آيات من القرآن الكريم

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ

﴿فاطر السماوات والأرض﴾ خبرٌ آخرُ لذلكُم أو خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أو مبتدأ خبرُهُ ﴿جَعَلَ لَكُمُ﴾ وقُرِىءَ بالجرِّ على أنَّه بدلٌ منَ الضميرِ أو وصفٌ للاسمِ الجليلِ في قولِه تعالَى إلى ﴿الله﴾ وما بينهما اعترضا بينَ الصفةِ والموصوفِ ﴿مّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ من جنسِكم ﴿أزواجا﴾ نساءً وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ على المفعولِ الصريحِ قد مر سره غيره مرةٍ ﴿وَمِنَ الأنعام﴾ أي وجعلَ للأنعامِ من جنْسِها ﴿أزواجا﴾ أو خلقَ لكُم من الأنعامِ أصنافاً أو ذكوراً وإناثاً ﴿يَذْرَؤُكُمْ﴾ يكثّركم من الذرْءِ وهو البثُّ وفي معناهُ الذَّرو والذَّرُّ ﴿فِيهِ﴾ أي

صفحة رقم 24

} ٣ ١ ﴿
فيما ذُكِرَ من التدبيرِ فإنَّ جعلَ الناسِ والأنعامِ أزواجاً يكونُ بينَهم توالدٌ كالمنبعِ للبثِّ والتكثيرِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء﴾
أي ليسَ مثله في شأن من الشئون التي من جملتها هذا التدبيرُ البديعُ والمراد من مثله ذاتُه كَما في قولِهم مثلُكَ لا يفعلُ كَذا على قصدِ المبالغةِ في نفيه عنه فإذا إذا نُفيَ عمَّن يناسبُه كانَ نفيُه عْنهُ أَوُلى ثم سلكت هذهِ الطريقةُ في شأنِ مَنْ لا مثلَ لهُ وقيلَ مثلُه صفتُه أيْ ليسَ كصفتِه صفةٌ ﴿وَهُوَ السميع البصير﴾ المبالغُ في العلمِ بكلِّ ما يسمعُ ويبصر

صفحة رقم 25
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية