
﴿واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون إنه طغى قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا﴾ قوله عز وجل: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: إلى عضدك، قاله مجاهد. الثاني: إلى جيبك. الثالث: إلى جنبك فعبر عن الجنب بالجناح لأنه مائل في محل الجناح. قوله عز وجل: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: لحفظ مناجاته. الثاني: لتبليغ رسالته. ﴿وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: ما لا يطيق. الثاني: في معونتي بالقيام على ما حملتني. ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنها عقدة كانت بلسانه من الجمرة التي ألقاها بفيه في صغر عند فرعون.
صفحة رقم 400
الثاني: عقدة كانت بلسانه عند مناجاته لربه، حتى لا يكلم غيره إلا بإذنه. الثالث: استحيائه من الله من كلام غيره بعد مناجاته. ﴿يَفْقَهُواْ قَوْلِي﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: ببيان كلامه. الثاني: بتصديقه على قوله. ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي﴾ وإنما سأل الله أن يجعل له وزيراً إلا أنه لم يرد أن يكون مقصوراً على الوزارة حتى يكون شريكاً في النبوة، ولولا ذلك لجاز أن يستوزره من غير مسألة. ﴿هَارُونَ أَخِي اشدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن الأزر: الظهر في موضع الحقوين ومعناه فقوّ به نفسي. قال أبو طالب:
(أليس أبونا هاشمٌ شد أزره | وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب) |
(شددت به أزري وأيقنت أنه | أخ الفقر من ضاقت عليه مذاهبه) |