آيات من القرآن الكريم

إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ

وقال أبو إسحاق: (أي إن ظهر عليه فلا يوقعن إخوانه فيما يقع فيه) (١). وهذا خلاف ما ورد في التفسير، فقد ذكر السدي وغيره: (أن الرسول خرج من عندهم وقد أخذ عليه المواثيق، لئن أخذت لتدلن علينا ولا تستأثر بالشهادة) (٢)؛ وهذا أليق بحالهم مما ذكره أبو إسحاق. والمعنى ما قاله ابن عباس، أنه لا يتولى إعلام أحد، ثم إن عرف واحد دل على أصحابه ليشاركوه في الشهادة.
٢٠ - قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ﴾، أي: يطلعوا ويشرفوا على مكانكم أو على أنفسكم، من قولهم: ظهرت على فلان إذا علوته، وظهرت على السطح إذا صرت فوقه، ومنه قوله: ﴿فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ [الصف: ١٤]، أي: عالين (٣) غالبين، وكذلك قوله: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [التوبة: ٣٣]، أي: ليعليه، وقد مر.
وقوله تعالى: ﴿يَرْجُمُوكُمْ﴾ قال ابن عباس: (يقتلوكم) (٤). والرجم بمعنى القتل قد ورد كثيرًا في التنزيل كقوله: ﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾ [هود: ٩١] وقوله: ﴿لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ [مريم: ٤٦] وقوله: ﴿أَنْ تَرْجُمُونِ﴾ [الدخان: ٢٠]، وأصله: الرمي.
قال أبو إسحاق: (أي يقتلوكم بالرجم، والرجم من أخبث القتل) (٥).

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٦.
(٢) ذكر نحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٩ أ.
(٣) قوله: (عالين) ساقطة من نسخة (س).
(٤) ذكره "النكت والعيون" بدون نسبة ٣/ ٢٩٥، وكذلك "معالم التنزيل" ٥/ ١٦٠ بدون نسبة، و"زاد المسير" ٥/ ١٢٢، و"التفسير الكبير" ١١/ ١٠٣.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٦.

صفحة رقم 569
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية