آيات من القرآن الكريم

أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ
ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳ ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ

وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ أَيْ لِأَنْ ذُكِّرْتُمْ. وَيُقْرَأُ شَاذًّا: «أَيْنَ ذُكِرْتُمْ» أَيْ عَمَلُكُمُ السَّيْءُ لَازِمٌ لَكُمْ أَيْنَ ذُكِرْتُمْ، وَالْكَافُ مُخَفَّفَةٌ فِي هَذَا الْوَجْهِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا لِيَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَهَا فِي حُكْمِ الْمُتَّصِلِ بِهَا؛ إِذْ كَانَ لَا يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهَا وَالِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهَا. وَ (مَالِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ) [النَّمْلِ: ٢٠]. بِعَكْسِ ذَلِكَ.
قَالَ تَعَالَى: (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا تُغْنِ عَنِّي) : هُوَ جَوَابُ الشَّرْطِ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ «مَا» مَكَانَ «لَا» هُنَا؛ لِأَنَّ «مَا» تَنْفِي مَا فِي الْحَالِ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مُسْتَقْبَلٌ لَا غَيْرَ.
قَالَ تَعَالَى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِمَا غَفَرَ لِي) : فِي «مَا» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَحَدُهَا: مَصْدَرِيَّةٌ؛ أَيْ بِغُفْرَانِهِ. وَالثَّانِي: بِمَعْنَى الَّذِي؛ أَيْ بِالذَّنْبِ الَّذِي غَفَرَهُ. وَالثَّالِثُ: اسْتِفْهَامٌ عَلَى التَّعْظِيمِ؛ ذَكَرَهُ بَعْضُ النَّاسِ؛ وَهُوَ بَعِيدٌ؛ لِأَنَّ «مَا» فِي الِاسْتِفْهَامِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ الْجَرِّ حُذِفَتْ أَلِفُهَا، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ بِغَيْرِ حَذْفٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا أَنْزَلْنَا) :«مَا» نَافِيَةٌ، وَهَكَذَا: «وَمَا كُنَّا».
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» الثَّانِيَةُ زَائِدَةً؛ أَيْ وَقَدْ كُنَّا.

صفحة رقم 1080
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
الناشر
عيسى البابي الحلبي وشركاه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
إعراب القرآن
اللغة
العربية