آيات من القرآن الكريم

قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ

﴿قَالُواْ﴾ أي في ابتداء بعثهم من القبور ﴿يا ويلنا﴾ احضر فهذا أوانك وقرئ يا ويلتَنَا ﴿مَن بَعَثَنَا من مرقدنا﴾ وقرئ مَن أهبّنا من هبَّ من نومه إذا انتبه وقرئ من هَبّنا بمعنى أهبنا وقيل أصله

صفحة رقم 171

يس ٥٣ ٥٥ هبَّ بنا فحُذف الجارُّ وأُوصل الفعلُ إلى الضَّميرِ قيل فيه ترشيحٌ ورمزٌ وإشعار بأنَّهم لاختلاطِ عقولِهم يظنُّون أنَّهم كانوا نياماً وعن مجاهدٍ أنَّ للكفَّار هجعةً يجدون فيها طعمَ النَّومِ فإذا صِيح بأهل القُبور يقولون ذلكَ وعنِ ابنِ عبَّاسٍ وأُبيِّ بنِ كعبٍ وقَتادة رحمهم الله تعالى إِنَّ الله تعالى يرفعُ عنهم العذابَ بينَ النَّفختينِ فيرقدُون فإذا بُعثوا بالنَّفخةِ الثَّانيةِ وشاهدُوا من أهوال يوم القيامةِ ما شاهدُوا دَعَوا بالويلِ وقالوا ذلك وقيل إذا عاينُوا جَهَنَّمَ وما فيها من أنواع العذابِ يصير عذابُ القبر في جنبِها مثلَ النَّومِ فيقولون ذلك وقُرىء مِن بَعْثنا ومِن هَبّنا بمن الجارَّةِ والمصدرِ والمرقدُ إمَّا مصدرٌ أي من رُقادِنا أو اسمُ مكانٍ أُريد به الجنسُ فينتظم مراقدَ الكلِّ ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون﴾ جملةٌ من مبتدإٍ وخبرٍ وما موصولةٌ محذوفةٌ العائدِ أو مصدريةٌ وهو جواب من قبل الملائكةِ أو المؤمنينَ عُدل به عن سَننِ سؤالِهم تذكيراً لكُفرهم وتقريعاً لهم عليه وتنبيهاً على أنَّ الذي يهُمهم هو السُّؤالُ عن نفسِ البعثِ ماذا هو دون الباعثِ كأنَّهم قالُوا بعثكم الرحمن الذي وعدكُم ذلك في كتبِه وأرسلَ إليكم الرُّسلَ فصدقُوكم فيه وليسَ الأمرُ كما تتوهمونَه حتَّى تسألُوا عن الباعثِ وقيلَ هُو مِنْ كلامِ الكافرينَ حيث يتذكرون ما سمعوه من الرسلُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ فيجيبونَ به أنفسَهم أو بعضَهم بعضاً وقيل هذا صفةٌ لمرقدنا وما وعدَ الخ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أو مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ أي ما وعد الرَّحمنُ وصدقَ المرسلونَ حقٌّ

صفحة رقم 172
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية