آيات من القرآن الكريم

مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ

قال أبو علي: يشبه (١) أن يكون لهْب ولَهَب لغتين (٢)، كالشمْع والشمَع (٣) والنهْر والنهَر، واتفاقهم في الثانية (٤) على الفتح يدل على أنه أوجه [من] (٥) الإسكان، وكذلك قوله: (ولا يغني من اللهب) (٦) " (٧).
وقال غيره: اتفقوا على الفتح في الثانية، مراعاة لوفاق الفواصل (٨).
قال ابن مسعود: لما أنذر النبي -صلى الله عليه وسلم- عشيرته (وأقربته) (٩) النار، قال: أبو لهب: إن كان ما يقوله حقًا، فإني أفتدي نفسي بمالي، وولدي، فأنزل الله:
٢ - ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ (١٠) أي: ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من ماله، وما ولد. (وهو قول كافة أهل التفسير) (١١).
قالوا: وما كسب يعني: ولده؛ لأن ولده من كسبه. قاله ابن

(١) غير واضحة في (ع).
(٢) في (ع): (كما)، وهي زيادة.
(٣) كالسمْع والسمَع في مصدر القول.
(٤) أي في قوله "نارًا ذات لهب".
(٥) ساقطة من النسختين، وأثبتت ما جاء في مصدر القول لسلامته وانتظام الكلام به.
(٦) سورة المرسلات: ٣١.
(٧) "الحجة" ٦/ ٤٥١ بنصه.
(٨) انظر: "منار الهدى" ص ٤٣٦ - ٤٣٧، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٢٥.
(٩) ساقط من (أ).
(١٠) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٣، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٦، "لباب التأويل" ٤/ ٤٢٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣، وبمثلها عن ابن عباس في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣٨.
(١١) ما بين القوسين ساقط من (أ).

صفحة رقم 411

عباس (١)، وعائشة (٢) وابن سيرين (٣)، (ومجاهد (٤)، ومقاتل (٥)، وقتادة (٦)) (٧): ويدل على صحة هذا ما روى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أطيب ما أكل أحدكم من كسبه، وإن ولده من كسبه" (٨).

(١) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٦، كما ورد معنى قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٨٨، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٣ ب، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٤، و"الكشاف" ٤/ ٢٤١، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٦٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٣ ب، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٦ وعزاه إلى عبد الرزاق: وابن أبي حاتم.
(٣) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣.
(٤) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٥٩، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣، و"فتح القدير" ٤/ ٥١٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٦.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٥٥ ب.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد قال بمثل قولهم أيضًا: عطاء، والحسن. انظر "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٦.
وحكاه عن المفسرين: الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٥، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٤، وابن الجوزي في: "زاد المسير" ٨/ ٣٢٦.
وقال به أيضًا الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٣ أ.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٦/ ٣٠، ٤٢، ١٢٧، ١٩٣، ٢٢٠، والدارمي في "سننه" ٢/ ٦٩٧ ح ٢٤٤٢: كتاب البيوع، باب ٦، وابن ماجه في "سننه" ٢/ ٥ ح ٢١٥٣، كتاب التجارات، باب ١، والنسائي في "سننه" ٧/ ٢٧٦ ح ٤٤٦١، ٤٤٦٢، ٤٤٦٣، ٤٤٦٤: كتاب البيوع: باب الحث على الكسب.
والحديث صححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" ٢/ ٥ ح ١٧٣٨. "إرواء الغليل" ٦/ ٦٥ ح ١٦٢٦ "مشكاة المصابيح" للتبريزي ٢/ ٨٤٤ ح ٢٧٧٠ كتاب البيوع: باب الكسب وطلب الحلال.

صفحة رقم 412
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية