آيات من القرآن الكريم

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ

﴿وَأَقْسَمُواْ بالله﴾ شروع في بيان فنٍ آخرَ من أباطيلهم وهو إنكارهم البعث ﴿جهد أيمانهم﴾ مصدرفي موقع الحال أي جاهدين في أيمانهم ﴿لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ﴾ ولقد رد الله تعالى عليهم أبلغَ ردَ بقوله الحق ﴿بلى﴾ أي بلى يبعثهم ﴿وَعْداً﴾ مصدرٌ مؤكدٌ لما دَلَّ عليه بلى فإن ذلك موعدٌ من الله سبحانه أو المحذوف أي وعَد بذلك وعداً ﴿عَلَيْهِ﴾ صفة لوعد أي وعداً ثابتاً عليه

صفحة رقم 113

النحل ٣٩ ٤٠ إنجازُه لامتناع الخُلفِ في وعدِه أو لأن البعثَ من مقتضيات الحِكمة ﴿حَقّاً﴾ صفةٌ أخرى له أو نُصبَ على المصدريةِ أي حقَّ حقاً ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس﴾ لجهلهم بشئون الله عز شأنه من العلم والقدرةِ والحكمة وغيرِها من صفات الكمالِ وبما يجوز عليه وما لا يجوز وعدمِ وقوفِهم على سرّ التكوين والغايةِ القصوى منه وعلى أن البعثَ مما يقتضيه الحكمةُ التي جرت عادتُه سبحانه بمراعاتها ﴿لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ أنه يبعثهم فيبتون القولَ بعدمه أو أنه وعدٌ عليه حق فيكذبونه قائلين لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وآباؤنا هذا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أساطير الاولين

صفحة رقم 114
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية