آيات من القرآن الكريم

كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ

كلا كلمة ردع وزجر لم ترد في النصف الأول من القرآن.
سنكتب ما يقول ونجازيه عليه، ونمد له من العذاب مدا مكان ما يطلبه من المدد بالمال والولد جزاء عمله.
ونرثه جزاء ما يقول ويعمل فهو يستحقه استحقاق الوارث لمال الموروث وسيأتينا فردا خاليا من كل شيء لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ [سورة الأنعام آية ٩٤].
هؤلاء هم المشركون [سورة مريم (١٩) : الآيات ٨١ الى ٨٧]
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥)
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧)
المفردات:
عِزًّا أنصارا وأعوانا لهم ضِدًّا أعداء لهم أَزًّا الأز والهز والاستفزاز كلها تفيد التحريك والتهيج والإزعاج وَفْداً جمع وافد كصحب جمع صاحب والوافد من خرج في أمر خطير أو لمقابلة ملك أو أمير وِرْداً الورد القوم يردون الماء وهم عطشى، والمراد أنهم حفاة عطاش كالإبل والورد نفس الماء.

صفحة رقم 470

المعنى:
ويقول- سبحانه وتعالى- عجبا لمن كفر بآيات الله يتمنى عليه الأمانى ويتألى على الله- سبحانه- قد كفروا واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم أنصارا يوم القيامة وأعوانا، يشفعون لهم ويقربونهم زلفى إلى الله.
كلا!! سيكفرون بعبادتهم، ويتخلون من كفرهم ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ «١» وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ [سورة النحل آية ٨٦].
ويجوز أن يكون المعنى كلا سيكفرون بعبادة الآلهة وينكرون ذلك ويقولون كذبا وبهتانا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ «٢» ويكونون عليهم أضداد وأعداء لأنهم حصب جهنم التي فيها يعذب الكفار.
لا تعجب يا محمد من أولئك الكفرة العتاة القساة المغرورين بالمال والولد، لا تعجب من فعلهم.. ألم تر أنا أرسلنا الشياطين عليهم؟ وخلينا بينهم وبينهم؟ ولو شاء ربك ما فعلوا وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ «٣» إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ «٤» وإذا كان ذلك كذلك فلا تعجل لهم، ولا تستعجل عذابهم فليس بينك وبين عذابهم إلا أيام محصورة، وساعات معدودة، وكل آت قريب.
واذكر يوم حشر المتقين وتجمعهم إلى الرحمن وافدين ويساق المجرمون إلى جهنم وردا عطاشا حفاة عراة أفرادا أو جماعات وانظر إلى تكريم المتقين حيث يحشرون وفودا مكرمة مطهرة مشرقة وإلى المجرمين وهم يساقون كالأنعام إلى الماء عطاشا حفاة وهناك يساقون إلى جهنم وبئس القرار.
لا يملك أحد الشفاعة من مؤمن وكفار إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، وهم الذين عهد لهم ربهم بهذا، أما الآلهة التي يظنون أنها عزهم، وأنها ستشفع لهم فتلك أمان باطلة، وحجة واهية، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فكيف يكونون مع غيرهم؟!!

(١) القصص الآية ٦٣.
(٢) الأنعام الآية ٢٣.
(٣) الإسراء الآية ٦٤.
(٤) الحجر الآية ٤٢.

صفحة رقم 471
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية