آيات من القرآن الكريم

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ
ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ

﴿ويجعلون لله﴾

صفحة رقم 122

النحل ٦٣ ٦٥ أي يُثْبتون له سبحانه وينسُبون إليه في زعمهم ﴿مَا يَكْرَهُونَ﴾ لأنفسهم مما ذكر وهو تكريرٌ لما سبق تثنيةً للتقريع وتوطئةً لقوله تعالى ﴿وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب﴾ أي يجعلون له تعالى ما يجعلون ومع ذلك تصف ألسنتهم الكذب وهو ﴿أَنَّ لَهُمُ الحسنى﴾ العاقبةَ الحسنى عند الله تعالَى كقولِه وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى وقرئ الكُذُبُ وهو جمع الكَذوب على أنه صفةُ الألسنة ﴿لاَ جَرَمَ﴾ رد لكلامهم ذلك وإثباتٌ لنقيضه أي حقا ﴿أن لهم﴾ مكانه ما أمّلوا من الحسنى ﴿النار﴾ التي ليس وراءَ عذابها عذابٌ وهي عَلَمٌ في السُّوآى ﴿وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ﴾ أي مقدَّمون إليها من أفرطتُه أي قدّمتُه في طلب الماء وقيل مَنْسيّون من أفرطتُ فلاناً خلفي إذا خلفته ونسيته وقرئ بالتشديد وفتح الراء من فرَّطتُه في طلب الماء وبكسر الراء المشددة من التفريط في الطاعات وبكسر المخففة من الإفراط في المعاصي فلا يكونانِ حينئذ من أحوالهم الأخروية كما عطف عليه

صفحة رقم 123
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية