعِهَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَحَدُهَا: نَصْبٌ عَلَى تَقْدِيرِ: وَيُعْطِكُمْ أُخْرَى. وَالثَّانِي: هُوَ نَصْبٌ بِتُحِبُّونَ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِـ «تُحِبُّونَهَا». وَالثَّالِثُ: مَوْضِعُهَا رَفْعٌ، أَيْ وَثَمَّ أُخْرَى، أَوْ يَكُونُ الْخَبَرُ «نَصْرٌ» أَيْ هِيَ نَصْرٌ.
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (١٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَا قَالَ) : الْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ؛ أَيْ أَقُولُ لَكُمْ كَمَا قَالَ.
وَقِيلَ: هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى، إِذِ الْمَعْنَى: انْصُرُوا اللَّهَ كَمَا نَصَرَ الْحَوَارِيُّونَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

صفحة رقم 1221
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
الناشر
عيسى البابي الحلبي وشركاه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
إعراب القرآن
اللغة
العربية