آيات من القرآن الكريم

وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا
ﯩﯪﯫﯬﯭ ﯯﯰ ﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼ ﯾﯿ ﰁﰂﰃﰄ ﰆﰇﰈﰉﰊ

قَالَ تَعَالَى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَزِيرًا) : الْوَاوُ أَصْلٌ، لِأَنَّهُ مِنَ الْوِزْرِ وَالْمُوَازَرَةِ.
وَقِيلَ: هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ ; لِأَنَّ الْوَزِيرَ يَشُدُّ أَزْرَ الْمُوَازِرِ، وَهُوَ قَلِيلٌ. وَفَعِيلٌ هُنَا بِمَعْنَى الْفَاعِلِ، كَالْعَشِيرِ وَالْخَلِيطِ.
وَفِي مَفْعُولَيْ «اجْعَلْ» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; أَحَدُهَا: أَنَّهُمَا «وَزِيرًا، وَهَارُونَ»، وَلَكِنْ قُدِّمَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي ; فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ «لِي» بِاجْعَلْ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ وَزِيرٍ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ «وَزِيرًا» مَفْعُولًا أَوَّلَ، وَ «لِي» الثَّانِي ; وَ «هَارُونَ» بَدَلٌ، أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ
وَ
«أَخِي» كَذَلِكَ. وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي «مِنْ أَهْلِي» وَ «لِي» تَبْيِينٌ ; مِثْلَ قَوْلِهِ: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) وَ «هَارُونَ أَخِي» عَلَى مَا تَقَدَّمَ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ (هَارُونَ) بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ; أَيِ اضْمُمْ إِلَيَّ هَارُونَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: (اشْدُدْ) : يُقْرَأُ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ. (وَأَشْرِكْهُ) - بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَجَزْمِهَا عَلَى جَوَابِ الدُّعَاءِ، وَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى مُوسَى، وَيُقْرَآنِ عَلَى لَفْظِ الْأَمْرِ.
قَالَ تَعَالَى: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (٣٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَثِيرًا) : أَيْ تَسْبِيحًا كَثِيرًا، أَوْ وَقْتًا كَثِيرًا.
قَالَ تَعَالَى: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (٣٦)). وَالسُّؤَالُ وَالسُّؤْلُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، مِثْلَ الْأُكْلِ بِمَعْنَى الْمَأْكُولِ.

صفحة رقم 890
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
عدد الأجزاء
1