آيات من القرآن الكريم

وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
ﯟﯠﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴ ﭑﭒﭓ ﭕﭖﭗﭘ ﱿ ﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬ

المعنى:
بعد ذكر نجاة إسماعيل من الذبح، وخلوص إبراهيم من البلاء الذي نزل به ظافرا بالرضا ممتثلا أمر ربه الكريم.
ذكر: ما من به على موسى وهارون وتالله لقد مننا عليهما بالنبوة وآتيناهما الحكمة، ونجيناهما وقومهما من الكرب والخسف وسوء العذاب الذي كان ينالهم من فرعون وملئه، فقد كان يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين، وقد أراد الله أن يمن على بنى إسرائيل الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم الوارثين، فنصرهم على عدوهم، وكانوا هم الغالبين، وآتينا موسى وهارون التوراة كتابا بينا ظاهرا فيه الحق الذي لا تحريف فيه ولا بهتان، وأبقينا عليهما في الآخرة ثناء حسنا- سلام على موسى وهارون- وذاك لأن ربك يجزى المحسنين جزاء حسنا مثل ذلك، وقد كان موسى وهارون من المحسنين لأنهما من عبادنا المؤمنين.
طرف من قصة إلياس [سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١٢٣ الى ١٣٢]
وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)
إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢)

صفحة رقم 218

المفردات:
إِلْياسَ: نبي من أنبياء بنى إسرائيل بَعْلًا: اسم صنم، وقيل: البعل الرب، ومنه بعل المرأة لزوجها وَتَذَرُونَ: تتركون إِلْ ياسِينَ العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا مثل: ياسين وإلياس وإلياسين، كل ذلك شيء واحد.
المعنى:
وإن إلياس لنبي وإنه لمن المرسلين إلى قومه بنى إسرائيل، واذكر إذ قال لقومه: ألا تتقون الله ربكم، وتخافون يوما يجعل الولدان شيئا، أتدعون ربا غيره، وتتركون الله ربكم الذي هو أحسن الخالقين؟ وليس هناك خالق سواه يستحق العبادة والتقديس:
وهو الله ربكم وخالقكم، وخالق آبائكم الأولين. ومن كان كذلك فلا إله غيره، ولا معبود سواه.
فكذبوه وكفروا به وبرسالته فكان جزاؤهم أنهم محضرون في جهنم يذوقون العذاب الأليم، لكن عباد الله المخلصين الذين أسلموا لله رب العالمين، وآمنوا بالرسل الأكرمين لهم جنات الخلد، فيها ينعمون وبظلها يتمتعون.
وأبقينا عليه الثناء الجميل الذي هو- سلام على إل ياسين- وفي قراءة «آل ياسين» فكأنه- والله أعلم- جعل اسمه إلياس وياسين، وسلّم على آله، أى: أهل دينه ومن اتبعه بالحق، وإذا سلم على آله فالسلام عليه من باب أولى.
ثم ذكر في تعليل هذا الإكرام قوله: إنا كذلك نجزى المحسنين، وقد كان إلياس من المحسنين لأنه كان من عبادنا المؤمنين، وسلام الله ورحمته وبركاته عليهم أجمعين.

صفحة رقم 219
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية