أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ من غير مادة مع عظمهم قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ فى الصغر على ان المثل مقحم والمراد بالخلق الاعادة قال الكاشفى [مثل تعبير از نفس شىء كنند چنانكه مثلك لا يفعل كذا اى أنت] وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَيْبَ فِيهِ عطف على أو لم يروا فانه فى قوة قد رأوا والمعنى قد علموا ان من قدر على خلق السموات والأرض فهو قادر على خلق أمثالهم من الانس وجعل لهم ولبعثهم أجلا محققا لا ريب فيه هو يوم القيامة قال الكاشفى [بدرستى كه خداى تعالى مقرر كرده است براى فناى ايشان مدتى كه هيچ شك نيست در ان وآن زمان مركست يا بجهت اعاده ايشان اجلى نهاده كه قيامتست] فَأَبَى الظَّالِمُونَ فامتنعوا من الانقياد للحق ولم يرضوا إِلَّا كُفُوراً جحودا به قُلْ [بگو كافرانرا] لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي خزائن رزقه التي أفاضها على كافة الموجودات وأنتم مرتفع بفعل يفسره المذكور لا مبتدأ لانها لا تدخل الا على الفعل والأصل لو تملكون أنتم تملكون إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ لبخلتم من قولك للبخيل ممسك فلا يقدر له مفعول خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ مخافة عاقبته وهو النفاد وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً يقال قتر ضيق. والمعنى كان ضيقا مبالغا فى البخل لان مبنى امره على الحاجة والضنة بما يحتاج اليه وملاحظة العوض فيما يبذل قال رسول الله ﷺ لحى من الأنصار (من سيدكم يا بنى سلمة) قالوا الجد بن قيس على بخل فيه فقال عليه السلام (واى داء أدوى من البخل بل سيدكم عمر بن الجموح) فالبخل والحرص من الصفات المذمومة فلابد من تطهير النفس عنهما وتحليتها بالسخاء والقناعة وترك طول الأمل فان الشيطان يستعبد البخيل ولو كان مطيعا وينأى عن السخي ولو كان فاسقا وجنس الإنسان وان كان قتورا مخلوقا على القبض واليبوسة كالتراب الا ان من افراده خواص متخلقين بصفات الله تعالى ومتحققين باسرار ذاته قال حسان بن ثابت رضى الله عنه فى مدح النبي صلى الله عليه وسلم
له راحة لو ان معشار جودها
على البر كان البر اندى من البحر
الراحة الكف والمعشار بمعنى العشر- روى- ان زين العابدين رضى الله عنه لقيه رجل فسبه فثارت اليه العبيد والموالي فقال لهم زين العابدين مهلا على الرجل ثم اقبل عليه وقال ماستر من أمرنا اكثر ألك حاجة نعينك عليها فاستحيى الرجل فالقى عليه خميصة كانت عليه وهى كساء اسود معلم وامر بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول اشهد انك من أولاد الرسل ولا يتوهم مغرور انهم كانوا اهل دنيا ينفقون منها الأموال انما كانوا اهل سخاء ومروءة كانت تأتيهم الدنيا فيخرجونها فى العاجل وفيهم يصدق قول القائل
وهم ينفقون المال فى أول الغنى
ويستأنفون الصبر فى آخر الفقر
إذا نزل الحي الغريب تقارعوا
عليه فلم تدر المقل من المثرى
: قال الشيخ سعدى قدس سره
اگر كنج قارون بچنك آورى
نماند مكر آنكه بخشى برى
بخيل توانكر بدينار وسيم
طلسمست بالاى كنجى مقيم
صفحة رقم 207
از ان سالها مى بماند زرش
كه لرزد طلسمى چنين بر سرش
بسنك أجل ناكهان بشكنند
بآسودگى كنج قسمت كنند
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ معجزات بَيِّناتٍ واضحات الدلالة على نبوته وصحة ما جاء به من عند الله وهى العصا واليد البيضاء والجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والسنون ونقص الثمرات فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ اى فقلنا له إِذْ جاءَهُمْ سلهم يا موسى من فرعون وقل له أرسل معى بنى إسرائيل اى أولاد يعقوب وقال الكاشفى [پس بپرس اى محمد ز بنى إسرائيل يعنى از علماى ايشان همين آيات را تا صدق قول تو بر مشركان ظاهر كردد] اى ليظهر صدقك حين اختبروك عندهم على وفق ما أخبرتهم إذ جاءهم [چون آمد موسى بر ايشان كه چهـ كذشت ميان وى وفرعون] وفى التأويلات النجمية إذ جاءهم موسى بهذه الآيات هل رأوها واستدلوا بها وآمنوا كاهل الحق ممن جعلهم الله ائمة يهدون بامره وكانوا بآياته يوقنون فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ قال فى الإرشاد الفاء فصيحة اى فاظهر عند فرعون ما آتيناه من الآيات البينات وبلغه ما أرسل به فقال له فرعون إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً سحرت فتخبط عقلك ولذا تتكلم بمثل هذه الكلمات الغير المعقولة وهذا يشبه قوله إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ويجوز ان يكون المسحور للنسبة بمعنى ذى السحر كما قال فى التأويلات النجمية لما كان فرعون من اهل الظن لا من اهل اليقين رآه بنظر الظن الكاذب ساحرا ورأى الآيات سحرا قالَ موسى لَقَدْ عَلِمْتَ [بدرستى كه تو دانسته اى فرعون بدل خود اگر چهـ بزبان تلفظ نكنى] وفى التأويلات النجمية لو نظرت بنظر العقل لعلمت انه ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ يعنى الآيات التي أظهرها إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ خالقهما ومدبرهما بَصائِرَ حال من الآيات اى بينات مكشوفات تبصرك صدقى ولكنك تعاند وتكابر. وبالفارسية [آيتهاى روشن كه هر يك دليلست بر نبوت من] وفى التأويلات النجمية اى ترى بنور البصيرة والعقل انتهى قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر العلم ليس جالبا للسعادة الا من حيث طرده الجهل فلا تحجب بعلمك فان فرعون علم نبوة موسى وإبليس علم حال آدم واليهود علموا نبوة محمد ﷺ وعلى إخوانه وحرموا التوفيق للايمان فاشقاهم زمانا ذلك الاستيقان قال تعالى وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا قال الكمال الخجندي
در علم محققان جدل نيست
از علم مراد جز عمل نيست
وقال الحافظ
نه من زبى عملى در جهان ملولم وبس
ملالت علما هم ز علم بي عملست
وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً مصروفا عن الخير مطبوعا على الشر من قولهم ما ثبرك عن هذا اى ما صرفك او هالكا فان الثبور الهلاك وفى التأويلات النجمية اى بلا بصيرة وعقل والظن ظنان ظن كاذب وظن صادق وكان ظن فرعون كاذبا وظن موسى صادقا فَأَرادَ اى فرعون من نتائج ظنه الكاذب أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ الاستفزاز الإزعاج. والمعنى بالفارسية
صفحة رقم 208