
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا) هي فاء العطف التي للتعقيب والترتيب، أي أنه عقب الوصول إلى الصخرة وجدا عبدا من عبادنا، وجعل سبحانه اللقاء مع موسى وغلامه لتسوية الصحبة وإعطاء الغلام حقه من
صفحة رقم 4558
الكرامة، ووصف اللَّه العبد الصالح قال: (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) الرحمة النعمة، والرحمة بالناس إذ يفعل ما يكون فيه صالحهم قابلا، وإن لم يعلموه عاجلا، والعلم الذي من لدن اللَّه تعالى العلم بعواقب الأمور، بالإدراك الباطني، وقد وازن بعض المفسرين بين علم موسى، وعلم العبد الصالح الخضر، فقال: علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه لَا تعطى ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها، وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم.
والحق أنه يضاف إلى ذلك أن علم الخضر علم الأسباب في بواعثها، وعلم موسى علم الأسباب في واقعها، كما سنرى ذلك في المجاوبة التي كانت بينهما.
طلب موسى - عليه السلام - من أن يأذن له باتباعه، فقال: