
كما جاء الإعراض في الإقبال بعرض الوجه.
١١١ هُوداً: يهودا، أسقطت الياء الزائدة «١»، أو جمع هائد، كحول وحائل «٢» [والحايل ولد الناقة] «٣».
١١٢ بَلى مَنْ أَسْلَمَ: «بلى» جواب جحد أو استفهام مقدّر، كأنه قيل:
ما يدخل الجنّة أحد، فيقال: بَلى مَنْ أَسْلَمَ، أو قيل: أما يدخل الجنّة أحد؟.
وأَسْلَمَ: أخلص «٤» كقوله تعالى «٥» : وَرَجُلًا سَلَماً.
وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ مع قوله: فَلَهُ أَجْرُهُ: ليعلم أنهم على يقين لا على رجاء يخاف معه.
١١٧ بَدِيعُ السَّماواتِ: أبلغ من مبدعها لأنه صفة يستحقها في غير حال الفعل على معنى القدرة على الإبداع «٦».
ونقل مكي في مشكل إعراب القرآن: ١٠٩ هذا القول عن الفراء، وقال: «ولا قياس يعضد هذا القول».
وقال العكبري في التبيان: ١/ ١٠٥: «وهو بعيد جدا».
(٢) في اللسان: ٣/ ٤٣٩: «الهود: التوبة، هاد يهود هودا وتهوّد: تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد. وقوم هود. مثل حائك وحوك وبازل وبزل».
وانظر معاني الفراء: ١/ ٧٣، وتفسير الطبري: ٢/ ٥٠٧، ومعاني الزجاج: ١/ ١٩٤.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) ينظر تفسير الطبريّ: ٢/ ٥١٠، وتفسير البغوي: ١/ ١٠٦، وزاد المسير: ١/ ١٣٣، وتفسير القرطبي: ٢/ ٧٥، والبحر المحيط: ١/ ٣٥٢.
(٥) سورة الزمر: آية: ٢٩.
والقراءة التي أوردها المؤلف لابن كثير وأبي عمرو من القراء السبعة، ونسبت أيضا إلى ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد، والحسن، وعكرمة، وقتادة، والزهري رضي الله عنهم أجمعين.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٥٦٢، والتبصرة لمكي: ٣١٤، وتفسير الفخر الرازي:
٢٦/ ٢٧٧، والبحر المحيط: ٧/ ٤٢٤، ومعجم القراءات: (٦/ ١٥، ١٦).
(٦) تفسير الفخر الرازي: ٤/ ٢٧.
وانظر تهذيب اللغة: ٢/ ٢٤١، واللسان: (٨/ ٦، ٧) (بدع).

١١٥ فَأَيْنَما تُوَلُّوا: في سفر، صلّوا بالتحري في ليلة مظلمة لغير القبلة «١».
وقيل «٢» : في صلاة السّفر راكبا، وصلاة الخوف إذا تزاحفوا وتسابقوا «٣».
فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ: أي: الاتجاه إلى الله، أي: وجه عبادة الله.
١١٦ قانِتُونَ: دائمون تحت تدبيره وتقديره.
١١٧ فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ: يجوز حقيقة أمر، وأنّ ما يحدثه الله عن إبداع واختراع، أو يخلقه على توليد وترتيب بأمره «٤» وقوله: كُنْ، ويكون «٥» ذلك علامة يعرفها «٦» الملائكة أنّ عندها يحدث خلقا، ويجوز مثلا، أي يطيع الكون لأمره في الحال كالشيء الذي يقال له: كن فيكون، إذ معنى «كن» الخبر، وإن كان اللّفظ أمرا وليس [فيكون] «٧» بجواب أمر لأن جواب الأمر غير الأمر كقولك:
[١٠/ أ] زرني/ فأكرمك.
وكن فيكون واحد لأن الكون الموجود هو الكون المأمور. والكسائي «٨»
(٢) أخرج الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ٤٨٦، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب «جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت»، عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه. قال: وفيه نزلت: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ.
وأخرج نحوه الإمام أحمد في مسنده: ٦/ ٣٢٤، والطبريّ في تفسيره: ٢/ ٥٣٠.
(٣) تفسير الطبري: ٢/ ٥٣٠، وأسباب النزول للواحدي: ٧٣.
(٤) في «ج» : فبأمره.
(٥) في «ج» : ليكون.
(٦) في «ج» : تعرّف بها الملائكة.
(٧) عن نسخة «ج».
(٨) هو علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي، الكوفي، الإمام اللّغوي النحوي المشهور، وأحد القراء السبعة.
إنباه الرواة: ٢/ ٢٥٦، إشارة التعيين: ٢١٧، غاية النهاية: ١/ ٥٣٥. [.....]