
تفسير سورة ص
مكية آيها ست او ثمان وثمانون
بسم الله الرحمن الرحيم ص خبر مبتدأ محذوف اى هذه سورة ص كما مر فى أخواته [بعضى برآنند كه حروف مقطعه براى إسكات كفارست كه هر وقت كه حضرت محمد عليه السلام در نماز وغير آن قرآن بجهر تلاوت فرمودى ايشان از روى عناد صفير زدندى ودست بر دست كوفتندى تا آن حضرت در غلط افتد حق سبحانه وتعالى اين حروف فرستاد تا ايشان بعد از استماع آن متأمل ومتفكر شده از تغليط باز مى ماندند] وقال الشعبي ان لله تعالى فى كل كتاب سرا وسره فى القرآن فواتح السور وقال بعضهم ص مفتاح اسمه الصادق والصبور والصمد والصانع وفى التأويلات النجمية يشير الى القسم بصاد صمديته فى الأزل وبصاد صانعيته فى الوسط وبصاد صبوريته الى الابد وبصاد صدق الذي جاء بالصدق وصاد صديقية الذي صدق به وبصاد صفوته فى مودته ومحبته اهـ وقال ابن جبير رضى الله عنه (ص) يحيى الله به الموتى بين النفختين وقال ابن عباس رضى الله عنهما (ص) كان بحرا بمكة وكان عليه عرش الرحمن إذ لا ليل ولا نهار وفى بعض المعتبرات كان جبلا بمكة ومضى شرح هذا الكلام فى أول (المص) وقيل فى (ص) معناه ان محمدا عليه السلام صاد قلوب الخلائق واستمالها حتى أمنوا به كما قال فى انسان العيون ومما لا يكاد يقضى منه العجب حسن تدبيره عليه السلام للعرب الذين هم كالوحوش الشاردة كيف ساسهم واحتمل جفاءهم وصبر على اذاهم الى ان انقادوا اليه واجتمعوا عليه ﷺ واختاروه على أنفسهم وقاتلوا دونه أهلهم وآباءهم وأبناءهم وهجروا فى رضاه أوطانهم انتهى يقول الفقير أغناه الله القدير سمعت

شيخى وسندى قدس سره وهو يقول ان قوله تعالى (ق) اشارة الى مرتبة الاحدية التي هى التعيين الاول كما فى سورة الإخلاص المصدرة بكلمة قل المبتدأة بحرف ق وقوله ص اشارة الى مرتبة الصمدية التي هى التعيين الثاني المندرجة تحته مرتبة بعد مرتبة وطورا بعد طور الى آخر المراتب والأطوار وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ الواو للقسم. والذكر الشرف والنباهة او الذكرى والموعظة او ذكر ما يحتاج اليه فى امر الدين من الشرائع والاحكام وغيرها من أقاصيص الأنبياء واخبار الأمم الماضية والوعد والوعيد وحذف جواب القسم فى مثل ذلك غير عزيز والتقدير على ما هو الموافق لما فى أول يس ولسياق الآية ايضا وهو عجبوا إلخ ان محمدا الصادق فى رسالته وحق نبوته ليس فى حقيته شك ولا فيما انزل عليه من القرآن ريب بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا من رؤساء اهل مكة فهو إضراب عن المفهوم من الجواب فِي عِزَّةٍ قال الراغب العزة حالة مانعة للانسان من ان يغلب ويمدح بالعزة تارة كما فى قوله (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) لانها الدائمة الباقية وهى العزة الحقيقية ويذم بها اخرى كما فى قوله تعالى (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ) لان العزة التي هى التعزز وهى فى الحقيقة ذل وقد تستعار للحمية والانفة المذمومة وذلك فى قوله تعالى (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ انتهى وقد حمل اكثر اهل التفسير العزة فى هذا المقام على الثاني لما قالوا بل هم فى استكبار عن الاعتراف بالحق والايمان وحمية شديدة: وبالفارسية [در سركشى اند از قبول حق] وَشِقاقٍ اى مخالفة لله وعداوة عظيمة لرسول الله عليه السلام فلذا لا ينقادون وفى التأويلات النجمية وبقوله (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) يشير الى القسم بالقرآن الذي هو مخصوص بالذكر وذلك لان القرآن قانون معالجات القلوب المريضة وأعظم مرض القلب نسيان الله تعالى كما قال (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) وأعظم علاج مرض النسيان بالذكر كما قال (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) ولان العلاج بالضد وبقوله (بَلِ الَّذِينَ) إلخ يشير الى انحراف مزاج قلوب الكفار بمرض نسيان الله من اللين والسلامة الى الغلظة والقساوة ومن التواضع الى التكبر ومن الوفاق الى الخلاف ومن الوصلة الى الفرقة ومن المحبة الى العداوة ومن مطالعة الآيات الى الاعراض عن البحث فى الادلة والسير للشواهد كَمْ مفعول قوله أَهْلَكْنا ومن فى قوله مِنْ قَبْلِهِمْ لابتداء الغاية وقوله مِنْ قَرْنٍ تمييز. والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد. والمعنى قرنا كثيرا أهلكنا من القرون المتقدمة اى امة من الأمم الماضية بسبب الاستكبار والخلاف فَنادَوْا عند نزول بأسنا وحلول نقمتنا استغاثة او توبة واستغفارا لينجوا من ذلك: وبالفارسية [پس ندا كردند وآواز بلند برداشتند تا كسى ايشانرا بفرياد رسد] وَلاتَ حِينَ مَناصٍ حال من ضمير نادوا اى نادوا واستغاثوا طلبا للنجاة والحال ان ليس الحين حين مناص اى فوت وفرار ونجاة لكونه حالة اليأس: وبالفارسية [ونيست آن هنكام وقت رجوع بگريزگاه] فقوله لا هى المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد كما زيدت على رب وثم وخصت بنفي الأحيان ولم يبرز الا أحد معموليها اسمها او خبرها والأكثر حذف اسمها وفى بعض التفاسير لات بمعنى ليس بلغة اهل اليمن انتهى. والوقف عليها بالتاء عند الزجاج وابى على وعند الكسائي نحو قاعدة وضاربة وعند ابى عبيد على لا
صفحة رقم 3