تفسير سورة البقرة

غريب القرآن

تفسير سورة سورة البقرة من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

قولهُ تعالى :﴿ الم ﴾ معناه أَنَا الله أَعلمُ، ويقال هو اسم من أَسماءِ القُرآنِ.
وقولُه تعالى :﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ معناه هذا الكتابُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ معناه لا شَكَّ فِيهِ. والرَّيبُ أَيضاً : السّوءُ.
وقولهُ تعالى :﴿ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ فالهُدى : البَيانُ. والمتَّقونَ : المُطيعونَ الخَاشِعونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ والمُفلحُ : المُصيبُ للخَيرِ الظَّافِرُ بِهِ. والاسمُ الفَلاحُ، والفَلاَحُ : الخَيْرُ، والفَلاحُ : التُّقَى، والمُفْلِحُ : المُتّقي.
وقولهُ تعالى :﴿ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾ أي غِطاءٌ وسِترٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾ أي شَكٌّ ونِفاقٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ أي ] مُوجِعٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ﴾ وهو كلُّ غاوٍ، ومُتمرِّدٍ من الجِّنِ والإِنسِ، والدَوابِّ. واحدُهُمْ : شَيْطَانٌ.
وقولُه تعالى :﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ ﴾ أي يُجَهِّلُهُمْ. ﴿ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ أي يُمْهِلُهُمْ. والطّغْيَانُ : الضَّلالَةُ. يَعْمَهُونَ : أَي يَتَردَّدُونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى ﴾ أي اسْتَحبوا الضَّلالَةَ على الهُدى. ويقال آمَنوا ثُمَّ كَفَرُوا.
وقولهُ تعالى :﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَآءِ ﴾ فالصَّيِّبُ : المطرُ. وجمعُهُ صَيَائِبُ.
وقولهُ تعالى :﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً ﴾ أَي مِهاداً.
وقولهُ تعالى :﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً ﴾ أي أَضدَاداً، وواحدُهَا نِدٌّ ونَديدٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ مُتَشَابِهاً ﴾ أي يشبهُ بعضهُ بعضاً في اللونِ، والطَّعمِ. ويقال : مُتشابهاً فِي اللونِ، ومُخْتَلِفاً فِي الطَّعمِ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ﴾ أي لاَ يَحِضنَ، ولا يَنفَسنَ ولا يَعْرَقنَ، ولا يَمتخطْنَ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾ أي فما دُونها فِي الصِّغرِ. وهذا من الأَضدادِ. يقالُ ما هو أَكبرُ لِما هو أصغرُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ والتَّقْدِيسُ : التَّطْهِيرُ. ويقالُ : التَّقْدِيسُ : الصَّلاةُ.
وقولهُ تعالى :﴿ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ معناه نُصلي لَكَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ أي ما كانَ يَكتُمهُ إِبليسُ فِي نَفسِه.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لأَدَمَ ﴾ اي اجْعلوهُ قِبلةً والسُّجودُ لله تَعالى. ويقالُ : سجدَةُ تَحيةٍ. ويقالُ : سجدةُ عِبادةٍ. والسُّجودُ : الخِضوعُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾ أي تَعظَّمَ، وسُمي بذلكَ لأنهُ أَيسَ مِن الرَّحمةِ لِعتوهِ وكُفرهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً ﴾ فالرَّغَدُ : الكثيرُ الواسِعُ. ويقالُ : الرَّغَدُ : الذي لا حِسابَ عَلَيهمْ فيهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : هي شَجرةُ الكَرْمِ. وقال : في مَوضعٍ آخرَ هي السّنبلُ.
وقولهُ تعالى :﴿ مَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ أَي إِلى وقتٍ، والمَتَاعُ : الزَّادُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ ﴾ أي قَبِلَها. والكَلماتُ : قَوْلُهُما :﴿ رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا، وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمنَا، لَنكوننَّ من الخَاسِرينَ ﴾.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ والتَوابُ : المُعينُ للعبادِ على التّوبةِ، والتَّوابُ من العِبادِ : الرَّاجعُ عن ذَنبهِ، التَّاركُ لَهُ، والنَّادِمُ على مَا تَابَ مِنهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي ﴾ أَي بطاعَتي ﴿ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ أَي أوفِ لَكمْ بالجنةِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ والكَبيرةُ الشَّديدةُ. والخاشِعونَ : الخَائفونَ المُتواضِعونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَقُواْ رَبِّهِمْ ﴾ فالظَّنُّ : اليَقينُ. ويكونُ الظَّنُ شَكْاً، ويكونُ تُهمةً.
وقولهُ تعالى :﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ أَي يَنَالونكم بِهِ. والسُّوءُ : أَشدُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ معناه اختبارٌ. والبَلاءُ : يَكونُ شَراً، ويكونُ نِعمةً. وهما ضدٌّ.
وقولهُ تعالى :﴿ آلَ فِرْعَوْنَ ﴾ فآلُ : أَهلُ دِينهِ. وآلُ الرّجلِ : قَومُهُ وعِتْرتُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ ﴾ أَي أَعْطَينَا. والفُرْقَانُ : ما فرقَ بينَ الحقِّ والبَاطلِ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ أًي خَالِقِكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ﴾. قالَ : فقاموا صَفين. فَقتلَ بَعضُهُمْ بَعضاً، حتَّى قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا، فكانَتْ شَهادةً للمقتُولينَ، وتوبةً للأَحياءِ مِنهُم.
وقولهُ تعالى :﴿ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ﴾ معناهُ الموتُ.
وقولهُ تعالى :﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم ﴾ معناهُ أَحيينَاكُمْ. ويومُ القِيامةِ يُسمى يوم البَعثِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ﴾ معناهُ السَّحابُ الأَبيضُ. وواحدُهَا غَمامةٌ [ والجمعُ ] غَماماتُ. والسَّحابُ جمعُ سَحابةٍ، ويجوزُ سَحابات وسَحائب.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ﴾ معناهُ جَعلنا لَكُم المَنَّ والسَّلوى. ويقالُ المَنُّ : التَرْنْجَبِينُ. والسَّلوى : السَمَّانُ. ويقالُ طائرٌ يَشبهُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ﴾ معناهُ ركعٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ حِطَّةٌ ﴾ أَي مغفرةٌ أَي حُطَّ عَنَّا الخَطَايا.
وقولهُ تعالى :﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ﴾ فقالوا : حِنطة حبَّة حمراء فِيها شَعيرةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَآءِ ﴾ والرِّجزُ : العَذابُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ معناهُ لا تَفسُدوا فيها. ويقالُ : عاثَ في الأرضِ وعَثا إِذا أَفسدَ.
وقولهُ تعالى :﴿ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴾ فالفُومُ الحِنطةُ. وواحدُهَا فُومةٌ، ويقالُ : الفُومُ : هو الثّومُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ فالذِّلةُ : الصِّغارُ وإِعطاءُ الجِّزيةِ والمَسْكَنةُ : الفَقرُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ أَي احتملوهُ. وبَاءُوا بهِ : معناهُ أَقرُّوا بهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾. قالَ زيدُ بن علي عليهُما السلامُ : معنى هَادُوا : تَابُوا. وهُدنا إِليكَ : تُبنا إِليكَ. والصَّابِئونَ : قومٌ من اليَهودِ والنَّصارى.
وقولهُ تعالى :﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ﴾ [ فالطُّورُ ] جبلٌ. يجمع طورة وأطْوَاراً. رفعتهُ الملائكةُ.
وقوله تعالى :﴿ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَكُم بِقُوَّةٍ ﴾ معناهُ بِجِدٍّ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ معناهُ كونوا قِردةً باعدينَ من الخيرِ. ويقالُ : قد خسَأتُهُ عني أَي قد بَاعدْتُهُ عني وصَغَّرتُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ. معنى لِما بينَ يَدَيهَا : هو السّورُ. التي عملوا فِيها المعاصي فِي صيدِهم السَّمكَ. ومعنى ما خَلَفَها لِمنْ كَانَ بعدهم مِنْ بَني إِسرائيل أَنْ لا يعملوا فيها بمثلِ أَعمالِ صَيادي السَّمكِ. والموعظةُ للمتقين : لأمةِ محمدٍ ( صلى الله عليه وسلم ) أَنْ لا يُلحِدوا فِي حَرمِ الله تعالى.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : الفارضُ : الكبيرةُ المُسنَّةُ. والجمعُ الفَوارِضُ. والبِكْرُ : الصَّغيرةُ. وَعَوانٌ : لا صغيرةٌ ولا كبيرةٌ. والجمعُ العُونُ.
وقولهُ تعالى :﴿ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا ﴾ أَي سودٌ حتى ظِلفِها وقرنِها. والصُّفرُ : السّودُ. ومثله :﴿ جِمَلَتٌ صُفْرٌ ﴾ [ المرسلات : ٣٣ ] أَي سودٌ. وفَاقِعٌ لَونُها أَي صَافٍ لونُها.
وقولُه تعالى :﴿ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ﴾ أَي لا لَونَ سِوى لون جَميعِ جلْدِهَا. وجمعهُ شِياتُ. والمُسَلَّمَةُ : التي لاَ عَيبَ فِيها.
وقولهُ تعالى :﴿ فَذَبَحُوهَا ﴾ فالذَّبحُ كانَ فِيهم، والنَّحرُ فِي أُمةِ محمدٍ ( صلى الله عليه وسلم ).
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾ أَي اختَلفتم فيها.
وقولهُ تعالى :﴿ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾ قالَ زَيدُ بن علي عليهما السلامُ : بالعَظمِ الذي يلي الغُضْروف. وقالَ عليُ بن الحسين عليهما السلامُ بفخذِهَا أو بذَنبِهَا.
وقوله تعالى :﴿ يُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾ معناهُ يُعلمُكُمْ بِعَلامَاتِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذلِكَ ﴾ معناهُ جَفَّتْ، فَصارتْ جَافِيةً صَلبةً. من بَعدِ ذَلِكَ : من بَعْدِمَا آراهم الآيةَ.
وقولهُ تعالى :﴿ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ بما مَنَّ الله عليكم ؛ فيحتجوا عليكم بهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام : معناهُ إِنَّما هُم أَمثالُ البَهائِمِ لا يَعْلَمونُ شَيئاً إِلاَّ أَنْ يَتَمنوا على الله تعالى الباطلَ، وما لَيسَ لَهُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فالوَيلُ وادٍ في جهنمَ مِنْ قَيحٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ﴾ معناهُ أربعونَ يوماً، قَدْرَ ما عَبَدوا العِجلَ.
وقولهُ تعالى :﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً ﴾ مَعناهُ وعدٌ وميثاقٌ. والجمعُ : العهودُ.
وقولهُ تعالى :﴿ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ معناهُ : مَنْ ماتَ بذنبِهِ ولم يَتبْ منهُ. ويقالُ السّيئةُ : الشِّركُ. والخَطِيئةُ : الكَبائرُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ ﴾ معناهُ لا تُهْرِقُونَها.
وقولهُ تعالى :﴿ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ﴾ معناهُ أَتْبَعْنَا.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾. قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام معناهُ قوينا. يقالُ رجلٌ ذو أَيدٍ، وذوو أيدٍ. ومن ذَلِكَ قولهُ تعالى :
﴿ وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] وروحُ القُدسِ : جبريل عليهِ السلامُ، والقُدُس : الله عزَّ وجلَّ. ويقالُ القُدُسُ : الملائكةُ.
وقولهُ تعالى :﴿ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ معناهُ مُغطَّىً عليها. واحدُها أَغلفٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ ﴾ [ فصلت : ٥ ] معناهُ أَغطيةٌ. واحدُهَا كِنٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ باعَدهم الله تعالى مِنْ رَحمتِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ معناهُ يَسْتَنصِرُونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهم السلامُ معناهُ إِنَّ اليهودَ عَرَفوا أَنَّ محمداً صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم نبيُّ الله فكفرُوا بِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ﴾ معناهُ : بكفرٍ على كفرِهِمْ، قالَ زيدٌ بن علي عليهما السلامُ : كفرُهُمْ بعيسى عَليهِ السَّلامُ، وكفرُهُمْ بمحمدٍ صَلى الله عليهِ وآلهِ وسلم.
وقولهُ تعالى :﴿ وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ قالَ زَيدُ بن علي عليهما السلامُ. معناهُ سُقوا حُبَّ العِجْلِ، حتى غلبَ ذَلِكَ عليهم، وخلصَ إِلى قلوبِهِمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ أَي بِمُبعِدِهِ مِنْ العَذَابِ.
وقولهُ تعالى :﴿ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ ﴾ فجبرُ : عبدٌ، وإيلٌ : هو الله تعالى : مِثلُ عبدُ الله.
وقولهُ تعالى :﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ﴾ معناهُ تَرَكَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ. وجَمعُهُ أَفْرِقاءُ، وأَفْرِقَةٌ، وفِرقٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَطِينُ ﴾ معناهُ : تَتبعُ. وتَتْلوا أيضاً : تَقرأ.
وقولهُ تعالى :﴿ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَقٍ ﴾ [ معناهُ ] : من نَصِيبٍ خَيرٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ بَاعوا بِهِ أَنفُسَهُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ يريدُ بِهَا الثّوابَ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السّلامُ : معناهُ خلاف وهي لُغةُ الأَنصارِ وبلُغةِ اليهودِ، هو شَتمٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ معناهُ وسَطَ السَّبيلِ. والسَّبيلُ : يُذكرُ ويؤنثُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ﴾ معناهُ اعْطُوهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام : معناهُ بَيانُكُمْ وحُجَجُكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ قِبلةُ الله.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ قيلَ جوادٌ كَريمٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴾ معناهُ مُطِيعونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْراً ﴾ معناهُ أَحْكَمَ أَمْراً، وأَيقَنهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : يُريدُ أَنهُ إِذَا أَرادَ أَمراً مَثُلَ كائِناً.
وقولهُ تعالى :﴿ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ ﴾ معناهُ هَلاَّ يُكلِّمُنا الله.
وقولهُ تعالى :﴿ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ معناهُ دِينَهُمْ. والجمعُ : المِلَلُ.
وقولهُ تعالى :﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ يعلمونَ حَقَّ عِلمهِ ويتَّبِعونَهُ حقَّ اتباعِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً ﴾ معناهُ لا تُغني عنها شيئاً.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ معناهُ فِديةٌ. وَعَدْلُ الشيءِ أَيضاً : مِثلُهُ. وكذلك عِدْلُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ﴾ معناه خَليفةٌ. والجمعُ الأَئِمةُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ قالَ عليهِ السلامُ : معناه اخْتَبَرهُ. والكلماتُ : هي الطّهارةُ. وهي عَشرٌ، خَمسٌ في الرأسِ : الفرقُ، وقَصُّ الشاربِ، والمضمضةُ، والاسْتِنشاقُ والسِواكُ، وخَمسٌ في الجسدِ : تَقليمُ الأَظفارِ، وحَلْقُ العَانةِ، والخِتانُ، والاستنجاءُ بالماءِ عندَ الغَائطِ، ونتفُ الإِبطِ. ويقالُ : بكلماتٍ : معناهُ بمناسكِ الحجِ، الطّوافُ بالبيتِ والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمَروةِ، ورَمْيُ الجِمارِ. ويقالُ : ابتلاهُ بالآياتِ التي بَعْدَها :﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ معناهُ : لا يكونُ إماماً يُقتَدى بهِ. قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام : ابتلاهُ بذبحِ وَلَدِهِ، وبالنَّارِ، وبالكَوكبِ، وبالشَّمسِ، والقمرِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ يَحُجونَ إِليهِ. ويَثُوبونَ إِليهِ : معناهُ يَعُودُونَ إِليهِ ولا يَقْضُونَ فِيهِ وَطراً.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلام. فالمَقامُ بفتحِ الميمِ : الذي يُقامُ فيهِ. والمُقامُ بضمِ الميمِ : الإِقامةُ بالمكانِ. والمُصلّى : المُدعى. ويقال : المُصلى : عَرَفةٌ وجَمعٌ ومِنى. ويقال : الحجُ : كُلُّ مقام إبراهيم.
وقولهُ تعالى :﴿ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ فالعَاكِفونَ : المجاورونَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَعِيلُ ﴾ فالقَواعدُ : الأَسَاسُ. والوحدةُ قَاعِدةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ أَرِنَا مَنَاسِكَنَا ﴾ معناه عَلِّمنا مناسِكَنَا.
وقولهُ تعالى :﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾ معناهُ يُطهرُهُمْ. وقالَ فِي سورةٍ أُخرى :
﴿ نَفْساً زَكِيَّةً ﴾ [ الكهف : ٧٤ ] معناهُ مُطهَّرةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ معناهُ أَهْلَكها.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ ﴾ معناهُ أَخلَصَهُ لَكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فالحَنِيفُ : المُسلِمُ، وكانَ الحَنيفُ فِي الجَاهليةِ مَنْ اخْتَتَنَ وَحَجَّ البيتَ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ﴾ معناهُ فِي عَداوةٍ وَحربٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ ﴾ معناهُ دينُ الله.
وقولهُ تعالى :﴿ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [ الروم : ٣٠ ] معناهُ ابْتِداءُ خَلْقِهمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ معناهُ عَدْلٌ. والجمعُ الأَوساطُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ قَالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ [ مَعناهُ ] نَحوُهُ وتِلقاؤُهُ، هو بِلُغةِ أَهلِ يَثْربِ والشَطْرُ أَيضاً : النِصفُ والجمعُ أَشْطَارٌ، وشُطُورٌ وهي لُغةُ بني تَغلبٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ﴾ معناهُ قِبلةٌ. ﴿ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ معناهُ هو مُوجِهُهَا. صلواتهم إِلى بيتِِ المَقْدسِ، وصَلواتُهُم إِلى الكَعبةِ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ اذكروني بطاعتي، أَذْكُرْكُمْ بمَغْفِرتِي.
وقولهُ تعالى :﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فالصَّلاةُ مِنَ الله تَعالى : رَحمةٌ، ومن المَلائكةِ والنَّاسِ : الدعاءُ. والصَّلواتُ : الكَنائسُ. وهو قولُهُ تعالى :﴿ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ ﴾ فالصَّفا والمَروَةُ جميعاً : الحَجَرُ. ويُثنى الصَّفا ؛ فيقالُ صفوان، ويُجمعُ. فيقالُ أَصْفاءٌ وصِفِيٌّ وصَفا وصُفِيٌّ. وتُثنى المَرْوَةُ ؛ فيقالُ مَرْوتان وتُجمعُ ؛ فيقالُ ثَلاثُ مَرْواتٍ، والكَثيرُ المَروُ.
وقولهُ تعالى :﴿ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ ﴾ فالشَّعَائِرُ : ما أُشْعِرَ لِموقفٍ. أَي ما أُعْلِمَ لِذَلِكَ. واحدتُها شَعِيرةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ﴾ معناهُ هوامُّ الأَرضِ مثل الخَنافِسِ والعَقارِبِ، ومَا أَشبههَا. ويقالُ المَلائِكةُ عليهمُ السَّلامُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ﴾ فالفُلكُ : السَّفينةُ. وهو واحدٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَبَثَّ فِيهَا ﴾ معناهُ فَرَّقَ فيها وَبَسَطَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ معناهُ يَعلَمُ وليسَ برؤيا عينٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ﴾ معناهُ الأَوْصالُ التي كانتْ بينهم في الدنيا. وواحدُهَا سَببٌ. والسَّببُ أَيضاً الحَبْلُ.
وقولهُ تعالى :﴿ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ﴾ وواحدُهَا حَسرةٌ. وهي أشد النَدَامَةِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ معناهُ آثارُهُ. وواحدُهَا خُطْوَةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : معناهُ وَجَدْنَاهُم عليهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ﴾ معناهُ يُصوِّتُ.
وقولهُ تعالى :﴿ صُمٌّ بُكْمٌ ﴾ فالأَبكَمُ : الأَخْرَسُ. وواحدُهَا أَبْكَمُ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ﴾ معناهُ أُرِيدَ بهِ غَيرُ الله. والإهْلاَلُ : رفعُ الصوتِ بذكرِ الله، وذِكْرِ غَيرِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ ﴾ والبَاغِ[ ي ] الذي يَأكلُ المِيتَةَ عَنْ غَيْر اضْطِرارٍ إِليها. والعَاد [ ي ] الذي يَشْبَعُ مِنهُ. فالمِيتةُ تُحلُّ لَهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ معناهُ مَا أَجْرَأَهُم عليها.
وقولهُ تعالى :﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَآءِ والضَّرَّآءِ ﴾ معنى البَأْساء : الجوعُ والضَّراء : المَرضُ. والبأْسُ : القِتالُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ ﴾ معناهُ مَنْ تُركَ لَهُ. ويقالُ العَفو أَخْذُ الدِّيةِ. وقال ابن عباس : كانَ القِصَاصُ فِي بني إِسرائيل، ولمْ يكنْ لَهُمْ دِيةٌ. فقالَ الله تعالى لِهَذِهِ الأُمةِ :﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ﴾ فالعَفو : أَنْ يَقْبلَ الدِيةَ فِي العَمدِ اتّباعاً بالمَعْروفِ. قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فيتَّّبعُ الطَالبُ بالمَعروفِ ويُؤدي المطْلوبُ إِليهِ بإِحْسَانٍ. ﴿ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ مما كُتِبَ على مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذلِكَ ﴾ معناهُ مَنْ قَتَلَ بَعدَ أَخْذِ الدّية ؛ فإنه يقتل، ولا تقبل منه الدّية.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ ﴾ معناه بقاءٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً ﴾ فالجَنفُ : الجَورُ والخَطأ. والإِثمُ : العمدُ، والإِثمُ : الذنبُ أيضاً في غير هذا المكان.
وقولهُ تعالى :﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ معناه فُرِضَ عليكم.
وقولهُ تعالى :﴿ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي ﴾ معناه فليجيبوني.
وقولهُ تعالى :﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ ﴾ قَالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : الرَّفَثُ : الجماعُ، والرَّفَثُ : التَعْرِيضُ بِذِكرِ الجماعِ وَهو الإِعْرَابُ. ومثلُ قَولهِ تعالى :﴿ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾
[ البقرة : ١٩٧ ] والفُسُوقُ : المَعاصي. والجِدَالُ : المِراءُ : أَنْ تُماري صَاحِبَكَ حتَّى تَغِيظَهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ﴾ ويقالُ لامْرأةِ الرَّجلِ : هي لِباسٌ، وفِراشٌ وإِزارهُ، [ وأمُ ] أَولادِهِ، ومَحلُ إِزَارِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ ابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ معناه اطْلِبُوا الوَلَدَ. وقالَ : بَعْضُهُمْ : لَيْلَةُ القَدْرِ. ويقالُ : الرّخصةُ التي كَتَبَ الله لَكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فالخَيْطُ : اللّونُ. والأَبيضُ مِنهُ. والأَسوَدُ مِنْهُ : هو سَوادُ اللّيلِ.
وقولهُ تعالى :﴿ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ ﴾ معناهُ طَائفةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم ﴾ معناهُ حَيثُ لَقَيْتُمُوهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ فالفِتْنَةُ ها هنا : الكفرُ، ويقالُ للكافِرِ هذا رجلٌ مَفْتُونٌ فِي دِينِهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ﴾ قالَ : زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : كَانَ هذا في سَفرِ الحُديبيةِ، صَدَّ المشرِكُونَ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وآلهِ وسلم عَنْ البيتِ فِي الشَّهرِ الحرامِ. أَنْ يَعْتَمرُوا فِي السَّنةِ المستقبليةِ في هَذا الشَّهرِ الذي صَدّوهم فِيهِ. فلذلكَ قَالَ والحُرماتُ قِصَاصٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فالاْعتِدَاءُ الأَولُ : هو ظُلْمٌ، والثانِي : هو جَزاءٌ وَليسَ بِظُلمٍ. وقَدْ اتَفَقَ اللفظَانِ. ومِثْلُ قَولِهِ عَزَّ وجلَّ :﴿ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ﴾، [ الشورى : ٤٠ ] فالسّيئةُ الأَولى : ظُلْمُ، والثانيةُ : جَزاءٌ، ولَيستْ بظُلْمٍ وَلاَ عدوانٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ التَّهْلُكَةُ : الهَلاكُ. يقالُ هَلاكٌ وهُلْكٌ. وأَرادَ بِهِ تَركَ النَفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله. ويقالُ : أَرادَ القنوطَ ومثلُهُ قَولُهُ :﴿ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [ الزمر : ٥٣ ]
وقولهُ تعالى :﴿ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّهِ ﴾ فالحَجُّ والعُمْرَةُ جميعاً : الزيارَةُ. والحَجُّ فَرِيضَةٌ، وهو الحَجُّ الأَكْبرُ، والعُمْرَةُ تَطوعٌ، وهي الحَجُّ الأَصْغَرُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾ معناه مُنِعتُمْ لِحَربٍ أَوْ مَرضٍ أَوْ غَيرِ ذَلكَ ﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾ معناه بَدنةٌ أَوْ بَقرةٌ أَو شَاةٌ أَوْ شرْكٌ فِي دَمٍ يَشتَركُ سَبعَةُ أَنفسٍ فِي بَدَنَةٍ أَوْ بَقَرةٍ كلهم يريدُ بِهِ النُّسُكَ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : الصِّيامُ : ثَلاثةُ أَيامٍ، والصَّدقَةُ : ثَلاَثةُ أَصْوع بين ستةِ مساكين والنُّسكُ : شَاةٌ تُذبحُ بِمكةَ. والنَّسيكةُ : الذَبيحةُ. والجمعُ النَّسائكُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فالفَضلُ ها هنا : التِجَارَةُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَتٍ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : الإِفاضةُ : الإِسرَاعُ فِي السَّيرِ، يُريدُ رَجَعتُمْ مِنْ حَيثُ جِئتُم.
وقولهُ تعالى :﴿ رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾ معناهُ عبادةٌ ﴿ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ معناهُ الجنةُ. وقالَ فِي الدّنيا صِحةُ الجسمِ، وسِعةٌ فِي المالِ وفي الآخِرةِ خِفَّةُ الحِسابِ، ودِخُولُ الجنَةِ، ويقالُ : عَافِيةٌ فِي الدّنيا وعافِيةٌ في الآخرةِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : هي أَيامُ التَّشْرِيقِ. والأَيامُ المعلوماتُ : هي عَشرُ ذِي الحجةِ من أولِهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ قال هي مغفرةٌ لهم.
وقولهُ تعالى :﴿ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ فالأَلَدُ : الشّديدُ الخُصومةِ بالبَاطِلِ. والجمعُ لُدٌّ.
وقولهُ تعالى :﴿ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴾ فالحَرثُ : الزرعُ، والنَّسْلُ : نَسْلُ كُلِ دَابَةٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ معناهُ الفِرَاشُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ﴾ معناهُ يَبيعُهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فالسِّلْمُ : الإِسلاَمُ. وكافَةً : أي جميعاً. والسَّلمُ فِي آيةٍ أخرى : الصلحُ. قالَ :
﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ ﴾ [ الأنفال : ٦١ ] معناه للصلْحِ. وجَنَحُوا : معناهُ مَالُوا.
وقولهُ تعالى :﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ ﴾ معناهُ أَفضلَ مَنْهم. ويقال فَوقهم فِي الجَنَّة.
وقولهُ تعالى :﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ معناه بغيرِ مُحاسبةٍ.
وقوله تعالى :﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَحِدَةً ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : يريدُ بِهِ آدمَ صلى الله عليه. والأُمَّةُ : المِلَّةُ.
وقولهُ تعالى :﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ ﴾ [ الرعد : ٣٠ ] معناه مَضتْ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَزُلْزِلُواْ ﴾ معناه خُوِّفو.
وقولهُ تعالى :﴿ [ وَهُوَ ] كُرْهٌ لَّكُمْ ﴾ معناهُ وهو شَديدٌ عَليكُم.
وقولهُ تعالى :﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السّلامُ. فالفِتْنَةُ ها هنا : الشِّرْكُ.
وقولُه تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فالمَيْسِرُ : القِمَارُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : والعَفْوُ : فَضْلُ المَالِ، ما يَفضِلُ عَن الأَهلِ والعيالِ. ولا تَجْهِدْ مَالكَ ثُمَّ تَحتاج أَنْ تَسْأَلَ النَّاسَ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ قالَ زيدُ معناه لعلَّكم تَتَفكرونَ فِي الدّنيا فتَعرِفُون فَضلَ الآخرةِ على الدّنيا.
وقولهُ تعالى :﴿ لأَعْنَتَكُمْ ﴾ معناه لأَهْلَككم. ويقال : لَشَدَّدَ عليكم.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَنْكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ﴾ معناه مِمَّنْ لسن من أَهلِ الكِتابِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾ معناه قَذرٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ معناهُ حتَّى يَنقطعَ الدَّمُ عَنهُنَّ. ويَتَطَّهَرْنَ : يَغْتَسِلْنَ بالماءِ.
وقولهُ تعالى :﴿ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ معناه كَيفَ شِئْتُمْ فِي المأتى ومِنْ حَيثُ يكونُ الوَلدُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ ﴾ معناهُ لا تَنْصبوهُ نَصباً ؛ وهو الرَّجلُ يَحلفُ فِي الأَمرِ فَيجْعَلَ يَمينَهُ عَرضةً.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِالَّلغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فاللَّغوُ : أَنْ يَحلِفَ الرَّجلُ عَلى شَيءٍ وهو يَظُنُ أَنهُ كَذلِكَ. ويقالُ إِنَّ اللَّغوَ : هو قولُ الرَّجلِ لاَ وَالله، وبلى والله، وهو لاَ يُريدُ أَنْ يُكَلِّمَ بِهَا مَالَ أَحداً، أَو يَقْطعَ بِهَا مَالَ إِنْسانٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ﴾ معناهُ يَحْلِفُونَ. والاسمُ : أَلْوةٌ، وأُلْوةٌ، والاَءٌ، وإِلْوةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِنْ فَآءُو ﴾ معناهُ رَجَعُوا عَنْ اليَمينِ. والفيءُ : الجماعُ. والفيءُ : الرِّضا !.
وقولهُ تعالى :﴿ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ﴾ معناه يَمسُكنَّ أَنْفُسُهُنَّ لاَ يَتزوجنَّ حتَّى تَنقَضِي عِدَّتُهُنَّ.
وقولهُ تعالى :﴿ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ ﴾ فالقُروء : الحيضُ واحدُها قُرءٌ. والجمعُ : أَقراءٌ. وقالَ بعضُهُمْ القُرءُ : الطُّهرُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : المعنى يريدُ بهِ الحَيضَ والحَبلَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ ﴾ فالبُعُولَةُ والبُعُولُ واحدٌ : وهو الأَزواجُ. [ و ] بَعْلُ الشيءِ أَيضاً ربُّهُ، وَمالِكُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ معناهُ مَنْزِلَةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ أَن يَخَافَآ ﴾ معناهُ استَقينا. ومثلُهُ :﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ﴾ [ النساء : ٣ ] معناه أَيْقَنْتُم.
وقولُه تعالى :﴿ إِن ظَنَّآ ﴾ [ معناه ] إِنْ أَيقَنا.
وقولُه تعالى :﴿ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ﴾ معناهُ بَلغَ النِّساءُ فِي عَدَّتِهنَّ منتهى كُلِ قُرءٍ أَوْ شَهرٍ. وعِدَّةُ المطلَّقةِ إِذا كان مَدخُولاً بِهَا ثَلاثَةُ قُروءٍ إِنْ كَانتْ تَحيضُ وإِنْ كانتْ ممن لاَ تَحيضُ لِصغَرٍ أَوْكِبَرٍ ؛ فَثلاثَة أَشْهرٍ، وإِنْ كَانتْ حاملاً ؛ فحتَّى تضعَ حَملَهَا. وإِنْ طَلَّقَها قَبلَ أَنْ يَدخُلَ بِهَا ؛ فَلاَ عِدَّةَ عليهَا. والمُتوفَى عَنهَا زَوجُهَا دَخَلَ بِها أَوْ لَمْ يَدْخُلْ صَغيرةً كانتْ أَوْ كَبيرةً. كَانتْ تَحيضُ أَوْ لاَ تحيضُ. فعِدَّتُهَا أَربعةُ أَشهرٍ وعَشرةُ أَيامٍ مِنْ سَاعةِ مَوتِ زَوجِهَا. إِلاَّ أَنْ تَكونَ حَامِلاً فعِدَّتُهَا أَنْ تَضَعَ حَملَهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : معناهُ لاَ تُضيقُوا عَليهُنَّ، وَلاَ تَحبِسُوهنَّ عن الأَزواجِ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ معناهُ تَزويجٌ صَحيحٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً ﴾ معناهُ نِكَاحٌ، والسِّرُ : الزِّنَا.
وقولهُ تعالى :﴿ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ﴾ فالمُقْتِرُ : القَليلُ المَالِ. وكَذلِكَ المُملِقُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ ﴾ معناهُ أَنْ يَترُكْنَّ، يَعني النِّساءَ.
وقولهُ تعالى :﴿ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ﴾ وهو الزوجُ. ويقالُ : هو الوَليُّ.
وقولهُ تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ معناهُ أَلمْ تَعلمْ وملأهُم : أَشرَافُهُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ ﴾ معناهُ اخْتَارهُ فملكَهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ فالبسطَةُ : الزِّيادَةُ والبسْطَةُ : الطّولُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : الآيةُ : هي علامةٌ، وحجةٌ. والسَّكِينةُ : هي ريحٌ هَفْهَافَةٌ. وقَدْ قِيلَ إِنَّ السَّكِينَةَ : هي طَشْتٌ من ذَهبٍ تُغْسَّلُ فِيهِ قُلوبُ الأَنبِياءِ. والسَّكينةُ في الآيةِ الأُخرى :﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ ﴾ [ التوبة : ٤٠ ] [ الفتح : ٢٦ ] أَرادَ بِهَا الوَقارَ.
وقولهُ تعالى :﴿ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ﴾ معْناهُ تَسوقُهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ﴾ معناهُ مُختَبرُكُمْ. والنَّهرُ : بينَ الأَردنِ وفلسطينَ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ﴾ معناه ليسَ مَعي عَلى عَدوّي.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ﴾ فالغُرْفَةُ : مِلءُ الكَفِ. وتجمعُ غَرَفاً وغَرَفاتٍ، وغُرْفَةً، وغُرْفاتٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ﴾ فالقَليلُ ثلاثمائةٌ وثَلاثَةَ عشرَ رجلاً وكَانَ عِدَّةُ أَصحَابِ بَدرٍ مِنْ المُسلِمينَ مِثلَ ذَلِكَ.
وقولهُ تعالى :﴿ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ﴾ فالفِئَةُ : الجماعةُ وجمعُهَا فِئاتٌ، وفِئُون.
وقولهُ تعالى :﴿ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ﴾ معناهُ أَنْزِلهُ علينا.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ ﴾ المعنى وَلا خَليلٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السلامُ : فالحيُّ : الباقيُ، والقَيّومُ : الدَائمُ الذي لا يَزولُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾ فالسِّنةُ : النُّعاسُ : وكذلكَ الوَسنَةُ وجمعُها سِناتٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ مَن ذَا الذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : معناهُ يتكلمُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَ'وَتِ وَالأَرْضَ ﴾ قالَ وسِعَ عِلمُهُ السَّمَ'وَتِ والأَرضَ. والكراسيُّ : العُلماءُ. ويقالُ : إِنَّ الكُرسيَّ : موضعُ العَرشِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ معناه لا يَكُد بِه ولاَ يَثقُلُ عَليهِ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ يريدُ بِهِ القُرآنَ. وقالَ : هو قولُ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ انفِصَامَ لَهَا ﴾ معناهُ لاَ انكِسَارَ لَهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ فالظُّلماتُ : الكفرُ. والنّورُ : الإِيمانُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَبُهِتَ ﴾ معناهُ انْقَطَعتْ حُجتُهُ. ويقالُ : بَهُتَ وبَهِتَ، وأَكثرُ الكَلامِ بَهُتَ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ﴾ فالخَاوي :[ الخراب ] الخَالي الذي لا أَنيسَ بهِ. والعُرُوشُ : البيوتُ والأَبنِيةُ، واحدُها عَرْشٌ. ومَا بينَ الثَّلاثةِ إِلى العَشَرةِ عُرُشٌ. والعُرُوشُ أَكثرُ الكَلامِ.
وقولهُ تعالى :﴿ لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴾ معناهُ لَمْ تَأتِ عَليهِ السّنونُ ؛ فَيَتغيَّر.
وقولهُ تعالى :﴿ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ﴾ معناهُ كيفَ نَنْقُلُهَا إِلى مَواضِعهَا.
وقولهُ تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ﴾ قال زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : ليطمئن قَلبي بالعَيانِ، مع طمأنينتي بِغَيبةٍ. ويقالُ فليَخلد. والطَّيرُ أَربعةٌ : الدِّيكُ، والطَّاووسُ، والغُرابُ، والحمَامُ وقالَ فِي قَولِهِ لِّيَطمَئِنَ قَلْبي معناهُ إِنَّكَ تُجيبُني إِذَا دَعَوتُكَ وتُعطينِي إِذَا سَأَلتُكَ. فصُرْهُنَّ إِليكَ أَي ضُمَّهُنَّ إِليكَ. وصُرهُنَّ : أَي قَطّعهُنَّ وشَقِّقْهُنَّ. وهي بالنَبطيةِ صريه.
وقولهُ تعالى :﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ ﴾ فالصَّفَوانُ : الحِجَارةُ الملسُ التي لاَ يَثبُتُ فِيهَا شَيءٌ. والواحدةُ صَفْوانةٌ. وكذلك الصَّفا للجَمعِ. واحدُهَا صَفَاةٌ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ ﴾ معناه مَطرٌ، والجمعُ الأَوابلُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَتَرَكَهُ صَلْداً ﴾ أَي يابِساً.
وقولهُ تعالى :﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ﴾ فالجَنةُ : البُسْتَانُ، والجمعُ الجِنَانُ. والرَّبوةُ : الموضِعُ المُرتَفعُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ﴾ فالطَّلُ : النَّدى.
وقولهُ تعالى :﴿ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ ﴾ فالإِعْصَارُ : رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُ مِن الأَرضِ إِلى السَّماءِ كأَنَّها عَمودٌ فِيهِ نَارٌ. والجمعُ الأَعاصيرُ. ويقالُ : الإِعْصَارُ : السّمومُ التي تَقتُلُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ معناهُ لا تَعمَدُوا. والخَبِيثُ : الرَديءُ منهُ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ﴾ معناه تُرخِصوا فيهِ لأَنْفُسِكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ﴾ قالَ زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : فالحِكْمةُ : الأَمانَةُ، والحِكمةُ : البَيانُ، والحِكمةُ : الفِقهُ، والحكِمةُ : العَقلُ والحِكمةُ : الفَهمُ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ معناهُ أُولوا العُقولِ. واحدُهَا لِبٌ. ويقالُ : رجلٌ لَبيبٌ، ورِجالٌ أَلبَّاءُ.
وقولهُ تعالى :﴿ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ﴾ معناهُ إِلحاحٌ. معناهُ كانُوا لا يَسأَلونَ النَّاسَ إِلحَافاً وَلاَ غيرَ إِلحافٍ.
وقولهُ تعالى :﴿ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ فالمسُ : الجُنونُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾ معناه مَا مَضى.
وقولهُ تعالى :﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ﴾ معناهُ يذهبُ.
وقولهُ تعالى :﴿ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ معناه أخْبروا.
وقولهُ تعالى :﴿ أَدْنَى ﴾ معناه أَقربُ و :﴿ أَلاَّ تَرْتَابُواْ ﴾ معناه لا تَشُكّوا.
وقولهُ تعالى :﴿ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ﴾ معناه مَعْصِيةٌ بِكُمْ.
وقولهُ تعالى :﴿ إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ معناهُ إِلا طَاقَتَها.
وقولهُ تعالى :﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ ﴾ معناه تَركنا ﴿ أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ معناه جَهِلْنَا.
وقولهُ تعالى :﴿ وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً ﴾ أَي ثِقْلاً، والإِصْرُ أَيضاً العَهدُ.
سورة البقرة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (البقرةِ) هي أطولُ سورةٍ في القرآنِ العظيم، وفيها أطولُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الدَّين)، وكذلك فيها أعظمُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ)، وإنما جاءت كذلك - لا سيَّما وهي ثاني سورةٍ في القرآن الكريم -؛ لأنها أبانت عن مقصدِ القرآن الأعظم، وفصَّلتْ في أحكامِ الدِّينِ وشرائعه ومعاملاته؛ فافتُتحت ببيانِ مقصدِ هذا الكتاب العظيم؛ وهو {هُدٗى لِّلْمُتَّقِينَ}؛ فهذا الكتابُ إنما نزَل للهداية والإرشاد. ثم أوضَحتِ السُّورةُ ردودَ أفعال الناس تُجاهَ هذا الكتاب، مقسِّمةً إياهم إلى (مؤمن، وكافر، ومنافق)، كما فصَّلتِ الكثيرَ من الشرائع المتعلقة بالصَّدَقات، والطلاق، والمعاملات. ولهذه السُّورةِ فضلٌ عظيم؛ فلا يستطيعها السَّحَرةُ والبَطَلة، كما قُدِّمَ حافظُها على غيره، وكانت تُعطَى له القيادةُ والرياسة؛ لعظيم شأنها، ولِما اشتملت عليه من أحكامٍ. وفيها قصةُ (بقرةِ بني إسرائيل) التي سُمِّيتِ السورة باسمها.

ترتيبها المصحفي
2
نوعها
مدنية
ألفاظها
6140
ترتيب نزولها
87
العد المدني الأول
285
العد المدني الأخير
285
العد البصري
287
العد الكوفي
286
العد الشامي
285

* قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٞ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اْلْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اْللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيْلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: 79]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: {فَوَيْلٞ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ اْلْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ}، قال: «نزَلتْ في أهلِ الكتابِ». "خلق أفعال العباد" (ص 54).

* قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٞ مِّنْ عِندِ اْللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اْلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89]:

عن عاصمِ بن عُمَرَ بن قتادةَ، عن رجالٍ مِن قومِه، قالوا: «إنَّ ممَّا دعانا إلى الإسلامِ  مع رحمةِ اللهِ تعالى وهُدَاه لنا: لَمَا كنَّا نَسمَعُ مِن رجالِ يهُودَ، وكنَّا أهلَ شِرْكٍ أصحابَ أوثانٍ، وكانوا أهلَ كتابٍ، عندهم عِلْمٌ ليس لنا، وكانت لا تزالُ بيننا وبينهم شرورٌ، فإذا نِلْنا منهم بعضَ ما يَكرَهون، قالوا لنا: إنَّه قد تقارَبَ زمانُ نبيٍّ يُبعَثُ الآنَ، نقتُلُكم معه قَتْلَ عادٍ وإِرَمَ، فكنَّا كثيرًا ما نَسمَعُ ذلك منهم، فلمَّا بعَثَ اللهُ رسولَه ﷺ، أجَبْناه حين دعانا إلى اللهِ تعالى، وعرَفْنا ما كانوا يَتوعَّدوننا به، فبادَرْناهم إليه، فآمَنَّا به، وكفَروا به؛ ففينا وفيهم نزَلَ هؤلاء الآياتُ مِن البقرةِ: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٞ مِّنْ عِندِ اْللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اْلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعْنَةُ اْللَّهِ عَلَى اْلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 89]». سيرة ابن هشام (1/213).

* قوله تعالى: ﴿مَن ‌كَانَ ‌عَدُوّٗا ‌لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ اْللَّهَ عَدُوّٞ لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «أقبَلتْ يهُودُ إلى النبيِّ ﷺ، فقالوا: يا أبا القاسمِ، نسألُك عن أشياءَ، فإن أجَبْتَنا فيها اتَّبَعْناك، وصدَّقْناك، وآمَنَّا بك.

قال: فأخَذَ عليهم ما أخَذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذ قالوا: ﴿اْللَّهُ ‌عَلَىٰ ‌مَا نَقُولُ وَكِيلٞ﴾ [يوسف: 66].

قالوا: أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ ﷺ، قال: «تنامُ عيناه، ولا ينامُ قلبُه».

قالوا: أخبِرْنا كيف تُؤنِثُ المرأةُ، وكيف تُذكِرُ؟ قال: «يلتقي الماءانِ؛ فإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرَّجُلِ آنثَتْ، وإذا علا ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأةِ أذكَرتْ»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: فأخبِرْنا عن الرَّعْدِ؛ ما هو؟ قال: «مَلَكٌ مِن الملائكةِ موكَّلٌ بالسَّحابِ، معه مَخاريقُ مِن نارٍ، يسُوقُ بها السَّحابَ حيث شاء اللهُ»، قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسمَعُ؟ قال: «زَجْرُه بالسَّحابِ إذا زجَرَه، حتى ينتهيَ إلى حيث أُمِرَ»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: أخبِرْنا ما حرَّم إسرائيلُ على نفسِه؟ قال: «كان يسكُنُ البَدْوَ، فاشتكى عِرْقَ النَّسَا، فلم يَجِدْ شيئًا يلاوِمُه إلا لحومَ الإبلِ وألبانَها؛ فلذلك حرَّمها»، قالوا: صدَقْتَ.

قالوا: أخبِرْنا مَن الذي يأتيك مِن الملائكةِ؛ فإنَّه ليس مِن نبيٍّ إلا يأتيه مَلَكٌ مِن الملائكةِ مِن عندِ ربِّهِ بالرسالةِ وبالوحيِ، فمَن صاحبُك؛ فإنَّما بَقِيَتْ هذه حتى نُتابِعَك؟ قال: «هو جِبْريلُ»، قالوا: ذلك الذي يَنزِلُ بالحربِ وبالقتلِ، ذاك عدوُّنا مِن الملائكةِ، لو قلتَ: ميكائيلُ، الذي يَنزِلُ بالقَطْرِ والرحمةِ؛ تابَعْناك.

فأنزَلَ اللهُ تعالى: ﴿ ‌مَن ‌كَانَ ‌عَدُوّٗا ‌لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ اْللَّهَ عَدُوّٞ لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98]». أخرجه أحمد (2514).

* قولُه تعالى: {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ اْلْحَقُّۖ فَاْعْفُواْ وَاْصْفَحُواْ} [البقرة: 109]:

جاء عن كعبِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ كعبَ بنَ الأشرَفِ اليهوديَّ كان شاعرًا، وكان يهجو النبيَّ ﷺ، ويُحرِّضُ عليه كفَّارَ قُرَيشٍ في شِعْرِه، وكان المشركون واليهودُ مِن المدينةِ حين قَدِمَها رسولُ اللهِ ﷺ يُؤذُون النبيَّ ﷺ وأصحابَه أشَدَّ الأذى، فأمَر اللهُ تعالى نبيَّهُ بالصَّبْرِ على ذلك، والعفوِ عنهم؛ وفيهم أُنزِلتْ: {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ} إلى قولِه: {فَاْعْفُواْ وَاْصْفَحُواْ} [البقرة: 109]». أخرجه أبو داود (رقم ٣٠٠٠).

* قولُه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ‌اْلْمَشْرِقُ ‌وَاْلْمَغْرِبُۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اْللَّهِۚ إِنَّ اْللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 115].

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو مُقبِلٌ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ على راحلتِهِ حيث كان وجهُهُ، قال: وفيه نزَلتْ: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اْللَّهِۚ﴾». أخرجه مسلم (700).

* قولُه تعالى: ﴿وَإِذْ ‌جَعَلْنَا ‌اْلْبَيْتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمْنٗا وَاْتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ وَإِسْمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَاْلْعَٰكِفِينَ وَاْلرُّكَّعِ اْلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].

سببُ نزولِها: ما جاء عن أنسٍ - رضي الله عنه -، قال: «قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ - رضي الله عنه -: وافَقْتُ ربِّي في ثلاثٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخَذْنا مِن مقامِ إبراهيمَ مُصلًّى؛ فنزَلتْ: ﴿ ‌وَاْتَّخِذُواْ ‌مِن ‌مَّقَامِ إِبْرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ ﴾ [البقرة: 125].

وآيةُ الحجابِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو أمَرْتَ نساءَك أن يَحتجِبْنَ؛ فإنَّه يُكلِّمُهنَّ البَرُّ والفاجرُ؛ فنزَلتْ آيةُ الحجابِ.

واجتمَعَ نساءُ النبيِّ ﷺ في الغَيْرةِ عليه، فقلتُ لهنَّ: ﴿ ‌عَسَىٰ ‌رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ ﴾؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ». أخرجه البخاري (٤٠٢).

* قوله تعالى: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ اْلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَاۚ} [البقرة: 142]:
عن البراءِ رضي الله عنه، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي نحوَ بيتِ المقدسِ، ويُكثِرُ النظرَ إلى السماءِ ينتظِرُ أمرَ اللهِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي اْلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةٗ تَرْضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِۚ} [البقرة: 144]،  فقال رجالٌ مِن المسلمين: وَدِدْنا لو عَلِمْنا عِلْمَ مَن مات قبل أن نُصرَفَ إلى القِبْلةِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ} [البقرة: 143]، وقال السُّفهاءُ مِن الناسِ: ما ولَّاهم عن قِبْلتِهم التي كانوا عليها؟ فأنزَلَ اللهُ: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ} [البقرة: 142] إلى آخرِ الآيةِ. "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص 25، 26).

* قولُه تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ ﴾ [البقرة: 143].

ممَّا صحَّ: ما جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: «لمَّا وُجِّهَ النبيُّ ﷺ إلى الكعبةِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كيف بإخوانِنا الذين ماتوا وهم يُصَلُّون إلى بيتِ المقدسِ؟ فأنزَلَ اللهُ: ﴿وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ﴾ [البقرة: 143]». أخرجه أبو داود (٤٦٨٠)، والترمذي (٢٩٦٤).

* قولُه تعالى: ﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِي اْلدِّينِۖ ﴾ [البقرة: 256].

جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنَّه قال: «كانت المرأةُ مِن الأنصارِ تكونُ مِقْلاةً، لا يكادُ يعيشُ لها ولَدٌ، فتَجعَلُ على نفسِها إن عاش لها ولَدٌ أن تُهوِّدَهُ، فلمَّا أُجلِيَتْ بنو النَّضيرِ، كان فيهم مِن أبناءِ الأنصارِ، فقالوا: لا ندَعُ أبناءَنا؛ فأنزَلَ اللهُ: ﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِي اْلدِّينِۖ ﴾ [البقرة: 256]». أخرجه أبو داود (٢٦٨٢).

* قولُه تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اْللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اْكْتَسَبَتْۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَاۚ ﴾ [البقرة: 286].

سببُ نزولِ هذه الآيةِ: ما جاء عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه -، قال: «لمَّا نزَلتْ على رسولِ اللهِ ﷺ: ﴿ لِّلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۗ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اْللَّهُۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَاْللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، قال: فاشتَدَّ ذلك على أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، فأتَوْا رسولَ اللهِ ﷺ، ثم برَكُوا على الرُّكَبِ، فقالوا: أيْ رسولَ اللهِ، كُلِّفْنا مِن الأعمالِ ما نُطِيقُ؛ الصَّلاةَ، والصِّيامَ، والجهادَ، والصَّدقةَ، وقد أُنزِلتْ عليك هذه الآيةُ ولا نُطِيقُها، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أتُريدون أن تقولوا كما قال أهلُ الكتابَينِ مِن قَبْلِكم: سَمِعْنا وعصَيْنا؟! بل قُولوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ»، قالوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ، فلمَّا اقترَأَها القومُ، ذَلَّتْ بها ألسنتُهم؛ فأنزَلَ اللهُ في إثرِها: ﴿ ءَامَنَ اْلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَاْلْمُؤْمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِاْللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ اْلْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، فلمَّا فعَلوا ذلك، نسَخَها اللهُ تعالى؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اْللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اْكْتَسَبَتْۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرٗا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى اْلَّذِينَ مِن قَبْلِنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ}، قال: نَعم. {وَاْعْفُ عَنَّا وَاْغْفِرْ لَنَا وَاْرْحَمْنَآۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَاْنصُرْنَا عَلَى اْلْقَوْمِ اْلْكَٰفِرِينَ}، قال: نَعم». صحيح مسلم (125).

* ثبَت لسورة (البقرة) اسمٌ آخَرُ؛ وهو (الزَّهراء):

لِما جاء في حديث أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: «اقرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عمرانَ». أخرجه مسلم (804).

«والزَّهْراوانِ: أي: المُنِيرتانِ المُضيئتان، واحدتُها: زَهْراءُ». "لسان العرب" (4 /332).

وقد عَدَّ بعضُ العلماء أنَّ ذِكْرَ (الزَّهْراوَينِ) في هذا الحديثِ هو مِن باب الوصف، لا التسمية. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (3 /143)، "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /20).

* أمَرنا النبيُّ ﷺ أن نقرأَها في بيوتِنا؛ فإنَّ الشيطانَ يَنفِرُ منها:

كما جاء عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «لا تَجعَلوا بيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ يَنفِرُ مِن البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ». أخرجه مسلم (780).

* هي السُّورة التي لا يستطيعها البَطَلةُ:

فعن بُرَيدةَ بن الحُصَيب الأَسْلمي رضي الله عنه، قال: كنتُ جالسًا عند النبيِّ ﷺ، فسَمِعْتُه يقول: «تَعلَّموا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه أحمد (٢٢٩٥٠).

* آخِرُ آيتَينِ منها تكفيانِ قارئَهما:

فعن عبدِ الرحمنِ بن يَزيدَ، قال: لَقِيتُ أبا مسعودٍ رضي الله عنه عند البيتِ، فقلتُ: حديثٌ بلَغني عنك في الآيتَينِ في سورةِ (البقرة)، فقال: نعم، قال رسولُ الله ﷺ: «الآيتانِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأهما في ليلةٍ كَفَتَاهُ». أخرجه مسلم (807).

* سورة (البقرة) تُحاجُّ عن صاحبها يومَ القيامة:

فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «اقرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه؛ اقرَؤوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما غَيَايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقانِ مِن طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه مسلم (804).

* لحافِظِها فضلٌ خاصٌّ وشأن عظيم:

فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: «كان الرَّجُلُ إذا قرأ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، جَدَّ فينا - يعني: عظُمَ -»، وفي روايةٍ: «يُعَدُّ فينا عظيمًا»، وفي أخرى: «عُدَّ فينا ذا شأنٍ». أخرجه أحمد (3/120) (12236).

وعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: بعَث رسولُ اللهِ ﷺ بَعْثًا، وهم ذو عَدَدٍ، فاستقرَأهم، فاستقرَأ كلَّ رجُلٍ منهم ما معه مِن القرآنِ، فأتى على رجُلٍ منهم - مِن أحدَثِهم سنًّا -، فقال: «ما معك يا فلانُ؟!»، قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: «أمعك سورةُ البقرةِ؟!»، فقال: نعم، قال: «فاذهَبْ؛ فأنت أميرُهم»، فقال رجُلٌ مِن أشرافِهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما منَعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ إلا خشيةُ ألَّا أقُومَ بها! فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تعلَّموا القرآنَ، واقرَؤوه؛ فإنَّ مثَلَ القرآنِ لِمَن تعلَّمَه، فقرَأه وقام به: كمثَلِ جرابٍ محشوٍّ مِسْكًا، يفُوحُ رِيحُه في كلِّ مكانٍ، ومثَلَ مَن تعلَّمَه، فيرقُدُ وهو في جوفِه: كمثَلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسْكٍ». أخرجه الترمذي (٢٨٧٦).

* لها نزَلتِ الملائكةُ مستمِعةً:

فعن أُسَيدِ بن حُضَيرٍ رضي الله عنه، قال: يا رسولَ اللهِ، بينما أنا أقرأُ الليلةَ سورةَ البقرةِ، إذ سَمِعْتُ وَجْبةً مِن خَلْفي، فظنَنْتُ أنَّ فَرَسي انطلَقَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فالتفَتُّ فإذا مِثْلُ المِصباحِ مُدَلًّى بين السماءِ والأرضِ، ورسولُ اللهِ ﷺ يقولُ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فقال: يا رسولَ اللهِ، فما استطعتُ أن أمضيَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تلك الملائكةُ؛ نزَلتْ لقراءةِ سورةِ البقرةِ، أمَا إنَّك لو مضَيْتَ، لرأيْتَ العجائبَ». أخرجه ابن حبان (779).

* فيها أعظَمُ آيةٍ في كتابِ الله؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ):

عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قلتُ: {اْللَّهُ ‌لَآ ‌إِلَٰهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ ‌اْلْحَيُّ ‌اْلْقَيُّومُۚ}، قال: فضرَب في صدري، وقال: «واللهِ، لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنذِرِ». أخرجه مسلم (٨١٠).

* لعلَّ رسولَ الله ﷺ قرَأها في صلاةِ الكسوف:

فقد جاء عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «لمَّا كسَفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ، توضَّأَ، وأمَرَ فنُودي: إنَّ الصَّلاةَ جامعةٌ، فقام، فأطال القيامَ في صلاتِهِ، قالت: فأحسَبُه قرَأَ سورةَ البقرةِ، ثم ركَعَ، فأطال الرُّكوعَ، ثم قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ثم قام مِثْلَ ما قام، ولم يسجُدْ، ثم ركَعَ، فسجَدَ، ثم قام، فصنَعَ مِثْلَ ما صنَعَ، ثم ركَعَ ركعتَينِ في سَجْدةٍ، ثم جلَسَ، وجُلِّيَ عن الشمسِ». أخرجه البخاري (١٠٤٦).

* وكذا كان يَقرَؤُها ﷺ في قيامِهِ بالليل:

فعن حُذَيفةَ بن اليمانِ رضي الله عنهما، قال: «صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فاستفتَحَ بسورةِ البقرةِ، فقرَأَ بمائةِ آيةٍ لم يَركَعْ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها في الرَّكعتَينِ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها ثمَّ يَركَعُ، فمضى حتى قرَأَ سورةَ النِّساءِ، ثم قرَأَ سورةَ آلِ عِمْرانَ، ثم ركَعَ نحوًا مِن قيامِهِ، يقولُ في ركوعِهِ: سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، ثم رفَعَ رأسَهُ، فقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمدُ، وأطال القيامَ، ثم سجَدَ، فأطال السُّجودَ، يقولُ في سجودِهِ: سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، لا يمُرُّ بآيةِ تخويفٍ أو تعظيمٍ للهِ عزَّ وجلَّ إلا ذكَرَهُ». أخرجه النسائي (١١٣٢). وقد ورَد نحوُ هذا الحديث عن عوفِ بن مالك الأشجَعيِّ. انظر: النسائي (١١٣١).

حوَتْ سورةُ (البقرةِ) كثيرًا من الموضوعات المتنوِّعة، وقد جاءت على هذا الترتيبِ:

هداية القرآن وخلافة الإنسان (١-٣٩).

هداية القرآن وموقف الناس منها (١-٢٠).

أمر الناس باتِّباع المنهج، ونموذج الاستخلاف الأول (٢١- ٣٩).

بنو إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٠-١٦٢).

تذكير وعتاب (٤٠-٤٨).

ثم ذِكر أحوال بني إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٩-٧٤).

وبعد ذلك ذِكر مواقفِ اليهود المعاصرين للنبيِّ عليه السلام (٧٥-١٢٣).

دعوة إبراهيم وتبرئتها من انتساب اليهود والنصارى إليها (١٢٤-١٤١).

انتقال القِبْلة والإمامة في الدِّين لأمَّة محمد عليه السلام (١٤٢-١٦٢).

مقوِّمات استحقاقِ أمَّة الإسلام للخلافة (١٦٣-٢٨٣).

الشرائع التفصيلية للدِّين الإسلامي (١٦٣-١٧٧).

تفصيل بعض أمور البِرِّ (١٧٨-٢٠٣).

نماذجُ بشرية ومواعظُ إلهية (٢٠٤-٢٢٠).

تفصيل أحكام الأُسرة (٢٢١-٢٤٢).

قِصص الإحياء والإماتة (٢٤٣-٢٦٠).

الإنفاق؛ آدابه والمستحِقون له (٢٦١-٢٧٤).

حفظ الأموال عن الحرام والإضاعة (٢٧٥-٢٨٣).

دعاءٌ وإجابة (٢٨٤-٢٨٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسُوَر القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /19).

جاءت هذه السُّورةُ الكريمة ببيانِ منهج خلافة الله في الأرض بين مَن أضاعوه ومَن أقاموه، وسُمُوِّ هذا الدِّين على ما سبَقه، وعُلُوِّ هَدْيِه، وأصولِ تطهيره النفوسَ بعد تبيينِ شرائعِ هذا الدِّين لأتباعه، وإصلاحِ مجتمَعِهم بعد إقامة الدليل على أنَّ الكتابَ هدًى؛ ليُتَّبعَ في كلِّ حال. وأعظَمُ ما يَهدِي إليه: الإيمانُ بالغيب؛ ومَجمَعُه: الإيمان بالآخرة، ومدارُه: الإيمان بالبعث، الذي أعرَبتْ عنه قصةُ (البقرة)، التي مدارها: الإيمانُ بالغيب؛ فلذلك سُمِّيتْ بها السورةُ. ينظر: "مصاعد النظر" للبقاعي (2 /10)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (1 /203).