آيات من القرآن الكريم

إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
ﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ

الاستغفار حتى ربما استغفر فى يوم واحد سبعمائة مرة فولدله عشرة بنين فبلغ ذلك معاوية فقال هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة اخرى فسأله الرجل فقال ألم تسمع قول هود وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وقول نوح وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَلا تَتَوَلَّوْا ولا تعرضوا عما أدعوكم اليه وأرغبكم فيه مُجْرِمِينَ اى حال كونكم مصرين على الاجرام والآثام والاجرام كسب الجرم كالاذناب بكسر الهمزة كسب الذنب قالُوا استئناف بتقدير سؤال سائل كأنه قيل ما قال له قومه بعد ان أمرهم ونهاهم فقيل قالوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ اى بحجة تدل على صحة دعواك وانما قالوه لفرط عنادهم وعدم اعتدادهم بماء جاءهم من المعجزات كما قالت قريش لرسول الله ﷺ لولا انزل عليه آية من ربه مع فوات آياته الحصر وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا اى بتاركي عبادتهم وأصله تاركين سقطت النون بالاضافة عَنْ قَوْلِكَ حال من الضمير فى تاركي كأنه قيل وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك اى صادرا تركنا عن ذلك بإسناد حال الوصف الى الموصوف ومعناه التعليل على ابلع وجه لدلالته على كونه علة فاعلية ولا يفيده الباء واللام قال السعدي المفتى قد يقال عن للسببية كما فى قوله تعالى إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فيتعلق بتاركي اى بقولك المجرد عن حجة وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ اى بمصدقين فيما تدعونا اليه من التوحيد وترك عبادة الآلهة وهو اقناط له من الاجابة والتصديق إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ قوله اعتراك جملة مفسرة لمصدر محذوف تقديره ما نقول فى شأنك الا قولنا اعتراك اى أصابك من عراه يعره إذا أصابه بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ الباء للتعدية. والمعنى بالفارسية [مكر آنكه رسانيده اند بتو برخى از خدايان ما رنجى وكزندى وعلتى] اى بجنون لسبك إياها وصدك عنها وعداوتك مكافاة لك منها على سوء فعلك بسوء الجزاء فمن ثم تتكلم بكلام المجانين وتهذى بهذيان المبرسمين قالَ هود إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا اى وأقول اشهدوا لئلا يلزم عطف الإنشاء على الخبر أَنِّي بَرِيءٌ تنازع فيه اشهد الله واشهدوا اى على انى بريئ مِمَّا تُشْرِكُونَ اى من اشراككم مِنْ دُونِهِ اى من دون الله او مما تشركون من آلهة غير الله فما موصولة وإشهاد الله تعالى حقيقة واشهادهم استهزاء بهم واستهانة إذ لا يقول أحد لمن يعاديه أشهدك على انى برئ منك الا وهو يريد عدم المبالاة ببراءته والاستهانة بعداوته واعلم انهم لما سموا أصنامهم آلهة واثبتوا لها الضرر نفى هود بقوله انى اشهد الله الآية كونهم آلهة رأسا ثم نفى الضرر بقوله فَكِيدُونِي الكيد ارادة مضرة الغير خفية وهو من الخلق الحيلة السيئة ومن الله التدبير بالحق لمجازاة اعمال الخلق اى ان صح ما تفوهتم به من كون آلهتكم مما تقدر على إضرار من يسبها ويصد عن عبادتها فانى بريئ منها فكونوا أنتم وآلهتكم جَمِيعاً حال من ضمير كيدونى على قصد إهلاكي بكل طريق ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ لا تمهلونى ولا تسامحونى فى ذلك فالفاء لتفريع الأمر على زعمهم فى قدرة آلهتهم على ما قالوا وعلى البراءة كليهما كما فى الإرشاد وفيه اشارة الى ان النفس وصفاتها والشيطان والهوى والدنيا فى كيد القلب على الدوام والقلب المؤيد بالتأييد الرباني لا يناله كيدهم

صفحة رقم 148

إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ يعنى انكم والهتكم لا تقتدرون على ضررى فانى متوكل على الله القادر القوى وهو مالكى ومالك كل شىء إذ ما مِنْ دَابَّةٍ نسمة تدب على الأرض إِلَّا هُوَ اى رب تعالى آخِذٌ بِناصِيَتِها الناصية عند العرب منبت الشعر فى مقدس الرأس ويسمى الشعر النابت هناك ايضا ناصية تسمية له باسم منبته والاخذ بناصية الإنسان عبارة عن قهره والغلبة عليه وكونه فى قبضة الآخذ بحيث يقدر على التصرف فيه كيف يشاء والعرب إذا وصفوا إنسانا بالذلة والخضوع لرجل قالوا ما ناصيته الابيد فلان اى انه مطيع له لان كل من أخذت بناصيته فقد قهرته وأخذ الله بناصية الخلائق استعارة تمثيلية لنفاذ قدرته فيهم. والمعنى الا وهو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها والغرض من هذا الكلام الدلالة على عظمته وجلالة شأنه وكبرياء سلطانه وباهر قدرته وان كل مقدور وان عظم وجل فى قوته وجثته فهو مستضغر الى جنب قدرته مقهور تحت قهره وسلطانه منقاد لتكوينه فيه ما يشاء غير ممتنع عليه إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعنى انه على الحق والعدل فى ملكه لا يفوته ظالم ولا يضيع عنده معتصم به وفى التأويلات النجمية ما مِنْ دَابَّةٍ تدب فى طلب الخير والشر إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها يجرها بها الى الخير والشر وهى فى قبضة قدرته مذللة له إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فى إصلاح حال اهل الخير وإفساد حال اهل الشر وفيه اشارة اخرى ان ربى على صراط مستقيم يدل طالبيه به عليه يقول من طلبه فليطلبه على صراط مستقيم الشريعة على أقدام الطريقة فانه يصل اليه بالحقيقة وايضا يعنى الصراط المستقيم هو الذي ينتهى اليه لا الى غيره كقوله وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى [ودر نقد النصوص قدس سر جامعه مذكور است در باب احديت افعال وبيان تأثيرات ومؤثرات كه آن ذات متعاليه كه فى الحقيقة مصدر جميع افعال ومؤثر در تمام منفعلاتست بحكم تربيت هر يكى را بحسب قابليات بسوى حضرت خود مى كشاند اينست سر آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم]

جمله عالم اگر دريا شود چون تو با حق تر نكردد پاى تو
كش كشاند مى كشد كانا اليه راجعون چوروى جاى دگر فكر غلط باشد جنون
وازين مقوله ها است قول قائل
چون همه راه اوست از چپ وراست تو بهر ره كه ميروى او راست
چون از وبود ابتداى همه هم بدو باشد انتهاى همه
فَإِنْ تَوَلَّوْا فان تتولوا بحذف احدى التاءين اى وان تستمروا على التولي والاعراض فلا تفريط منى فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ اى لانى قد أديت ما علىّ من الإبلاغ والزام الحجة وكنتم محجوجين بان بلغكم الحق فابيتم الا التكذيب والجحود فالمذكور دليل الجزاء وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ كلام مستأنف اى ويهلككم الله ويجيئ بقوم آخرين يخلفونكم فى دياركم وأموالكم وَلا تَضُرُّونَهُ بتوليكم واعراضكم شَيْئاً من ضرر قط لانه لا يجوز عليه المضار والمنافع وانما تضرون أنفسكم إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ رقيب فلا يخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مجازاتكم واعلم انه بين وجوب التوكل على الله وكونه حفيظا حصينا اولا بان ربوبيته عامة لكل أحد ومن يرب يدبر امر المربوب ويحفظه فلا يحتاج حفظ الغير وثانيا بان كل ذى نفس تحت قهره أسير عاجز عن الفعل والتأثير فى غيره

صفحة رقم 149
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية