
{قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل
صفحة رقم 371
عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين} ﴿فَتَوَلَّى﴾ يعني فرعون، وفي توليه وجهان: أحدهما: أدبر. الثاني: أقبل، وهو من الأضداد. ﴿بِرُكْنِهِ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: بجموعه وأجناده، قاله ابن زيد. الثاني: بقوته، قاله ابن عباس، ومنه قول عنترة:
(فما أوهى مراس الحرب ركني | ولكن ما تقادم من زماني.) |

الرابع: هي التي ليس فيها منفعة، قاله ابن عباس. وفي الريح التي هي عقيم ثلاثة أقاويل: أحدها: الجنوب، روى ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن أن النبي ﷺ قال: (الريح العقيم الجنوب). الثاني الدبور، قاله مقاتل. قال عليه السلام: (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور) الثالث: هي ريح الصبا، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد. ﴿إِلاَّ جَعَلْتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: أن الرميم التراب، قاله السدي. الثاني: أنه الذي ديس من يابس النبات، وهذا معنى قول قتادة. الثالث أن الرميم: الرماد، قاله قطرب. الرابع: أنه الشيء البالي الهالك، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر:
(تركتني حين كف الدهر من بصري | وإذ بقيت كعظم الرمة البالي) |