آيات من القرآن الكريم

۞ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا
ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ

- قَوْله تَعَالَى: لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض والمرجفون فِي الْمَدِينَة لنغرينك بهم ثمَّ لَا يجاورونك فِيهَا إِلَّا قَلِيلا ملعونين أَيْنَمَا ثقفوا أخذُوا وقتِّلوا تقتيلا سنة الله فِي الَّذين خلوا من قبل وَلنْ تَجِد لسنة الله تبديلاً
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِن أُنَاسًا من الْمُنَافِقين أَرَادوا أَن يظهروا نفاقهم فَنزلت فيهم ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض والمرجفون فِي الْمَدِينَة لنغرينك بهم﴾ لنحرشنك بهم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ (الارجاف) الْكَذِب الَّذِي كَانَ يذيعه أهل النِّفَاق وَيَقُولُونَ: قد أَتَاكُم عدد وعدة
وَذكر لنا: إِن الْمُنَافِقين أَرَادوا أَن يظهروا مَا فِي قُلُوبهم من النِّفَاق فأوعدهم الله بِهَذِهِ الْآيَة ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ إِلَى قَوْله ﴿لنغرينك بهم﴾ أَي لنحملك عَلَيْهِم ولنحرشنك بهم فَلَمَّا أوعدهم الله بِهَذِهِ الْآيَة كتموا ذَلِك وأسروه ﴿ثمَّ لَا يجاورونك فِيهَا إِلَّا قَلِيلا﴾ أَي بِالْمَدِينَةِ ﴿ملعونين﴾ قَالَ: على كل حَال ﴿أَيْنَمَا ثقفوا أخذُوا وَقتلُوا تقتيلاً﴾ قَالَ: إِذا هم أظهرُوا النِّفَاق ﴿سنة الله فِي الَّذين خلوا من قبل﴾ يَقُول: هَكَذَا سنة الله فيهم إِذا أظهرُوا النِّفَاق
وَأخرج ابْن سعد عَن مُحَمَّد بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ﴾ قَالَ: يَعْنِي الْمُنَافِقين بأعيانهم ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ شكّ
يَعْنِي الْمُنَافِقين أَيْضا
وَأخرج ابْن سعد عَن عبيد بن حنين رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ﴾ قَالَ: عرف الْمُنَافِقين بأعيانهم ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض والمرجفون فِي الْمَدِينَة﴾ هم المُنَافِقُونَ جَمِيعًا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن طَاوس رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: نزلت فِي بعض أُمُور النِّسَاء

صفحة رقم 662

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مَالك بن دِينَار رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ عَن قَول الله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ قَالَ: أَصْحَاب الْفَوَاحِش
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عَطاء رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ قَالَ: أَصْحَاب الْفَوَاحِش
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عَطاء رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ قَالَ: كَانُوا مُؤمنين وَكَانَ فِي أنفسهم أَن يزنوا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ﴾ قَالَ: كَانَ النِّفَاق على ثَلَاثَة وُجُوه
نفاق مثل نفاق عبد الله بن أُبي بن سلول
ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نَبْتَل وَمَالك بن داعس فَكَانَ هَؤُلَاءِ وُجُوهًا من وُجُوه الْأَنْصَار فَكَانُوا يستحبون أَن يَأْتُوا الزِّنَا يصونون بذلك أنفسهم ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض﴾ قَالَ: الزِّنَا إِن وجدوه عملوه وَإِن لم يجدوه لم يبتغوه
ونفاق يكابرون النِّسَاء مُكَابَرَة وهم هَؤُلَاءِ الَّذين كَانُوا يكابرون النِّسَاء ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بهم﴾ يَقُول: لَنُعلِّمَنَّك بهم ثمَّ قَالَ ﴿ملعونين﴾ ثمَّ فَصله فِي الْآيَة ﴿أَيْنَمَا ثقفوا﴾ يعْملُونَ هَذَا الْعَمَل مُكَابَرَة النِّسَاء ﴿أخذُوا وَقتلُوا تقتيلاً﴾ قَالَ: السّديّ رَضِي الله عَنهُ: هَذَا حكم فِي الْقُرْآن لَيْسَ يعْمل بِهِ
لَو أَن رجلا أَو أَكثر من ذَلِك اقتصوا أثر امْرَأَة فغلبوها على نَفسهَا فَفَجَرُوا بهَا كَانَ الحكم فيهم غير الْجلد وَالرَّجم
ان يؤخذوا فَتضْرب أَعْنَاقهم ﴿سنة الله فِي الَّذين خلوا من قبل﴾ كَذَلِك كَانَ يفعل بِمن مضى من الْأُمَم ﴿وَلنْ تَجِد لسنة الله تبديلاً﴾ قَالَ: فَمن كَابر امْرَأَة على نَفسهَا فغلبها فَقتل فَلَيْسَ على قَاتله دِيَة لِأَنَّهُ مكابر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿لنغرينك بهم﴾ قَالَ: لنسلطنك عَلَيْهِم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر والخطيب فِي تالي التَّلْخِيص عَن مُحَمَّد بن سِيرِين رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ﴾ قَالَ: لَا أعلم أغري بهم حَتَّى مَاتَ
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ

صفحة رقم 663

لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿لنغرينك بهم﴾ قَالَ: لنولعنك قَالَ الْحَارِث بن حلزة: لَا تخلنا على غرائك انا قَلما قد رشى بِنَا الْأَعْدَاء

صفحة رقم 664
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية