
تفسير سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿طه﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: (يا رجل، يريد محمدً -صلى الله عليه وسلم- (١). وهو قول الحسن، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة، وابن أبي نجيح عن مجاهد، والكلبي (٢).قال عكرمة: (هي بلسان الحبشة) (٣).
وقال سعيد بن جبير والضحاك: (بالنبطية) (٤).
وقال قتادة: (بالسريانية) (٥).
(٢) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ١٤، "جامع البيان" ١٦/ ١٣٥، "الكشف والبيان" ٣/ ١٤ ب، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٥٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ١٦٦.
(٣) "زاد المسير" ٥/ ٣٦٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٧، "التفسير الكبير" ٢٢/ ٣.
(٤) "جامع البيان" ١٦/ ١٣٥، "النكت والعيون" ٣/ ٣٩٢، "زاد المسير" ٥/ ٣٦٩، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٥٧، "الدرر المنثور" ٤/ ٥١٧.
(٥) "جامع البيان" ١٦/ ١٣٥، "معالم التنزيل" ٥/ ١٣٥، "زاد المسير" ٥/ ٣٦٩، "التفسير الكبير" ٣/ ١٥٧.

وقال الكلبي: (هي بلغة عك) (١) (٢).
وأنشد لشاعرهم (٣):
إِنَّ السّفَاهَة طَه من خَلائِقكُم | لاَ قَدسَ اللهُ أروَاحَ المَلاَعين |
وروى خصيف عن مجاهد قال: (هي من فواتح السور) (٥). وهو اختيار أبي إسحاق (٦).
وقال ابن عباس في رواية الوالبي: (هو قسم أقسم الله به) (٧). وهذا القول اختيار صاحب النظم (٨).
(٢) "النكت والعيون" ٣/ ٣٩٢، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٦٢، "القرطبي" ١١/ ١٦٥، "البحر المحيط" ٦/ ٢٢٤.
(٣) البيت ليزيد بن المهلهل. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ١٣٧، "النكت والعيون" ٣/ ٣٩٢، "المحرر الوجيز" ١٠/ ٢، "الكشاف" ٢/ ٥٢٨، ، "القرطبي" ١١/ ١٦٦، "البحر المحيط" ٦/ ٢٢٤، "أضواء البيان" ٤/ ٣٩٩، "مجمع البيان" ٧/ ٥.
(٤) "الكشف والبيان" ٣/ ١٤ ب، "ابن كثير" ٣/ ١٥٧، "للقرطبي" ١١/ ١٦٦.
(٥) "بحر العلوم" ٢/ ٣٣٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٧، "تفسير سفيان الثوري" ١٩٢.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٩.
(٧) "جامع البيان" ١٦/ ١٣٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣٩٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٧٠، القرطبي "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٧.
(٨) ذكرته كتب التفسير بلا نسبة. انظر: "النكت والعيون" ٣/ ٣٩٣، "زاد المسير" ٥/ ٢٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٦.

وفسر القرظي هذا القسم فقال: (أقسم الله عز وجل بَطوْلِه وهدايته) (١).
وقال مقاتل بن حيان: (معناه: طاء الأرض بقدميك، يريد به التهجد) (٢). ومال قوم إلى هذا التفسير، واحتجوا بما بعده، وبما ذكر في سبب النزول وهو: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ابتداء الوحي ربما علق إحدى رجليه في الصلاة تخشعًا وشكرًا، فقيل له: طأها. أي: طاء الأرض برجلك وضعها عليها) (٣). وقالوا: أصله طأها من (٤) وطئ الأرض، والهاء كناية عن الأرض ثم لينت الهمزة فقيل: طه.
قال صاحب النظم: (ولو كان الأمر على ما ذهبوا إليه لما كتبت حرفين، ووجه الكتب أربعة أحرف، كمن تكتب الكلام المؤلف) (٥).
وروى الفراء بإسناده: (أن رجلاً قرأ على ابن مسعود: ﴿طه﴾ بالكسر. فقال له الرجل: يا أبا عبد الرحمن أليس إنما أمر أن يطأ قدمه؟ فقال له عبد الله: ﴿طه﴾ هكذا أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (٦) (٧).
(٢) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٦٢، "زاد المسير" ٥/ ٢٧٠، "الكشف والبيان" ٣/ ١٤/ ب.
(٣) "بحر العلوم" ٢/ ٣٣٦، "المحرر الوجيز" ١٠/ ٢ بدون نسبة، ، "الكشاف" ٢/ ٥٢٨، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٥٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٧.
(٤) في نسخة (س): أمر.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٧٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٦٨، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٧.
(٧) اختلف العلماء في الحروف الهجائية في فواتح السور وما المراد بها إلى أقوال كثيرة. والصواب -والله أعلم- أن علمها إلى الله عز وجل، وهذا ما ذهب إليه أكثر المحققين من المفسرين. قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" ١/ ٩٣: (والصواب =

فلو كان المعنى كما ذهبوا إليه ما أنكر ابن مسعود قراءة من قرأ: ﴿طه﴾ بإسكان الهاء (١). وأصله: طأ بالهمز فأبدلت منها الهاء، كما قالوا: هياك وهرقت، في إياك، وأرقت، ويجوز أن يكون الأصل طا من وطي على ترك الهمز، ثم أثبتت الهاء فيها للوقف، والوجهان ذكرهما أبو إسحاق (٢). وهذه قراءة شاذة لا يقرأ بها.
وذهب بعض العلماء إلى أن هذه الحروف إنما ذكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
وقال الشوكاني -رحمه الله- في "فتح القدير" ٣/ ٤٦٤: (وكما وقع الخلاف في هذا وأمثاله بين الصحابة وقع بين من بعدهم، ولي يصح مرفوعًا في ذلك شيء، ومن روي عنه من الصحابة في ذلك شيء فقد روي عن غيره ما يخالفه، وقد يروى عن الصحابي نفسه التفاسير المتخالفة المتناقضة في هذه الفواتح، فلا يقوم شيء من ذلك حجة، بل الحق الوقف ورد العلم في مثلها إلى الله سبحانه).
وقال الدكتور محمد صالح في كتابه "تفسير سورة الرعد" ص ٤٣ بعد أن ذكر بعض الأقوال: (ولكن الأقوال المحكية، والنقول المروية لا تصح نقلاً، ولا تسلم عقلاً، فالله أعلم بحقيقة المراد).
انظر "المحرر الوجيز" ١/ ١٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ١٥٤، "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٨، "التفسير الكبير" ٢/ ٥، "التحرير والتنوير" ١/ ٢٠٦، أضواء البيان ٤/ ٣٩٩، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة ٢٩٩.
(١) قراء الحسن: (طه) بسكون الهاء من غير ألف قبلها. انظر: "القراءات الشاذة" للقاضي ص ٦٦، "إتخاف فضلاء البشر" ص ٣٠١.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٩.