آيات من القرآن الكريم

إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ﰿ ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ

الفارسي [هر كه فرا پيش داشت براى ما اين كفر وضلال وما را از راه حق بلغزانيد] فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ [پس زياده كن او را عذابى دوباره در آتش يعنى آن مقدار عذاب كه دارد آنرا دو چندان كن] ومن يجوز ان تكون شرطية وفزده جوابها وان تكون موصولة بمعنى الذي مرفوعة المحل على الابتداء والخبر فزده والفاء زائدة لتضمن المبتدأ معنى الشرط وضعفا صفة لعذابا بمعنى مضاعفا وفى النار ظرف لزده او نعت لعذابا قال الراغب الضعف من الأسماء المتضايفة التي يقتضى وجود أحدها وجود الآخر كالضعف والزوج وهو تركب قدرين مساويين ويختص بالعدد فاذا قيل ضعفت الشيء وضاعفته اى ضممت اليه مثله فصاعدا فمعنى عذابا ضعفا اى عذابا مضاعفا اى ذا ضعف بان يزيد عليه مثله ويكون ضعفين اى مثلين فان ضعف الشيء وضعفيه مثلاه كقولهم ربنا وآتهم ضعفين من العذاب فان قلت كل مقدار يعرض من العذاب ان كان بقدر الاستحقاق لم يكن مضاعفا وان كان زائدا عليه كان ظلما فكيف يجوز سؤاله من الله تعالى يوم القيامة قلت ان المسئول من التضعيف ما يكون بقدر الاستحقاق بان يكون أحد الضعفين بمقابلة الضلال والآخر بمقابلة الإضلال قال عليه السلام (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة) ونظيره ان الكافرين إذا قتل أحدهما وزنى دون الآخر فهما متساويان فى وزر الكفر واما القاتل والزاني فعذابه مضاعف لمضاعفة عمله السيئ وقال ابن مسعود رضى الله عنه العذاب الضعف هو الحيات والأفاعي وذلك المضل آذى روح من أضله فى الدنيا فسلط الله عليه المؤذى فى الآخرة لان الجزاء من جنس العمل فعلى العاقل إصلاح الباطن وتزكيته من الأخلاق الذميمة والأوصاف القبيحة وإصلاح الظاهر وتحليته عن الأقوال الشنيعة والأعمال الفظيعة ولا يغتر بالقرناء السوء فانهم منقطعون غدا عن كل خلة ومودة ولا ينفع لاحد الا القلب السليم والعلم النافع والعمل الصالح

بضاعت بچندان كه آرى برى وكر مفلسى شرمسارى برى
اللهم اجعلنا من اهل الرحمة لا من اهل الغضب وَقالُوا اى الطاغون مثل ابى جهل واضرابه: وبالفارسية [وكويند صناديد قريش در دوزخ] ما لَنا [چيست ما را امروز] وما استفهامية مبتدأ ولنا خبره وهو مثل قوله ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ فى ان الاستفهام محمول على التعجب لا على حقيقته إذ لا معنى لاستفهام العاقل عن نفسهه لا نَرى رِجالًا الفعل المنفي حال من معنى الفعل فى مالنا كما تقول مالك قائما بمعنى ما تصنع قائما اى ما نصنع حال كوننا غير رائين رجالا. والمعنى أي حال لنا لا نرى فى النار رجالا كُنَّا فى الدنيا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يعنى [از بدان ومردودان] جمع شر وهو الذي يرغب عنه الكل كما ان الخير هو الذي يرغب فيه الكل يعنون فقراء المسلمين كانوا يسترذلونهم ويسخرون منهم مثل صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وحباب وعمار وغيرهم من صعاليك المهاجرين الذين كانوا يقولون لهم هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا سموهم اشرارا اما بمعنى الأراذل والسفلة الذين لا خير فيهم ولا جدوى كما قال هذا من شر المتاع أو لأنهم

صفحة رقم 53

كانوا على خلاف دينهم فكانوا عندهم اشرارا أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا بقطع الهمزة على انها استفهام والأصل أاتخذناهم حذفت همزة الوصل للاستغناء عنها بهمزة الاستفهام. وسخريا بضم السين وكسرها مصدر سخر قال فى القاموس سخر اى هزئ كاستسخر والاسم السخرية والسخرى ويكسر انتهى زيد فيه ياء النسبة للمبالغة لان فى ياء النسبة زيادة قوة فى الفعل كما قيل الخصوصية فى الخصوص قالوه إنكارا على أنفسهم ولو مالها فى الاستخبار منهم فمعنى الاستفهام الإنكار والتوبيخ والتعنيف واللوم: وبالفارسية [ما ايشانرا كرفتيم مهزوء بهم] أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ يقال زاغ اى مال عن الاستقامة وزاغ البصر كل وأم متصلة معادلة لاتخذناهم والمعنى أي الامرين فعلنا بهم الاستسخار منهم أم الازدراء بهم وتحقيرهم فان زيغ البصر وعدم الالتفات الى الشيء من لوازم تحقيره فكنى به عنه قال الحسن كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخريا وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم. والمعنى انكار كل واحد من الفعلين على أنفسهم توبيخا لها ويجوز ان تكون أم منقطعة والمعنى اتخذناهم سخريا بل زاغت عنهم أبصارنا فى الدنيا تحقيرا لهم وكانوا خيرا منا ونحن لا نعلم على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار ثم الاضراب والانتقال منه الى التوبيخ على الازدراء والتحقير [در آثار آمده كه حق سبحانه وتعالى آن كروه فقرا را بر غرفات بهشت جلوه دهد تا كفار ايشانرا بينند وحسرت ايشان زياده شود] إِنَّ ذلِكَ الذي حكى من أحوالهم لَحَقٌّ لا بد من وقوعه البتة تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ خبر مبتدأ محذوف والجملة بيان لذلك اى هو تخاصم إلخ يعنى تخاصم القادة والاتباع: وبالفارسية [جنك وجدل كردن اهل دوزخ وماجراى ايشان] وهذا اخبار عما سيكون وسمى ذلك تخاصما على تشبيه تقاولهم وما يجرى بينهم من السؤال والجواب بما يجرى بين المتخاصمين من نحو ذلك وفى التأويلات النجمية وبقوله (وَقالُوا ما لَنا) إلخ يشير الى تخاصم اهل النار مع أنفسهم يسخرون بانفسهم كما كانوا يسخرون بالمؤمنين فيقولون (ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) وما كانوا من الأشرار (أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) فلا نراهم معنا وهم هاهنا (إِنَّ ذلِكَ) التخاصم (لَحَقٌّ) مع أنفسهم (تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) من الندامة حين لا ينفعهم التخاصم ولا الندامة انتهى وفى الآية ذم وفى الحديث (اتخذوا الأيادي عند الفقراء قبل ان تجييء دولتهم فاذا كان يوم القيامة يجمع الله الفقراء والمساكين فيقال تصفحوا الوجوه فكل من أطعمكم لقمة او سقاكم شربة او كساكم خرقة او دفع عنكم غيبة فخذوا بيده وأدخلوه الجنة) : قال الحافظ

از كران تا بكران لشكر ظلمست ولى از ازل تا بابد فرصت درويشانست
وفى الحديث (ملوك الجنة كل اشعث اغبر إذا استأذنوا فى الدنيا لم يؤذن لهم وان خطبوا النساء لم ينكحوا وإذا قالوا لم ينصت لقولهم ولو قسم نور أحدهم بين اهل الأرض لوسعهم) كذا فى أنيس المنقطعين: قال الحافظ
نظر كردن بدرويشان منافى بزركى نيست سليمان با چنان حشمت نظرها بود با مورش
اللهم اجعل حليتنا حب الفقراء واحشرنا فى الدنيا والآخرة مع الفقراء قُلْ يا محمد لمشركى

صفحة رقم 54
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية