آيات من القرآن الكريم

وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ
ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ

واما هى فلتصده عن الخروج والفتح وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ اى اجتذبته من ورائه وخلفه فانشق طولا نصفين وهو القد كما ان الشق عرضا هو القط وَأَلْفَيا وجدا وصادفا سَيِّدَها زوجها وهو قطفير تقول المرأة لزوجها سيدى ولم يقل سيدهما لان ملك يوسف لم يصح فلم يكن له سيدا على الحقيقة لَدَى الْبابِ اى عند الباب البراني مقبلا ليدخل او كان جالسا مع ابن عم لزليخا يقال له يمليحا- روى- عن كعب انه لما هرب يوسف جعل فراش القفل يتناسر ويسقط حتى خرج من الأبواب كما قال المولى الجامى

چوكش اندر دويدن كام تيزش كشاد از هر درى راه كريزش
بهر در كامدى بي در كشايى پريدى قفل جايى پره جايى
زليخا چون بديدان از عقب جست بوى در آخرين دركاه پيوست
پى باز آمدن دامن كشيدش ز سوى پشت پيراهن دريدش
برون رفت از كف آن غم رسيده بسان غنچهـ پيراهن دريده
برون آمد پيش آمد عزيزش كروهى از خواص خانه نيزش
قالَتْ كأنه قيل فماذا كان حين ألفيا العزيز عند الباب فقيل قالت منزهة نفسها ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً من الزنى ونحوه وما نافية اى ليس جزاؤه إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ الا السجن او العذاب الأليم مثل الضرب بالسوط ونحوه او استفهامية اى أي شىء جزاؤه غير ذلك كما تقول من فى الدار الا زيد قال العزيز من أراد باهلى سوأ قالت زليخا كنت نائمة فى الفراش فجاء هذا الغلام العبراني وكشف عن ثيابى وراودنى عن نفسى
چودزدان بر سر بالينم آمد بقصد حرمن نسرينم آمد
خيالش آنكه من از وى نه آگاه بحرم كلستانم آورد راه
بإذن باغبان ناكشته محتاج برد تا سنبل وكل را بتاراج
فالتفت العزيز اليه وقال يا غلام هذا جزائى منك حيث أحسنت إليك وأنت تخزننى
ثمى شايد درين دير پر آفات جز احسان اهل احسان را مكافاة
ز كوى حقكزارى رخت بستى نمك خوردى نمكدانرا شكستى
كأنه قيل فماذا قال يوسف حينئذ فقيل قالَ دفعا عن نفسه وتنزيها لعرضه هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي طالبتنى للمواقعة لا انى أردت بها سوأ كما قالت
زليخا هر چهـ ميكويد دروغست دروغ او چراغ بي فروغست
زن از پهلوى چپ شد آفريده كس از چپ راستى هركز نديده
فقال العزيز ما اقبل قولك الا ببرهان وفى رواية نظر العزيز الى ظاهر قول زليخا وتظلمها فامر بان يسجن يوسف وعند ذلك دعا يوسف بانزال البراءة وكان لزليخا خال له ابن فى المهد ابن ثلاثة أشهر او اربعة أو ستة على اختلاف الروايات فهبط جبريل الى ذلك الطفل وأجلسه فى مهده وقال له اشهد ببراءة يوسف فقام الطفل من المهد وجعل يسعى حتى قام بين يدى العزيز وكان فى حجرانه

صفحة رقم 240

فغان زد كاى عزيز آهسته تر باش ز تعجيل عقوبت بر حذر باش
سزاوار عقوبت نيست يوسف بلطف ومرحمت او ليست يوسف
عزيز از كفتن كودك عجب ماند سخن با او بقانون ادب راند
كه اى ناشسته لب زالايش شير خدايت كرد تلقين حسن تقرير
بگو روشن كه اين آتش كه افروخت كزانم پرده عز وشرف سوخت
كما قال الله تعالى وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها اى ابن خالها الذي كان صبيا فى المهد وانما القى الله الشهادة على لسان من هو من أهلها ليكون أوجب للحجة عليها وأوثق لبراءة يوسف وانفى للتهمة عنه وفى الإرشاد ذكر كونه من أهلها لبيان الواقع إذ لا يختلف الحال فى هذه الصورة بين كون الشاهد من أهلها او من غيرهم واعلم انه تكلم فى المهد جماعة. منهم شاهد يوسف هذا. ومنهم نبينا ﷺ فانه تكلم فى المهد فى أوائل ولادته وأول كلام تكلم به ان قال (الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا). ومنهم عيسى عليه السلام ويأتى تكلمه فى سورة مريم ومنهم مريم. والدة عيسى عليهما السلام. ومنهم يحيى عليه السلام. ومنهم ابراهيم الخليل عليه السلام فانه لما سقط على الأرض استوى قائما على قدميه وقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد الحمد لله الذي هدانا لهذا. ومنهم نوح عليه السلام فانه تكلم عقيب ولادته فان امه ولدته فى غار خوفا على نفسها وعليه فلما وضعته وأرادت الانصراف قالت وا نوحاه فقال لها لا تخافي أحدا علىّ يا امّاه فان الذي خلقنى يحفظنى. ومنهم موسى عليه السلام فانه لما وضعته امه استوى قاعدا وقال يا أماه لا تخافي اى من فرعون ان الله معنا. وتكلم يوسف عليه السلام فى بطن امه فقال انا المفقود والمغيب عن وجه ابى زمانا طويلا فاخبرت امه والده بذلك فقال لها اكتمي أمرك. وأجاب واحد امّه بالتشميت وهو فى بطنها حين عطست وسمع الحاضرون كلهم صوته من جوفها. ومنهم ابن المرأة التي مر عليها بامرأة يقال انها زنت فشهد بالبراءة. ومنهم طفل لذى الأخدود. ومنهم ابن ماشطة بنت فرعون عن ابن الجوزي ان ماشطة بنت فرعون لما أسلمت أخبرت الابنة أباها بإسلامها فامر بإلقائها وإلقاء أولادها فى النقرة المتخذة من النحاس المحماة فلما بلغت النوبة الى آخر ولدها وكان مرضعا قال اصبري يا أماه فانك على الحق. ومنهم مبارك اليمامة قال بعض الصحابة دخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله وسمعت منه عجبا جاءه رجل بصبى يوم ولد وقد لفه فى خرقة فقال النبي عليه السلام (يا غلام من انا) قال الغلام بلسان طلق أنت رسول الله قال (صدقت بارك الله فيك) ثم ان الغلام لم يتكلم بشئ فكنا نسميه مبارك اليمامة وكانت هذه القصة فى حجة الوداع. ومنهم صاحب جريج الراهب وقصته ان جريجا كان يتعبد فى صومعة فقالت بنية من بنى إسرائيل لافتننه فعرضت له نفسها فلم يلتفت إليها فمكنت نفسها من راعى غنم كان يأوى بغنمه الى اصل صومعته فولد غلاما وقالت انه من جريج فضربوه وهدموا صومعته فصلى جريج وانصرف الى الغلام ووضع يده على رأسه فقال بحق الذي خلقك ان تخبرني من أبوك فتكلم بإذن الله تعالى ان ابى فلان الراعي فاعتذروا الى جريج

صفحة رقم 241

وبنوا صومعته. ومنهم ما ذكره الشيخ محيى الدين ابن العربي قدس سره قال قلت لبنتى زينب مرة وهى فى سن الرضاعة قريبا عمرها من سنة ما تقولين فى الرجل يجامع حليلته ولم ينزل فقالت عليه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلك ثم انى فارقت تلك البنت وغبت عنها سنة فى مكة وكنت أذنت لوالدتها فى الحج وجاءت مع الحج الشامي فلما خرجت لملاقاتها رأتنى من فوق الجمل وهى ترضع فقالت قبل ان ترانى أمها هذا ابى وضحكت ورمت نفسها الىّ كما فى انسان العيون إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ الشرطية محكية على ارادة القول كأنه قيل وشهد شاهد من أهلها فقال ان كان قميصه وجمع بين ان الذي هو للاستقبال وبين كان لان المعنى ان يعلم ان قميصه قد من قبل اى من قدام فالشرط وان كان ماضيا بحسب اللفظ لكنه فى تأويل المضارع فان قلت كيف اطلق الشهادة على تقوّل هذه الشرطية مع ان الشهادة فى عرف الشرع عبارة عن الاخبار بثبوت حق الغير على غيره بلفظ اشهد قلت هذه الشرطية تقوم مقام الشرطية وتؤدى مؤداها من حيث ان تقولها ثبت به صدق يوسف وبطل قولها فَصَدَقَتْ اى فقد صدقت زليخا فى قولها وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ فى قوله لانه إذا طلبها دفعته عن نفسها فشقت قميصه من قدام او يسرع خلفها ليدركها فيتعثر بذيله فينشق جيبه وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ من خلف فَكَذَبَتْ فى قولها وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ لانه يدل على انها تبعته فاجتذبت ثوبه فقدته فَلَمَّا رَأى العزيز قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ وعلم براءة يوسف وصدقه كما قال الجامى

عزيز از طفل چون كوش اين سخن كرد روان تفتيش حال پيرهن كرد
چوديد از پس دريده پيرهن را ملامت كرد آن مكاره زن را
قالَ إِنَّهُ اى الأمر الذي وقع فيه التشاجر مِنْ كَيْدِكُنَّ من جنس حيلتكن ومكر كن أيتها النساء لا من غير كن فخجلت زليخا وتعميم الخطاب للتنبيه على ان ذلك خلق لهن عريق إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ فانه الصق واعلق بالقلب وأشد تأثيرا فى النفس اى من كيد الرجال فعظم كيد النساء على هذا بالنسبة الى كيد الرجال ولان الشيطان يوسوس مسارقة وهن يواجهن به الرجال فالعظم بالنسبة الى كيد الشيطان وعن بعض العلماء انا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان فانه تعالى يقول إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً وقال للنساء إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
ز كيد زن دل مردان دو نيمست زنانرا كيدهاى بس عظيمست
عزيزانرا كند كيد زنان خوار بكيد زن بود دانا كرفتار
ز مكر زن كسى عاجز مبادا زن مكاره خود هركز مبادا
يُوسُفُ اى قال العزيز يا يوسف أَعْرِضْ عَنْ هذا الأمر وعن التحديث به واكتمه حتى لا يشيع فيعيرونى
قدم از راى غمازى بدر نه كه باشد پرده پوش از پرده در به
وَاسْتَغْفِرِي أنت يا زليخا لِذَنْبِكِ الذي صدر عنك وثبت عليك إِنَّكِ كُنْتِ

صفحة رقم 242

بسبب ذلك مِنَ الْخاطِئِينَ من جملة القوم الذين تعمدوا للخطيئة والذنب يقال خطىء إذا أذنب عمدا والتذكير لتغليب الذكور على الإناث وفى الحديث (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وكان العزيز رجلا حليما فاكتفى بهذا القدر فى مؤاخذتها كما قال المولى الجامى

عزيز اين كفت وبيرون شد ز خانه بخوش خوبى سمر شد در زمانه
تحمل دلكش است اما نه چندين نكر خويى خوشست اما نه چندين
چومرد از زن بخوش خويى كشد بار ز خوش خويى ببد رويى كشد كار
مكن با كار زن چندان صبورى كه افتد رخنه در سد غيورى
وقيل كان قليل الغيرة- وروى- انه حلف ان لا يدخل عليها الى أربعين يوما واخرج يوسف من عندها وشغله فى خدمته وبقيت زليخا لا ترى يوسف
دريغ آن صيد كز دامم برون رفت دريغ آن شهد كزكامم برون رفت
عزيمت كرد روزى عنكبوتى كه بهر خود كند تحصيل قوتى
بجايى ديد شهبازى نشسته ز قيد دست شاهان باز رسته
بكرد او تنيدن كرد آغاز كه بندد بال و پرش را ز پرواز
زمانى كار در پيكار او كرد لعاب خود همه در كار او كرد
چون آن شهباز كرد از وى كناره نماند غير تارى چند پاره
منم آن عنكبوت زارو رنجور فتاده از مراد خويشتن دور
رك جانم كسسته همچوتارش نكشته مرغ اميد شكارش
كسسته تارم از هر كار وبارى بدستم نيست جز بگسسته تارى
والاشارة ان يوسف القلب لما رأى برهان ربه وهو نظر نور العناية التي من نتائجها القناعة وهرب من زليخا الدنيا وما انخدع من زينتها وشهواتها اتبعته زليخا الدنيا وَاسْتَبَقَا الْبابَ وهو الموت فان الموت باب بين الدنيا والآخرة وكل الناس داخله فمن زحزح عن باب دار الدنيا دخل باب الدار الآخرة لان من مات قامت قيامته فتعلقت زليخا الدنيا بيد شهواتها بذيل قميص بشرية يوسف القلب قبل خروجه من باب الموت الحقيقي وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ فقدت قميص بشريته مِنْ دُبُرٍ فلما خرج يوسف القلب من باب موت البشرية والصفات الحيوانية واتبعته زليخا الدنيا وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ وهو صاحب ولاية تربية يوسف القلب وزوج زليخا الدنيا وانما سمى سيدها لان اصحاب الولايات هم سادة الدنيا والآخرة وهم الرجال الحقيقية المتصرفون فى الدنيا كتصرف الرجل فى امرأته قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً ما جزاء قلب يتصرف فى الدنيا بالسوء وهو على خلاف الشريعة ووفق الطبيعة إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ فى سجن الصفات الذميمة النفسانية أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ اى يعذب بالم البعد والفراق قالَ يوسف القلب واظهر عداوة زليخا الدنيا بعد ان تخرق قميص بشريته وخرج من باب الموت عن صفاتها هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي لانها كانت مأمورة بخدمتي كما قال يا دنيا اخدمى من خدمنى وانى

صفحة رقم 243
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية