آيات من القرآن الكريم

إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ

(فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا... (١٠)
أي اثبتوا في أماكنكم، (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا)، أي رأيتها واستأنست بها في وحشة ذلك الظلام الحالك وذلك الليل البهيم (لَّعَلِّي آتِيكُم) في مكثكم وسعيي لها (بِقَبَسٍ) أي جذوة أو شعلة تصطلون بها من قركم وتشعلون بها مشعلا يضيء لكم، ويكشف لكم الظلمة الحالكة (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) (عَلَى) بمعنى " عند "، والمعنى أو أجد عند النار هدى أعلم معالم الطريق، ونسير على هدى هذه النار، وهناك من قال: إن الهدى هو الهداية، لأن طالب الحق يكون في شاغل من أمره بطلب الهداية، وخصوصا مثل الكليم الذي ثار على ظلم فرعون. ولقد ذكرت القصة في سورة القصص بتفصيل في ذلك، فقد جاء في سورة القصص (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩)، وهذه مشاق تحملها موسى كليم الله تعالى، وقد تربى منعما مرفها في بيت فرعون، ولكنه آثر حياة الجد على حياة اللهو والترف فلم يُرِد أن يكون من المترفين فكان من النبيين.

صفحة رقم 4708

ذهب عليه السلام إلى النار فلم يجد الهداية إلى الطريق الحسي، ولا الخبر الذي يتعلق بعيشه في هذه الأرض، بل وجد الطريق إلى الهداية والحق، وجد ربه:

صفحة رقم 4709
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية