آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ

قَوْله تَعَالَى: وَلَقَد علمْتُم الَّذين اعتدوا مِنْكُم فِي السبت فَقُلْنَا لَهُم كونُوا قردة خَاسِئِينَ فجعلنها نكالاً لما بَين يَديهَا وَمَا خلفهَا وموعظة لِلْمُتقين
أخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس ﴿وَلَقَد علمْتُم﴾ قَالَ: عَرَفْتُمْ وَهَذَا تحذير لَهُم من الْمعْصِيَة يَقُول: احذورا أَن يُصِيبكُم مَا أصَاب أَصْحَاب السبت إِذْ عصوني اعتدوا يَقُول: اجترؤوا فِي السبت بصيد السّمك فَقُلْنَا لَهُم ﴿كونُوا قردة خَاسِئِينَ﴾ فمسخهم الله قردة بمعصيتهم وَلم يَعش مسخ فَوق ثَلَاثَة أَيَّام وَلم يَأْكُل وَلم يشرب وَلم ينسل

صفحة رقم 184

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِنَّمَا كَانَ الَّذين اعتدوا فِي السبت فَجعلُوا قردة فواقاً ثمَّ هَلَكُوا مَا كَانَ للمسخ نسل
وَأخرج ابْن الْمُنْذر من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: القردة والخنازير من نسل الَّذين مسخوا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الْحسن قَالَ: انْقَطع ذَلِك النَّسْل
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم فِي قَوْله ﴿فَقُلْنَا لَهُم كونُوا قردة خَاسِئِينَ﴾ قَالَ: مسخت قُلُوبهم وَلم يمخوا قردة وَإِنَّمَا هُوَ مثل ضربه الله لَهُم مثل الْحمار يحمل أسفاراً
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي الْآيَة قَالَ: أحلّت لَهُم الْحيتَان وَحرمت عَلَيْهِم يَوْم السبت ليعلم من يطيعه مِمَّن يعصيه فَكَانَ الْقَوْم فيهم ثَلَاثَة أَصْنَاف وَأما صنف فَأمْسك وَنهى عَن الْمعْصِيَة وَأما صنف فَأمْسك عَن حُرْمَة الله وَأما صنف فانتهك الْمعْصِيَة ومرن على الْمعْصِيَة فَلَمَّا أَبَوا إِلَّا عتواً عَمَّا نَهَاهُم الله عَنهُ ﴿قُلْنَا لَهُم كونُوا قردة خَاسِئِينَ﴾ وَصَارَ الْقَوْم قردوا تعاوى لَهَا الذئاب بعد مَا كَانُوا رجَالًا وَنسَاء
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿خَاسِئِينَ﴾ قَالَ: ذليلين
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿خَاسِئِينَ﴾ قَالَ: صاغرين
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد
مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿فجعلناها نكالاً لما بَين يَديهَا﴾ من الذُّنُوب ﴿وَمَا خلفهَا﴾ من الْقرى ﴿وموعظة لِلْمُتقين﴾ الَّذين من بعدهمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس ﴿فجعلناها﴾ يَعْنِي الْحيتَان ﴿نكالاً لما بَين يَديهَا وَمَا خلفهَا﴾ من الذُّنُوب الَّتِي عمِلُوا قبل وَبعد
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس ﴿فجعلناها﴾ قَالَ: فَجعلنَا تِلْكَ الْعقُوبَة وَهِي المسخة ﴿نكالاً﴾ عُقُوبَة ﴿لما بَين يَديهَا﴾ يَقُول: ليحذر من بعدهمْ عقوبتي ﴿وَمَا خلفهَا﴾ يَقُول: للَّذين بقوا مَعَهم ﴿وموعظة﴾ تذكرة وعبرة لِلْمُتقين
وَأخرج عبد بن حميد عَن سُفْيَان فِي قَوْله ﴿نكالاً لما بَين يَديهَا وَمَا خلفهَا﴾ قَالَ: من الذُّنُوب ﴿وموعظة لِلْمُتقين﴾ قَالَ: لأمة مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام

صفحة رقم 185
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية