آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا
ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ

بأن يسأل الله تعالى زيادة علم، والمعنى: علمني ما لا أعلمه (١).
وقيل معناه: (زدني علمًا بالقرآن ومعانيه) (٢). وهذا موافق للتفسير الأول في الآية.
١١٥ - قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ﴾ أي: أمرناه وأوصينا إليه. قال الكلبي والسدي: (عهدنا إليه ألا يأكل من الشجرة) (٣).
وقال ابن عباس: (ألا يقرب الشجرة) (٤). ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ قال الكلبي: (من قبل أن يأكل من الشجرة) (٥). وقال غيره: (من قبل هؤلاء الذين فقضوا عهدي وتركوا الإيمان بي) (٦). وهم الذين ذكرهم في قوله: {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ

(١) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٥، "النكت والعيون" ٣/ ٤٢٩، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٧، "الكشاف" ٢/ ٥٥٥.
(٢) "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب، "النكت والعيون" ٣/ ٤٢٩، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٧.
(٣) ذكره "زاد المسير" ٥/ ٣٢٧ بدون نسبة.
(٤) "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٣، "التفسير الكبير" ٢٢/ ١٢٤.
(٥) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٥٤، "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٠٠، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٧، "لجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥١.
(٦) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٠، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٧، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٧، وقال ابن عطية -رحمه الله- في "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٠٠: (وهذا التأويل ضعيف وذلك أن يكون آدم مثالا للكفار الجاحدين بالله ليس بشيء وآدم إنما عصى بتأويل ففي هذا غضاضة عليه وأما الظاهر في هذه الآية إما أن يكون ابتداء قصص لا تعلق له بما قبله وإما أن يجعل تعلقه أنه لما عهد إلى محمد أن لا يعجل القرآن مثل له بنبي قبله عهد إليه فنسي نحوف لتكون أشد في التحذير وأبلغ في العهد إلى محمد).

صفحة رقم 542

الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [طه: ١١٣] والمعنى: أنهم نقضوا العهد، فإن آدم أيضًا عهدنا إليه ﴿فَنَسِيَ﴾ قال ابن عباس: (فترك عهدي) (١). وقال مجاهد: (ترك ما أمر به) (٢).
وقال السدي: (ترك عهدنا) (٣).
وقال أبو إسحاق: (﴿فَنَسِيَ﴾ هاهنا فترك؛ لأن الناسي لا يؤاخذ بنسيانه) (٤). هذا قول الجميع في أن نسي هاهنا: ترك. وحمل ابن زيد النسيان هاهنا على الذي هو ضد الذكر (٥). ولا يصح هذا؛ لأن الناسي لا يؤاخذ بنسيانه، ولأن إبليس حين استغواهما ذكرهما النهي فقال: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا﴾ [الأعراف: ٢٠].
وقوله تعالى: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ معنى العزم: عقد القلب على أمر يفعله، وهو توطين النفس على الفعل، هذا معناه في اللغة (٦).
قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد صبرًا عن أكل الشجرة) (٧).

(١) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٥، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٧.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٥، "النكت والعيون" ٣/ ٤٣٠، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥١، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٥.
(٣) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٠، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب، "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٥٠، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٧، "زاد المسير" ٥/ ٣٢٨، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٥.
(٤) "معاني القرآن للزجاج" ٣/ ٣٧٨.
(٥) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢١، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥١.
(٦) انظر (عزم): "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٢٥، "القاموس المحيط" ٤/ ١٤٩، "الصحاح" ٥/ ١٩٨٥، "لسان العرب" ٥/ ٢٩٣٢، "المفردات في غريب القرآن" ٣٣٤.
(٧) "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥٠، "روح المعاني" ١٦/ ٢٦٩.

صفحة رقم 543
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية