آيات من القرآن الكريم

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ

(ويوم تقوم) أي: توجد وتحصل (الساعة) أي: القيامة، وهي النفخة الثانية، وسميت ساعة لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا، أو لأنها تقع بغتة (يقسم المجرمون) أي: يحلف المشركون والكافرون المنكرون للبعث بأنهم (ما لبثوا) في الدنيا، قاله الخطيب، والكشاف، والقاضي (١) أو في قبورهم، قاله مقاتل والكلبي.
(غير ساعة) فيمكن أن يكونوا استقلوا مدة لبثهم، واستقر ذلك في أذهانهم، فحلفوا عليه، وهم يظنون أن حلفهم مطابق للواقع، وقال ابن قتيبة: إنهم كذبوا في هذا الوقت، كما كانوا يكذبون من قبل، وهذا هو الظاهر لأنهم إن أرادوا لبثهم في الدنيا، فقد علم كل واحد منهم مقداره، وإن أرادوا لبثهم في القبور فقد حلفوا على جهالة أن؟ كانوا لا يعرفون الأوقات في البرزخ.
(كذلك) الصرف (كانوا يؤفكون) أي: يصرفون ويقولون: ما هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، يقال: أفك الرجل إذا صرف عن الصدق والحق. وقيل: المراد يصرفون عن الحق، وقيل: عن الخير، والأول أولى، وهو دليل على أن حلفهم كذب.
_________
(١) يعني بالقاضي الإمام الجهبذ أبو بكر بن العربي في كتابه " أحكام القرآن ".

صفحة رقم 267
فتح البيان في مقاصد القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي
راجعه
عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
الناشر
المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر
سنة النشر
1412
عدد الأجزاء
15
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية