آيات من القرآن الكريم

۞ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا
ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ

أن نقول أين هذا السد الآن وأين مكانه؟ فتلك أزمان بعيدة موغلة في البعد وقد قال الله فإذا جاء وعد ربي جعله أرضا مستوية فعدم وجوده دليل على أن الوعد جاء، ولم يعد للسد وجود، والله أعلم بكتابه.
عاقبة الكفر يوم القيامة [سورة الكهف (١٨) : الآيات ٩٩ الى ١٠٦]
وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (١٠٢) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤) أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦)
المفردات:
يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ماج الناس إذا دخل بعضهم في بعض حيارى كموج البحر والمراد أنهم يضطربون ويختلطون فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي غطاء الشيء ما يستره من جميع جوانبه، والمراد بذكر الله آياته الكونية والقرآنية وذكرها تدبرها وتفهم معانيها نُزُلًا جعلنا جهنم لهم مهيأة كالنزل الذي يعد ويهيأ للضيف فَحَبِطَتْ أصل الحبوط انتفاخ بطن الدابة عند تغذيتها بنوع سام في الكلأ ثم هلاكها وما أشبه العمل

صفحة رقم 438

الضار الذي ينفخ صاحبه ثم يهلك به بالحبوط وَزْناً المراد لا نعبأ بهم، ولا يكون لهم عندنا قدرة.
وهذا رجوع إلى الأساس الأول في السورة وهو إثبات البعث.
المعنى:
يقول الحق- تبارك وتعالى-: وتركنا عبادنا يوم يأتيهم وعدنا الذي وعدناهم بأنا ندك الجبال دكا، وننسفها عن الأرض نسفا، فنذرها قاعا صفصفا تركناهم يومئذ يموج بعضهم في بعض كموج البحر مضطربين مختلطين، وذلك في أول أيام القيامة، ونفخ في الصور النفخة الأولى فصعق من في السموات والأرض أى: مات وهلك حتى الملك الذي نفخ فيه ثم نفخ فيه أخرى- وهي المراد هنا- فإذا هم قيام ينظرون ماذا يحل بهم بدليل قوله- تعالى- فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً فإن الفاء تشعر بذلك والمعنى:
جمعنا الخلائق بعد تلاشى أبدانهم ومصيرها ترابا جمعا تاما على أكمل صفة وأبدع هيئة.
وعرضنا جهنم يومئذ على الكافرين عرضا، لا يكون ذلك إلا بإبرازها وإظهارها حتى يشاهدوها، وما فيها، وفي هذا تنكيل بهم، وإيلام لهم، وأى إيلام؟
هم الكافرون الذين كانت أعينهم القلبية في غطاء وساتر عن آياتي التي يشاهدها من له عقل رشيد، وقلب سليم فيذكر الله بالتوحيد والتمجيد، وآيات الله تشمل آياته الكونية والقرآنية.
وكانوا لا يستطيعون سمعا لكلام الله، وكلام رسوله وصدق الله، فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ.
أكفروا فحسبوا أن يتخذوا عبادي كالملائكة وبعض الخلق من دوني أولياء؟ فظنوا أنهم ينتفعون بما عبدوه مع إعراضهم عن تدبير آيات الله، وتعاميهم عن قبول الحق؟! أكافيهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء؟! لا يكفيهم هذا ولن ينفعهم كما ظنوا، ولا غرابة في ذلك لأن الله أعد جهنم للكافرين وهيأها لهم كما يهيأ المنزل للضيف، وفي هذا استهزاء بهم وأى استهزاء؟

صفحة رقم 439
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية