آيات من القرآن الكريم

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ

﴿والشمس تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَا﴾ لحدَ مُعين ينتهي إليهِ دورُها فشبه بمستقرِّ المسافرِ اذا قطع مسيرَه أو لكبد السَّماءِ فإنَّ حركتَها فيه توجد ابطأ

صفحة رقم 167

يس ٣٩ ٤١ بحيثُ يظنُّ أنَّ لها هناك وقفةً قال والشَّمسُ حَيْرى لها بالجوِّ تدويمُ أو لا استقرارَ لها على نهجٍ مخصوصٍ أو لمنتهى مقدَّر لكلِّ يومٍ لكلِّ يومٍ من المشارقِ والمغاربِ فإنَّ لها في دورِها ثلاثمائة وستِّين مشرقاً ومغرباً تطلع كلَّ يومٍ من مطلعِ وتغربُ من مغرب ثم لا يعود إليهما إلى العامِ القابلِ او المنقطع جريها عند خرابِ العالمِ وقُرىء إلى مستقرَ لها وقُرىء لا مستقرَّ لها أي لاسكون لها فإنَّها متحرِّكةٌ دائماً وقُرىء لا مستقرَّ لها على أنَّ لا بمعنى ليسَ ﴿ذلك﴾ إشارةٌ إلى جريها وما فيهِ من معنى البعد مع قرب العهد بالمُشار إليه للإيذان بعلو رتبتِه وبُعدِ منزلتِه أي ذلك الجريُ البديعِ المنطوي على الحِكَم الرَّائعةِ التي تحارُ في فهمها العقولُ والأفهامُ ﴿تَقْدِيرُ العزيز﴾ الغالبِ بقُدرته علَى كلِّ مقدورٍ ﴿العليم﴾ المحيطِ علمُه بكلِّ معلومٍ

صفحة رقم 168
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية