
عبدى ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم انى قد غفرت له) وخاصية هذا الاسم وجود المغفرة فمن ذكره اثر صلاة الجمعة مائة مرة ظهرت له آثار المغفرة وقد قال رسول الله ﷺ (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وعن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا تضوّر من الليل قال (لا اله الا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) ومعنى تضوّر تلوّى إذا قام من النوم وفى تاج المصادر [التضور: بر خويشتن پيچيدن از كرسنكى يا از زخم] وفى هذه الأوصاف الجارية على اسم الله تعالى تقرير للتوحيد فان اجراء الواحد عليه يقرر وحدانيته واجراء القهار العزيز عليه وعيد للمشركين واجراء الغفار عليه وعد للموحدين وتنبيه ما يشعر بالوعيد من وصفي القهر والعز وتقديم وصف القهارية على وصف الغفارية لتوفية مقام الانذار حقه قُلْ هُوَ اى القرآن وما انبأكم به من امر التوحيد والنبوة واخبار القيامة والحشر والجنة والنار وغيرها نَبَأٌ عَظِيمٌ وشأن جسيم لانه كلام الرب القديم وارد من جانبه الكريم يستدل به على صدقى فى دعوى النبوة. والنبأ ما اخبر النبي عليه السلام عن الله تعالى ولا يستعمل الا فى خبر ذى فائدة عظيمة أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ لا تتفكرون فيه وتعدونه كذبا لغاية ضلالتكم وغاية جهالتكم فلذا لا تؤمنون به مع عظمته وكونه موجبا للاقبال الكلى عليه وتلقيه بحسن القبول فالتصديق فيه نجاة والكذب فيه هلكة ما كانَ لِي قرأ حفص عن عاصم بفتح الياء والباقون بإسكانها اى ما كان لى فيما سبق مِنْ عِلْمٍ اى علم ما بوجه من الوجوه على ما يفيده حرف الاستغراق بِالْمَلَإِ الْأَعْلى اى بحال الملأ الأعلى وهم الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس عليه اللعنة سموا بالملأ الأعلى لانهم كانوا فى السماء وقت التقاول قال الراغب الملأ الجماعة يجتمعون على رأى فيملأون العيون رواء والنفوس جلالة وبهاء إِذْ يَخْتَصِمُونَ اى بحالهم وقت اختصامهم ورجوع بعضهم الى بعض فى الكلام فى شأن آدم فان اخباره عن تقاول الملائكة وما جرى بينهم من قولهم (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها حين قال الله لهم إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً على ما ورد فى الكتب المتقدمة من غير سماع ومطالعة كتاب لا يتصور الا بالوحى اى فلو لم يكن لى نبوة ما أخبرتكم عن اختصامهم وإذ متعلق بالحال المحذوف الذي يقتضيه المقام إذ المراد نفى علمه بحالهم لا بذواتهم والحال يشمل الأقوال الجارية فيما بينهم والافعال ايضا من سجود الملائكة واستكبار إبليس وكفره إِنْ اى ما يُوحى إِلَيَّ اى من حال الملأ الأعلى وغيره من الأمور المغيبة إِلَّا أَنَّما بفتح الهمزة على تقدير لانما بإسقاط اللام أَنَا نَذِيرٌ نبى من جهته تعالى مُبِينٌ ظاهر النظارة والنبوة بالدلائل الواضحة عبر عن النبي بالنذير لانه صفته وخصص النذير مع انه بشير ايضا لان المقام يقتضى ذلك قال فى كشف الاسرار [وكفته اند اين نبأ عظيم سه خبرست هول مرك وحساب قيامت وآتش دوزخ يحيى بن معاذ رحمه الله كفت «لو ضربت السموات والأرض بهذه السياط الثلاثة لانقادت خاشعة فكيف وقد ضرب بها ابن آدم
صفحة رقم 56
الموت والحساب والنار» مسكين فرزند آدم او را عقبهاى عظيم در پيش است وآنچهـ در كمانها مى افتد پيش اما در درياى عشق دنيا بموج غفلت چنان غرق كشته كه نه از سابقه خويش مى انديشه نه از خاتمه كار مى ترسد هر روز بامداد فرشته ندا ميكند كه «خلقتم لامر عظيم وأنتم عنه غافلون» در كار روزكار خود چون انديشه كند كسى زبانرا بدروغ ملوث كرده ودلرا بخلف آلوده وسر از خيانت شوريده كردانيده سرى كه موضع امانت است بخيانت سپرده دلى كه معدن تقوى است زنكار خلف كرفته زبانى كه آلت تصديق است. بر دروغ وقف كرده لاجرم سخن جز خداع نيست ودين جز نفاق نيست
إذا ما الناس جرّ بهم لبيب | فانى قد أكلتهمو وذاقا |
فلم ار ودّهم إلا خداعا | ولم ار دينهم إلا نفاقا |

كما لا بد لنفخ روح الحقيقة من تسوية الشريعة والطريقة فليحافظ ولذا قال النجم فى تأويلاته (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) تسوية تصلح لنفخ الروح المضاف الى الحضرة وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي النفخ اجراء الريح الى تجويف جسم صلح لا مساكها والامتلاء بها وليس ثمة نفخ ولا منفوخ وانما هو تمثيل لاضافة ما به الحياة بالفعل على المادة القابلة لها اى فاذا أكملت استعداده وافضت عليه ما يحيى به من الروح التي هى من امرى وإضافته الى نفسه لشرفه وطهارته او على سبيل التعظيم لان المضاف الى العظيم عظيم كما فى بيت الله وناقة الله وبهذا ظهر فساد ما ذهب اليه الحلولية من ان من تبعيضية فيكون الروح جزأ من الله تعالى وذلك انه ليس لله تعالى روح هذا الروح من اجزائه وانما روحه نفسه الرحمانى. وايضا ان كل ماله جزء فهو ممكن ومحدث والله تعالى منزه عنهما قال القاضي عياض رحمه الله فى الشفاء من ادعى حلول الباري تعالى فى أحد الاشخاص كان كافرا بإجماع المسلمين قال الراغب الروح اسم للنفس وذلك لكون النفس بعض الروح فهو كتسمية النوع باسم الجنس كتسمية الإنسان بالحيوان وجعل اسما للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك واستجلاب المنافع واستدفاع المضار وهو المذكور فى قوله (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) وقوله (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وإضافته تعالى الى نفسه اضافة ملك وتخصيصه بالاضافة تشريف له وتعظيم كقوله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) انتهى قال الامام الغزالي رحمه الله ان الروح روحان. حيوانى وهى التي تسميها الأطباء المزاج وهى جسم لطيف بخارى معتدل سار فى البدن الحامل لقواه من الحواس الظاهرة والقوى الجسمانية وهذه الروح تفنى بفناء البدن وتنعدم بالموت. وروح روحانى وهى التي يقال لها النفس الناطقة ويقال لها اللطيفة الربانية والعقل والقلب من الألفاظ الدالة على معنى واحد لها تعلق بقوى النفس الحيوانية وهذه الروح لا تفنى بفناء البدن وتبقى بعد الموت يقول الفقير قال شيخى وسندى روح الله روحه فى بعض تحريراته
اعلم ان الروح من حيث جوهره وتجرده وكونه من عالم الأرواح المجردة مغاير للبدن متعلق به تعلق التدبير والتصرف قائم بذاته غير محتاج اليه فى بقائه ودوامه ومن حيث ان البدن صورته ومظهر كمالاته وقواه فى عالم الشهادة محتاج اليه غير منفك عنه بل سار فيه لا كسريان الحلول المشهور عند اهله بل كسريان الوجود المطلق الحق فى جميع الموجودات فليس بينهما مغايرة من كل الوجوه بهذا الاعتبار ومن علم كيفية ظهور الحق فى الأشياء وان الأشياء من أي وجه عينه ومن أي وجه عينه ومن أي وجه غيره يعلم كيفية ظهور الروح فى البدن ومن أي وجه عينه ومن اى وجه غيره لان الروح رب بدنه فمن تحقق له حال الرب مع المربوب تحقق له ما ذكرنا وهو الهادي الى العلم والفهم هذا كلامه قدس سره فاحفظه ودع عنك القيل والقال قال السمرقندي فى بحر العلوم الظاهر ان هذا النفخ بغير وسط وسبب من ملك ويجوز ان يكون بوسط ملك نفخ فيه الروح باذنه كما صرح به النبي عليه السلام فى خلق بنى آدم بقوله ثم (يرسل الله اليه ملكا فينفخ فيه الروح) الحديث وفيه كلام انتهى يقول الفقير لا يجوز ذلك لان مقام التشريف يأبى عنه لا سيما وقد قال (وَنَفَخْتُ فِيهِ)