٣ -﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ «الذين» اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت للمتقين. الجار «مما» : متعلق بـ «ينفقون».
٤ -﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾
جملة «هم يوقنون» الاسمية معطوفة على الفعلية «يؤمنون» لا محل لها. الجار «بالآخرة» متعلق بـ «يوقنون». والآخرة تأنيث آخِر المقابل لأوَّل، وهي صفة في الأصل جرت مجرى الأسماء، والتقدير: الدار الآخرة. و «يوقنون» ماضيه أيقن، أصله يُؤَيْقِنون حذفت همزة أفعل حملا على حذفها من المضارع المسند للمتكلم فصار يُيْقِنون، وقعت الياء ساكنة بعد ضمة فقلبت واوًا.
٥ -﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ «هم» : ضمير فصل لا محل له من الإعراب. «المفلحون» : خبر مرفوع -[٧]- بالواو لاسم الإشارة «أولئك». وجملة «أولئك على هدى» مستأنفة لا محل لها.
٧ -﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
جملة «ختم الله» مستأنفة لا محل لها. جملة «وعلى أبصارهم غشاوة» معطوفة على جملة «ختم» لا محل لها. جملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «على أبصارهم غشاوة» لا محل لها.
٨ -﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾
الواو مستأنفة. قوله «وما هم بمؤمنين» : الواو حالية، «ما» نافية تعمل عمل ليس. والباء في «بمؤمنين» زائدة، والاسم معها مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما»، والجملة في محل نصب حال.
٩ -﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
جملة «يخادعون» استئنافية لا محل لها. وجملة «وما يخدعون» حالية من -[٨]- الواو في «يخادعون»، وجملة «وما يشعرون» حالية من الواو في «يخدعون» في محل نصب.
١٠ -﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾
جملة «فزادهم الله» معطوفة على جملة «في قلوبهم مرض» لا محل لها. «مرضا» : مفعول به ثانٍ. جملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «فزادهم الله» لا محل لها. جملة «كانوا» صلة الموصول الحرفي «ما» لا محل لها، والمصدر المؤول «بما كانوا» مجرور متعلق بالاستقرار المقدر في «لهم».
١١ -﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾
نائب فاعل «قيل» ضميرٌ مستتر تقديره هو، يعود على مصدره، والتقدير: وإذا قيل لهم قول هو. واخترنا أن يكون النائب ضمير المصدر لأنه أكثر فائدة من الجار والمجرور، وجملة «وإذا قيل لهم» معطوفة على جملة ﴿يَقُولُ﴾ في الآية (٨).
١٢ -﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾ «ألا» حرف تنبيه، «هم» : تأكيد لاسم «إن»، والضمير المرفوع المنفصل يؤكَّد به جميع ضروب المتصل. جملة «ولكن لا يشعرون» معطوفة على جملة «إنهم هم المفسدون».
١٣ -﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ﴾ -[٩]-
قوله «آمنوا كما آمن الناس» : الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب مفعول مطلق؛ لأنه نعت لمصدر محذوف، و «ما» مصدرية أي: آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس، والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل جر مضاف إليه. ومثلها «كما آمن السفهاء». وجملة «ولكن لا يعلمون» معطوفة على جملة «إنهم هم السفهاء».
١٥ -﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
جملة «الله يستهزئ بهم» مستأنفة لا محل لها. جملة «يعمهون» حالية من مفعول «يمدهم» في محل نصب.
١٦ -﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ -[١٠]-
جملة «فما ربحت تجارتهم» معطوفة على جملة «اشتروا» فهي مثلها لا محل لها.
١٧ -﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾
جملة «مثلهم كمثل» حالية من الواو في ﴿كَانُوا﴾ في الآية السابقة. «فلما» : الفاء عاطفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، وهي حرف شرط غير جازم. جملة «فلما أضاءت» معطوفة على جملة «استوقد» لا محل لها. جملة «لا يبصرون» حالية من الضمير في «تركهم».
١٨ -﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ «صم» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم صم، وجملة «هم صم» حالية من واو «لا يبصرون». جملة «فهم لا يرجعون» معطوفة على جملة «هم صم» في محل نصب.
٢٠ -﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ﴾ «كلما» :«كلَّ» ظرف زمان منصوب متعلق بـ «مشَوا»، و «ما» مصدرية زمانية. والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل جر مضاف إليه، والتقدير: مَشَوا فيه كل وقت إضاءة، وجملة «أضاء» صلة الموصول الحرفي لا محل لها، وجملة «مَشَوا» مستأنفة. جملة «وإذا أظلم» معطوفة على جملة «مشوا» لا محل لها. جملة «ولو شاء الله» مستأنفة لا محل لها.
٢٥ -﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ -[١٣]- «أنَّ» وما بعدها في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض الباء. «كلما» :«كل» ظرف زمان منصوب متعلق بـ «قالوا»، و «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: قالوا كلَّ وقت رزق. الجار «من ثمرة» بدل اشتمال من «منها» متعلق بـ «رُزقوا»، ولا يتعلق حرفان بمعنى واحد بعامل واحد إلا على سبيل البدلية أو العطف. «وأُتُوا» : الواو حالية، والجملة حالية. جملة «قالوا» مستأنفة، وجملة «رزقوا» صلة الموصول الحرفي. «متشابها» حال من الضمير في «به». جملة «ولهم فيها أزواج» معطوفة على جملة «وأُتوا» في محل نصب. الجار «فيها» متعلق بالاستقرار المقدر في الخبر المحذوف.
٣٢ -﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ «سبحانك» : نائب مفعول مطلق، وناصبه فعل مقدر واجب الإضمار، وهو اسم مصدر، والمصدر التسبيح، وجملة «لا علم لنا» مستأنفة في حيز القول. «ما» : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. جملة «إنك أنت العليم» مستأنفة، و «أنت» توكيد للضمير الكاف في «إنك».
٣٣ -﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ -[١٦]- غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ «فلما» : الفاء عاطفة، «لمَّا» حرف وجوب لوجوب، وجملة «فلما أنبأهم» معطوفة على جملة «قال» لا محل لها، وجملة «قال» جواب الشرط غير الجازم لا محل لها. جملة «وأعلم» معطوفة على جملة «أعلم» السابقة في محل رفع.
٣٤ -﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى﴾ «وإذ» : الواو عاطفة، «إذ» اسم ظرفي معطوف على «إذ» في الآية (٣٠)، وجملة «قلنا» مضاف إليه في محل جر. جملة «أبى» مستأنفة لا محل لها.
٣٥ -﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ «أنت» : توكيد للضمير المستتر في «اسكن». «وزوجك» : الواو عاطفة، «زوجك» اسم معطوف على الضمير المستتر في «اسكن»، والكاف مضاف إليه. «رغدا» : نائب مفعول مطلق منصوب، والتقدير: أكلا رغدا. «حيث» : ظرف مكان مبني على الضم متعلق بـ «كلا»، وجملة «شئتما» مضاف إليه في محل جر. «فتكونا» : الفاء سببية، والفعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف اسم «تكون»، والمصدر المؤول من «أنْ» وما بعدها معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق أي: لا يكن منكما قُرْبٌ -[١٧]- فكَوْن، وجملة «تكونا» صلة الموصول الحرفي.
٣٦ -﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾
جملة «وقلنا» مستأنفة. جملة «بعضكم لبعض عدو» حال من الضمير في «اهبطوا» في محل نصب. جملة «ولكم في الأرض مستقر» معطوفة على جملة «بعضكم لبعض عدو» في محل نصب.
٣٨ -﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ «إمَّا» مؤلفة من «إن» حرف شرط جازم، و «ما» زائدة. «فَمَنْ» : الفاء واقعة في جواب الشرط، «من» اسم شرط جازم مبتدأ، وجملة «تبع» في محل رفع خبر. جملة «فمن تبع هداي فلا خوف عليهم» جواب الشرط الأول في محل جزم. جملة «فلا خوف عليهم» جواب الشرط الثاني في محل جزم. جملة «ولا هم يحزنون» معطوفة على جملة جواب الشرط.
٤٠ -﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ «التي» : اسم موصول نعت لـ «نعمتي» في محل نصب. «أوف» : مضارع مجزوم لأنه واقع في جواب شرط مقدر، أي: إن توفوا أوفِ. «وإيَّاي» : الواو عاطفة، «إيَّا» ضمير نصب منفصل مفعول به مقدم لفعل مقدر يُفسِّره ما بعده تقديره: ارهبوا، والياء للمتكلم، والتقدير: وإياي ارهبوا فارهبون. «فارهبون» : الفاء زائدة، والفعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية. وجملة «ارهبوا» المقدرة معطوفة على جملة «أوْفوا» لا محل لها. وجملة «ارهبون» تفسيرية للفعل المقدر لا محل لها.
٤٦ -﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
المصدر المؤول من «أنّ» وما بعدها سدَّ مسدّ مفعولَيْ «ظنَّ». والمصدر الثاني معطوف على المصدر السابق، والتقدير: يظنون ملاقاة ربهم والرجوع إليه.
٤٨ -﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا -[٢٠]- عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ «يوما» مفعول به. جملة «لا تجزي نفس» نعت لـ «يوم»، والأصل: لا تجزي فيه، ثم حُذف. «شيئا» : نائب مفعول مطلق، أي: لا تجزي جزاء قليلا ولا كثيرا. جملة «ولا هم ينصرون» معطوفة على جملة «ولا يؤخذ منها عدل» في محل نصب.
٦٠ -﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ «فانفجرت» : الفاء عاطفة على محذوف أي: فضرب فانفجرت. «اثنتا» : فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، و «عشرة» : جزء مبني على الفتح لا محل له. وجملة «قد علم كل أناس» حال من «اثنتا عشرة»، والرابط مقدر أي: منها. وجملة «كلوا» مقول القول لقول مضمر.
٦٥ -﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ «ولقد» : الواو استئنافية، واللام واقعة في جواب قسم مقدر، والجار «منكم» متعلق بحال من الضمير في «اعتدوا». «خاسئين» خبر ثانٍ. وكونه خبرا أوْلى مِن كونه صفة؛ لأن الجمع السالم لا يكون صفة لما لا يعقل.
٦٦ -﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾
جملة «فجعلناها» مستأنفة لا محل لها. و «نكالا» : مفعول ثانٍ. الجار «لما» متعلق بنعت لـ «نكالا».
٦٨ -﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ﴾
جملة «يبين» جواب شرط مقدر لا محل لها. «ما هي» : اسم استفهام مبتدأ، والضمير خبره، وجملته في محل نصب مفعول به للفعل «يُبَيِّن»، وهذه -[٢٦]- الجملة عَلَّقت «يبيِّن» عن العمل لأنه شبيه بأفعال القلوب. «لا فارض» :«لا» نافية لا عمل لها، «فارض» صفة لبقرة مرفوعة، ووجب تكرار «لا». «ولا بكر» : معطوف على «فارض»، و «عوان» نعت لبقرة، و «بين» ظرف مكان متعلق بصفة لـ «عوان». جملة «فافعلوا» مستأنفة لا محل لها.
٧١ -﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ «لا ذلول» :«لا» نافية لا عمل لها، و «ذلول» صفة لبقرة. جملة «تثير» في محل نصب حال من الضمير المستتر في «ذلول» أي: لا تُذَلُّ حال إثارتها الأرض. «مسلمة» : صفة لبقرة، وجملة «لا شية فيها» نعت لبقرة في محل -[٢٧]- رفع. جملة «قالوا» مستأنفة، والجار «بالحق» متعلق بـ «جئت». جملة «فذبحوها» مستأنفة لا محل لها، وجملة «وما كادوا» حالية في محل نصب.
٧٣ -﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ «كذلك» : الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب مفعول مطلق؛ لأنه نعت لمصدر محذوف، والتقدير: يُحيي الله الموتى إحياء مثل ذلك الإحياء، «ذا» اسم إشارة مضاف إليه، وجملة «يُحيي» مستأنفة لا محل لها. جملة «لعلكم تعقلون» مستأنفة لا محل لها.
٧٤ -﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
جملة «فهي كالحجارة» معطوفة على جملة «قست قلوبكم» لا محل لها. «أو أشد» :«أو» عاطفة، «أشد» اسم مرفوع معطوف على الاستقرار الذي تعلق به الخبر أي: فهي كائنة كالحجارة أو أشد. «قسوة» : تمييز منصوب، والاسم المنصوب بعد اسم التفضيل تمييز. «وإنَّ» : الواو مستأنفة، «إنَّ» حرف ناسخ، الجار «من الحجارة» متعلق بخبر «إن» المقدر. «لما» : اللام -[٢٨]- للتأكيد، «ما» موصولة اسمية في محل نصب اسم إن. جملة «ثم قست» معطوفة على مقدر أي: فحييت، لا محل لها. جملة «وما الله بغافل» مستأنفة لا محل لها. والباء زائدة في خبر «ما».
٧٨ -﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ﴾
جملة «لا يَعْلَمُونَ» صفة «أمِّيُّون» في محل رفع. «أمانيَّ» مستثنى منقطع منصوب. وجملة «إن هم إلا يظنون» معطوفة على جملة «منهم أميُّون» لا محل لها، و «إن» نافية، و «إلا» للحصر، وجملة «يظنون» خبر «هم» في محل رفع.
٨٤ -﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ «إذ» : اسم ظرفي معطوف على «إذ» المتقدمة. جملة «لا تسفكون» جواب -[٣١]- القسم لا محل لها؛ لأنَّ أَخْذَ الميثاق بمعنى القسم. جملة «أقررتم» معطوفة على جملة «تخرجون» لا محل لها. جملة «وأنتم تشهدون» حالية.
٨٧ -﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾
جملة «ولقد آتينا موسى الكتاب» استئنافية لا محل لها. جملة «لقد آتينا» جواب قسم مقدر لا محل لها. «أفكلما» : الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية، «كل» ظرف زمان متعلق بـ «استكبرتم»، و «ما» مصدرية ظرفية، والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها مضاف إليه، والتقدير: فاستكبرتم كل وقت مجيء رسول. وجملة «استكبرتم» مستأنفة لا محل لها. «ففريقا» : الفاء عاطفة، «فريقا» مفعول به مقدم منصوب. وجملة «تقتلون» معطوفة على جملة «كَذَّبتم».
٩٢ -﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ -[٣٥]-
الجار «بالبينات» متعلق بـ «جاءكم». جملة «ثم اتخذتم» معطوفة على جملة «لقد جاءكم» لا محل لها. جملة «وأنتم ظالمون» حالية في محل نصب من التاء في «اتخذتم».
٩٦ -﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «ولتجدنهم» واقعة في جواب قسم مقدر، وجملة «أقسم» المقدرة معطوفة على جملة ﴿وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ﴾. «أحرص» : مفعول به ثان، وقد أضيف أفعل التفضيل إلى معرفة فجاء مفردًا على أحد الجائزين فلم يطابق ما قبله، والجار «على حياة» متعلق بـ «أحرص». والجار «من الذين» متعلق بـ «أحرص» مقدرا، وهو داخل تحت أفعل التفضيل، وحذف من الثاني لدلالة الأول عليه أي: وأحرص من الذين أشركوا. «لو يعمر» :«لو» مصدرية، والمصدر المؤول مفعول «يود» أي: تعميره. «ألف» : ظرف زمان متعلق بـ «يعمر». الواو في «وما» حالية، والجملة حالية، و «ما» تعمل عمل ليس، والضمير «هو» العائد على «أحد» السابق اسمها، والباء في «بمزحزحه» زائدة، و «مزحزحه» الخبر. والجار «من العذاب» متعلق بـ «مزحزحه»، والمصدر «أن يعمر» فاعل «بمزحزحه» والتقدير: وما أحدهم مزحزحه تعميره.
١٠٠ -﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ «الهمزة» للاستفهام، والواو للعطف قُدِّمت عليها الهمزة لأن لها الصدارة، و «كل» منصوب على الظرفية متعلق بـ «نبذ»، و «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: نبذه فريقٌ كلَّ وقت معاهدة. -[٣٨]- «عهدا» : نائب مفعول مطلق، وهو اسم مصدر والمصدر معاهدة. جملة «نبذه فريق» معطوفة على جملة ﴿أَنْزَلْنَا﴾ السابقة لا محل لها.
١٠٤ -﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ -[٤٠]- عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ «الذين» عطف بيان من «أيها» في محل نصب. جملة «وللكافرين عذاب» مستأنفة لا محل لها.
١٠٨ -﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ «أم» : المنقطعة بمعنى بل والهمزة، والجملة معها مستأنفة، والمصدر المؤول مفعول «تريدون». «كما» : الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق؛ لأنه نعت لمصدر محذوف أي: سؤالا مثل سؤال، و «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه. «سواء» ظرف مكان بمعنى وسط.
١١٣ -﴿وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾
جملة «وهم يتلون الكتاب» حالية من «اليهود». جملة «قال الذين» -[٤٣]- مستأنفة لا محل لها. والكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق أي: قالوا قولا مثل ذلك القول. و «ذا» مضاف إليه، و «مثل» مفعول مطلق أي: قالوا قولا مثل قولهم. وجملة «فالله يحكم» مستأنفة.
١١٤ -﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
جملة «ومن أظلم» مستأنفة، و «مَنْ» اسم استفهام -ومعناه النفي- مبتدأ، و «أظلم» خبره. والجار «ممن» متعلق بـ «أظلم». المصدر المؤول من «أن يذكر» في محل نصب مفعول ثانٍ لـ «منع». والمصدر المؤول «أن يدخلوها» اسم كان، و «خائفين» حال من فاعل «يدخلوها» حمل أولا على لفظ «مَنْ» فأفرد في قوله: منع وسعى، وحمل على معناها ثانيا فجمع في قوله «أولئك». الجار «في الآخرة» متعلق بحال من «عذاب».
١١٥ -﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ «فأينما» : الفاء عاطفة، وعطفت الفاء الجملة على المستأنفة قبلها من قبيل عطف المسبَّب على السبب، و «أينما» اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بـ «تولوا»، و «ما» زائدة، والفعل مجزوم بحذف النون، والفاء واقعة في جواب الشرط، «ثم» اسم إشارة للبعيد مبني على الفتح ظرف مكان متعلق بالخبر المقدر، و «وجه» مبتدأ مؤخر،.
١١٦ -﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ -[٤٤]- قَانِتُونَ﴾ «سبحانه» اسم مصدر نائب مفعول مطلق، والجملة معه مستأنفة، وكذا جملة «بل له ما في السماوات»، وكذا جملة «كل له قانتون»، والجار «له» متعلق بـ «قانتون».
١١٨ -﴿وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
عطفت الواو جملة «وقال الذين» على جملة ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ﴾ في الآية (١١٦). «لولا» للتحضيض، والكاف في «كذلك» اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق أي: قالوا قولا مثل ذلك. «مثل» : مفعول مطلق للفعل «قال» أي: قالوا قولا مثل قولهم. وجملة «تشابهت قلوبهم» مستأنفة لا محل لها، وكذلك جملة «قد بينَّا». وجملة «يوقنون» نعت لقوم.
١٢٥ -﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» : هذه الجملة اعتراضية بين جملتَيْ «جعلنا وعهدنا»، والجار «من مقام» متعلق بالمفعول الثاني لاتخذ المقدر، و «أن» في «أن طَهِّرا» مفسرة؛ لأنه سبقها فِعل بمعنى القول دون حروفه، والجملة معها تفسيرية لا محل لها.
١٢٦ -﴿وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ «من آمن» :«مَنْ» بدل من «أهله» في محل نصب، والجار «منهم» متعلق بحال من الضمير في «آمن». و «مَنْ» الثانية موصولة مفعول به لفعل محذوف، تقديره: وأرزق من كفر، ومقول القول مقدر أي: قال: أرزقه وأرزق من كفر. وجملة «فأمتعه» معطوفة على المقدرة أي: أرزق من كفر فأمتعه. و «قليلا» نائب مفعول مطلق. والمخصوص بالذم محذوف أي: النار، والجملة مستأنفة.
١٣٠ -﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾
جملة «ومن يرغب» مستأنفة، و «مَن» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «يرغب» خبر، و «مَن» اسم موصول بدل من الضمير في «يرغب»، و «نفسه» مفعول به، لأنَّ «سفه نفسه» يعني امتهنها، وجملة «لقد اصطفيناه» جواب قسم مقدر، والجار «في الآخرة» متعلق بالصالحين، ويُغتفر في المجرور ما لا يُغتفر في غيره، وجملة «وإنه في الآخرة... » معطوفة على جواب القسم لا محل لها.
١٣١ -﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «إذ» ظرف متعلق بـ «قال» الثانية أي: قال أسلمت وقت قول الله له: أسلم. وجملة «قال» الثانية استئنافية لا محل لها.
١٣٢ -﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ -[٤٩]-
جملة «يا بني إن الله» تفسيرية للوصية. قوله «فلا تموتن» : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي: إن كان الأمر كذلك فلا و «لا» ناهية جازمة، والفعل مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وثبتت النون الثانية للتوكيد، ولما حذفت نون الرفع التقى ساكنان: الواو والنون الأولى المدغمة، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة تدل عليها، ولم يُبْنَ الفعل على الرغم من لحاق نون التوكيد به؛ لأنها لم تباشره لوجود الفاصل المقدر وهو الواو. جملة «وأنتم مسلمون» حالية من الواو المقدرة في «تموتن».
١٣٣ -﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ «أم» المنقطعة بمعنى: بل والهمزة، و «إذ» متعلق بشهداء، و «إذ» الثانية بدل من الأولى. «إبراهيم» بدل من «آبائك»، و «إلها» حال منصوبة، وجملة «ونحن له مسلمون» حالية في محل نصب من فاعل «نعبد».
١٣٤ -﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «قد خلت» نعت لأمة، وجملة «لها ما كسبت» مستأنفة، وكانت صالحة لتكون صفة ثانية لـ «أمة»، ولكنها مستأنفة؛ لأن جملة «ما كسبتم» خالية من الرابط الذي يربطها بالمنعوت، وجملة «لا تسألون» مستأنفة لا محل -[٥٠]- لها.
١٣٥ -﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ «تهتدوا» : فعل مضارع مجزوم لأنه واقع في جواب شرط مقدر أي: إن تكونوا تهتدوا. «ملة» : مفعول به لفعل مضمر تقديره نتبع، «حنيفا» حال من «إبراهيم» وجاءت الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف بمنزلة الجزء من المضاف إليه، وجملة «وما كان» حال من الضمير في «حنيفا».
١٥٠ -﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
الواو استئنافية، «حيثما» اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بـ «كنتم» التامة. «فوَلُّوا» : الفاء واقعة في جواب الشرط، والمصدر المؤول «لئلا يكون» مجرور متعلقان بـ «وَلُّوا»، والجار «عليكم» متعلق بحال من «حجة» هي في الأصل صفة، فلما تقدَّمت صارت حالا. «إلا الذين» مستثنى منقطع مبني على الفتح في محل نصب. جملة «فلا تخشوهم» جواب شرط مقدر أي: إن كانوا كذلك فلا. والمصدر المؤول «لأتمَّ» مجرور معطوف على المصدر المؤول السابق: «لئلا يكون»، متعلق بـ «وَلُّوا»، والفصل بين العلتين لا يضرُّ، لأنه من متعلقات العلة الأولى. وجملة «لعلكم تهتدون» معطوفة على مفرد في محل جر أي: ولإتمام نعمتي ولعلكم تهتدون.
١٥١ -﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا﴾ -[٥٦]-
الكاف نائب مفعول مطلق أي: ولأتمّ نعمتي عليكم إتماما مثل إرسال الرسول فيكم، وجملة «يتلو» نعت «رسولا» في محل نصب.
١٥٤ -﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ «أموات» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم. وكذا «أحياء»، وجملة «لكن لا تشعرون» معطوفة على جملة القول المقدرة أي: بل قولوا هم أحياء، وجملة القول المقدرة مستأنفة لا محلَّ لها.
١٥٨ -﴿فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ «أن يطَّوَّف بهما» : المصدر المؤول من أن وما بعدها منصوب على نزع الخافض «في». وقوله «خيرا» : نائب مفعول مطلق، والأصل: تطوُّعا خيرا. وجملة «ومن تطوَّع» معطوفة على جملة «فمن حجَّ البيت» لا محل لها.
١٦٠ -﴿فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
جملة «فأولئك أتوب» استئنافية لا محل لها. جملة «أتوب» في محل رفع خبر. جملة «وأنا التواب» استئنافية لا محل لها.
١٦٢ -﴿خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ «خالدين» حال من الضمير في «عليهم»، والجار «فيها» متعلق بخالدين. جملة «لا يخفف» حال من الضمير في «خالدين». وجملة «ولا هم ينظرون» معطوفة على جملة «لا يخفف» في محل نصب.
١٦٥ -﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾
جملة «يحبونهم» نعت لـ «أندادا»، والكاف نائب مفعول مطلق أي: يحبونهم حبا مثل حب الله. و «حب» مضاف إليه. جملة «والذين آمنوا أشد حبا لله» اعتراضية، و «حبًّا» تمييز. وجملة «ولو يرى الذين ظلموا» معطوفة على جملة «من الناس من يتخذ» لا محل لها. والمصدر المؤول «أن القوة» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «يرى»، و «جميعا» حال من الضمير المستتر في الخبر المقدر، والمصدر الثاني معطوف على المصدر الأول. وجواب الشرط محذوف.
١٦٧ -﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾
المصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها فاعل بـ «ثبت» مقدرًا. «فنتبرأ» : الفاء سببية، والفعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب -[٦٠]- التمني الذي يصحب «لو» الشرطية، وجواب الشرط محذوف تقديره: لتبرَّأنا، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق أي: لو ثبت حصول كرة لنا فتبرئتنا منهم. «كذلك» : الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق أي: يريهم إراءة مثل ذلك، والرؤية بصرية تتعدى لاثنين بهمزة النقل. «حسرات» حال من «أعمالهم»، والجار «عليهم» متعلق بنعت لـ «حسرات». وجملة «يريهم» مستأنفة، وجملة «وما هم بخارجين» معطوفة على جملة «يريهم الله».
١٦٩ -﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ «وأن تقولوا» معطوف على «السوء» أي: يأمركم بالسوء والقول على الله. و «ما» مفعول به.
١٧٠ -﴿قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا -[٦١]- أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ﴾
جملة «بل نتَّبع» مستأنفة، والهمزة في «أولو» للاستفهام الإنكاري تقدَّمت على الواو لأن الهمزة لها الصدارة، والواو حالية عاطفة على حال مقدرة، والمعطوف على الحال حال، وجملة «كان آباؤهم» في محل نصب حال. أي: يتبعون آباءهم في كل حال ولو كانوا لا يعقلون. «شيئا» : مفعول به منصوب.
١٧٥ -﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾
الفاء استئنافية، و «ما» نكرة تامة تعجبية مبتدأ، و «أصبرهم» فعل ماضٍ، والجملة مستأنفة، وجملة «أصبرهم» في محل رفع خبر.
١٨٤ -﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ «أياما» ظرف زمان متعلق بفعل مقدر أي: صوموا، ولا ينتصب بالصيام السابق لوجود فاصل أجنبي بين المصدر ومعموله، وهو قوله «كما كتب». ويجوز جمع صفة ما لا يعقل بالألف والتاء، ويجوز الإفراد نحو: أيام معدودات ومعدودة. والجار «على سفر» متعلق بمعطوف على «مريضا» مقدر أي: أو كائنا على سفر. وقوله «فعدَّة» : خبر لمبتدأ محذوف أي: فالواجب عدة، والجملة جواب الشرط، و «أُخَر» نعت لأيام ممنوع من الصرف. وجملة «وعلى الذين يطيقونه فدية» معطوفة على جملة «من كان منكم مريضا»، و «طعام» بدل من «فدية»، و «خيرا» نائب مفعول مطلق. المصدر المؤول «وأن تصوموا خير لكم» : مبتدأ، و «خير» خبر المبتدأ. وجملة «إن كنتم تعلمون» مستأنفة لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
١٩٢ -﴿فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «فإن انتهوا» معطوفة على جملة ﴿فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ﴾ لا محل لها، و «غفور رحيم» خبران لـ «إنَّ» الناسخة.
١٩٣ -﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ «حتى» حرف غاية وجر، و «تكون» مضارع تام منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد «حتى»، والمصدر المؤول مجرور بـ «حتى»، والجار والمجرور متعلقان بـ «قاتلوهم». وجملة «فإن انتهوا» معطوفة على جملة «وقاتلوهم» لا محل لها.
١٩٨ -﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾
المصدر المؤول «أن تبتغوا» منصوب على نزع الخافض (في). والجار «من ربكم» متعلق بنعت لـ «فضلا»، وجملة «فإذا أفضتم» مستأنفة. وجملة «واذكروه» معطوفة على جملة «فاذكروا» لا محل لها. والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق أي: واذكروه ذكرا حسنا مثل هدايته لكم هداية حسنة، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه. جملة «وإن كنتم من قبله لمن الضالين» مستأنفة، و «إن» مخففة من الثقيلة مهملة، واللام بعدها الفارقة بين النافية والمخففة، والجار «من قبله» متعلق بالضالين على قول مَنْ يتوسَّع في الجار والمجرور، فيُعْمِل ما بعد «أل» الموصولة في «الضالِّين» فيما قبلها.
١٩٩ -﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «ثم أفيضوا» معطوفة على جملة ﴿وَاذْكُرُوهُ﴾ السابقة لا محل لها. -[٧٢]- و «حيث» اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر بـ «مِنْ»، متعلق بـ «أفيضوا». و «غفور رحيم» خبران لـ «إنَّ».
٢٠٠ -﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾
قوله «فاذكروا» الفاء واقعة في جواب الشرط، والكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق أي: ذكرا مثل ذكركم، و «ذكركم» مضاف إليه. قوله «آباءكم» : مفعول به للمصدر «ذكر»، و «أشد» اسم معطوف على «ذكركم»، والتقدير: أو كذكر أشدَّ ذكرا، و «ذكرا» تمييز. وجملة «فمن الناس....» مستأنفة، و «مَنْ» موصول مبتدأ، وجملة «وما له في الآخرة» حالية، و «خلاق» مبتدأ و «من» زائدة.
٢٠١ -﴿آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
في قوله «آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة» : عطفت الواو معمولين على معمولين: عطفت «في الآخرة» على «في الدنيا»، وعطفت «حسنة» الثانية على «حسنة» الأولى، وجملة «آتنا» جواب النداء مستأنفة.
٢٠٥ -﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾
جملة الشرط «وإذا تولَّى» معطوفة على جملة «يشهد» لا محل لها. جملة «والله لا يحب الفساد» مستأنفة لا محل لها.
٢٠٨ -﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ «أيها» : منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب، و «ها» للتنبيه. «الذين» : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان من «أي». «كافة» : حال من الواو في «ادخلوا». جملة «إنه لكم عدو» مستأنفة في حيز جواب النداء.
٢١١ -﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ «كم» اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول ثانٍ لـ «آتيناهم». الجار «من آية» متعلق بنعت لـ «كم». وجملة «كم آتيناهم» مفعول ثانٍ للسؤال في محل نصب، والفعل «سل» وإن لم يكن قلبيا ولكنه سبب للعلم، والعلم يُعَلَّق.
٢١٢ -﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
جملة «ويسخرون» معطوفة على جملة «زُيّن» لا محل لها. وجملة «الذين اتقوا فوقهم» مستأنفة لا محل لها.
٢١٥ -﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ «ما» : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. «ذا» : اسم موصول بمعنى الذي خبره. وجملة «ينفقون» صلة الموصول الاسمي لا محل لها، وجملة «ماذا ينفقون» مفعول ثانٍ للسؤال. قوله «ما أنفقتم من خير» :«ما» اسم شرط مفعول به مقدم، والجار «من خير» متعلق بصفة لـ «ما». الجار «فللوالدين» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: فمصرفه كائن للوالدين. «وما تفعلوا» :«ما» شرطية جازمة، مفعول به، والجار «من خير» متعلق بصفة لـ «ما». وجملة «وما تفعلوا» مستأنفة لا محل لها.
٢١٦ -﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ -[٧٧]- لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾
جملة «وهو كره» حالية من «القتال». قوله «وعسى أن تكرهوا شيئا» : الواو استئنافية، «عسى» فعل ماض تام مبني على الفتح المقدر للتعذر، والمصدر «أن تكرهوا» فاعل «عسى»، وجملة «وهو خير لكم» في محل نصب حال من «شيئا»، وجازت الحال من النكرة لوجود الواو. جملة «والله يعلم» مستأنفة لا محل لها، وجملة «وأنتم لا تعلمون» معطوفة على جملة «والله يعلم» لا محل لها.
٢١٩ -﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول بمعنى الذي خبر، وجملة «ماذا ينفقون» مفعول ثان للسؤال. «العفو» : مفعول به لفعل مقدر أي: أنفقوا العفو، والجملة مقول القول. «كذلك» : الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب مفعول مطلق أي: يبيِّن تبيينا مثل ذلك التبيين. وجملة «يبيِّن» مستأنفة، وكذلك جملة «لعلكم تتفكرون».
٢٢٣ -﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا -[٨٠]- اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
جملة «نساؤكم حرث» مستأنفة. جملة «فأتوا حرثكم» معطوفة على المستأنفة قبلها، و «أنى» اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بـ «شئتم»، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، تقديره: أنَّى شئتم فأتوا، وجملة «أنَّى شئتم» مستأنفة. المصدر المؤول من «أن» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولي علم. جملة «وبشِّر المؤمنين» استئنافية لا محل لها.
٢٣٢ -﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ﴾
المصدر المؤول «أن ينكحن» منصوب على نزع الخافض «مِن». و «إذا» ظرف مجرد من الشرط متعلق بـ «ينكحن». «تراضوا» : فعل ماض مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد تسكين الياء، والأصل تراضَيُوا، والواو ضمير متصل فاعل. قوله «ذلك يوعظ به من كان منكم» :«مَنْ» نائب فاعل لـ «يوعظ»، والجار «منكم» متعلق بمحذوف حال من فاعل «يؤمن». وجملة «يؤمن» في محل نصب خبر كان. وجملة «ذلكم أزكى لكم» مستأنفة لا محل لها.
٢٣٥ -﴿وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفًا وَلا -[٨٥]- تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾
جملة «ولكن لا تواعدوهُنَّ» معطوفة على مقدر أي: فاذكروهن ولكن لا تواعدوهن. «سرًا» : نائب مفعول مطلق أي: مواعدة سرًا. المصدر «إلا أن تقولوا» : منصوب على الاستثناء المنقطع لأنه لا يندرج تحت قوله «سرا». وجملة «فاحذروه» معطوفة على جملة «واعلموا» لا محل لها. والمصدر المؤول «أن الله غفور» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ علم.
٢٣٧ -﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
قوله «من قبل أن تمسوهُنَّ» : المصدر المؤول مضاف إليه أي: من قبل -[٨٦]- المسِّ. جملة «وقد فرضتم» حالية من الواو في «تمسُّوهن». قوله «فنصف» : مبتدأ، والخبر مقدر أي: عليكم، و «ما» موصول مضاف إليه. «إلا أن يعفون» : الفعل المضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب، والمصدر منصوب على الاستثناء المنقطع؛ لأن عفوهن عن النصف ليس من جنس أخذهن، والتقدير: إلا حال عفوهن. والمصدر «وأن تعفوا» مبتدأ، و «أقرب» خبره، وجملة «عفوكم أقرب» مستأنفة لا محل لها، وجملة «ولا تنسوا» معطوفة على الاسمية «عفوكم أقرب».
٢٣٩ -﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ «فرجالا» : حال عاملها مقدر أي: فحافظوا عليها رجالا. وقوله «كما علَّمكم» : الكاف بمعنى مثل نائب مفعول مطلق، و «ما» اسم موصول مضاف إليه والتقدير: ذِكْرًا مثل الذي علَّمكم، و «ما» الثانية اسم موصول مفعول به ثانٍ، وجملة «علَّمكم» صلة الموصول الاسمي لا محل لها.
٢٤١ -﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ «حقا» : مفعول مطلق منصوب، والجار «على المتقين» متعلق بنعت لـ «حقا». وجملة «وللمطلقات متاع» معطوفة على جملة «والذين يتوفون» لا محل لها.
٢٤٢ -﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق أي: يبيِّن الله تبيينا مثل ذلك التبيين، واسم الإشارة مضاف إليه. جملة «لعلكم تعقلون» مستأنفة لا محل لها.
٢٤٥ -﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ «من» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم إشارة خبره، و «الذي» بدل من «ذا». «قرضا» : نائب مفعول مطلق لأنه اسم مصدر، والمصدر إقراضا، والمفعول الثاني محذوف أي: مالا. وقوله «فيضاعفه» : الفاء للسببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق أي: أثمة قرضٌ لله فمضاعفة منه لكم؟ و «أضعافا» حال. جملة «والله يقبض» مستأنفة لا محل لها، وجملة «ترجعون» معطوفة على جملة «يبسط».
٢٥٢ -﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾
جملة «نتلوها» حالية من «آيات الله» عاملها معنى الإشارة في «تلك». والجار «بالحق» متعلق بحال محذوفة من مفعول «نتلوها». واللام في «لمن المرسلين» المزحلقة لأنها وقعت في خبر «إنَّ».
٢٥٥ -﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ «لا» : نافية للجنس تعمل عمل «إن»، و «إله» اسم مبني على الفتح والخبر مقدر تقديره مستحق للعبادة. و «إلا» للحصر، و «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر، و «الحيّ القيوم» خبران للجلالة. وكذلك جملة «لا تأخذه سنة»، وجملة «له ما في السماوات». قوله «من ذا الذي» :«من» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم إشارة خبره، و «الذي» بدل. الجار «بإذنه» متعلق بحال من فاعل «يشفع»، جملة «وسع كرسيه» مستأنفة لا محل لها. وجملة «وهو العلي» معطوفة على جملة «لا يؤوده» لا محل لها.
٢٥٨ -﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ﴾
قوله «أن آتاه الله الملك» : أن حرف مصدري، «آتاه» : فعل ماض متعد إلى مفعولين: الهاء والملك. والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض: اللام. «إذ» : ظرف زمان متعلق بـ «حاجَّ». «فإنَّ الله يأتي» : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي: إن زعمت ذلك فإن الله، والجملة المقدرة مقول القول في محل نصب. «فأتِ» : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي: إن كنت قادرا فأت بها. والجملة المقدرة في محل نصب مقول القول.
٢٦٦ -﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾
المصدر المؤول «أن تكون» مفعول «ودَّ». في قوله «له فيها من كل الثمرات» ثمة مبتدأ مقدر أي: وله فيها رزق من كل الثمرات، والجار «له» متعلق بالخبر المحذوف، والجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، -[٩٩]- والجار «من كل» متعلق بنعت لرزق. وجملة «له فيها رزق» نعت ثان لـ «جنة» في محل رفع. والواو في «وأصابه» حالية، والجملة حالية، وكذا الواو في «وله ذرية». وجملة «فيه نار» صفة لـ «إعصار». والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: يبيِّن تبيينا مثل ذلك التبيين، وجملة «لعلكم تتفكرون» مستأنفة لا محل لها.
٢٨١ -﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ «يوما» هنا مفعول به وليس ظرفا؛ لأن الأمر باتقاء اليوم، وليس الاتقاء فيه. جملة «تُرجعون» نعت لـ «يوما». وجملة «وهم لا يظلمون» حالية من «كل نفس».
سورةُ (البقرةِ) هي أطولُ سورةٍ في القرآنِ العظيم، وفيها أطولُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الدَّين)، وكذلك فيها أعظمُ آيةٍ؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ)، وإنما جاءت كذلك - لا سيَّما وهي ثاني سورةٍ في القرآن الكريم -؛ لأنها أبانت عن مقصدِ القرآن الأعظم، وفصَّلتْ في أحكامِ الدِّينِ وشرائعه ومعاملاته؛ فافتُتحت ببيانِ مقصدِ هذا الكتاب العظيم؛ وهو {هُدٗى لِّلْمُتَّقِينَ}؛ فهذا الكتابُ إنما نزَل للهداية والإرشاد. ثم أوضَحتِ السُّورةُ ردودَ أفعال الناس تُجاهَ هذا الكتاب، مقسِّمةً إياهم إلى (مؤمن، وكافر، ومنافق)، كما فصَّلتِ الكثيرَ من الشرائع المتعلقة بالصَّدَقات، والطلاق، والمعاملات. ولهذه السُّورةِ فضلٌ عظيم؛ فلا يستطيعها السَّحَرةُ والبَطَلة، كما قُدِّمَ حافظُها على غيره، وكانت تُعطَى له القيادةُ والرياسة؛ لعظيم شأنها، ولِما اشتملت عليه من أحكامٍ. وفيها قصةُ (بقرةِ بني إسرائيل) التي سُمِّيتِ السورة باسمها.
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «أقبَلتْ يهُودُ إلى النبيِّ ﷺ، فقالوا: يا أبا القاسمِ، نسألُك عن أشياءَ، فإن أجَبْتَنا فيها اتَّبَعْناك، وصدَّقْناك، وآمَنَّا بك.
قال: فأخَذَ عليهم ما أخَذَ إسرائيلُ على بَنِيهِ إذ قالوا: ﴿اْللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ﴾ [يوسف: 66].
قالوا: أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ ﷺ، قال: «تنامُ عيناه، ولا ينامُ قلبُه».
قالوا: أخبِرْنا كيف تُؤنِثُ المرأةُ، وكيف تُذكِرُ؟ قال: «يلتقي الماءانِ؛ فإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرَّجُلِ آنثَتْ، وإذا علا ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأةِ أذكَرتْ»، قالوا: صدَقْتَ.
قالوا: فأخبِرْنا عن الرَّعْدِ؛ ما هو؟ قال: «مَلَكٌ مِن الملائكةِ موكَّلٌ بالسَّحابِ، معه مَخاريقُ مِن نارٍ، يسُوقُ بها السَّحابَ حيث شاء اللهُ»، قالوا: فما هذا الصوتُ الذي يُسمَعُ؟ قال: «زَجْرُه بالسَّحابِ إذا زجَرَه، حتى ينتهيَ إلى حيث أُمِرَ»، قالوا: صدَقْتَ.
قالوا: أخبِرْنا ما حرَّم إسرائيلُ على نفسِه؟ قال: «كان يسكُنُ البَدْوَ، فاشتكى عِرْقَ النَّسَا، فلم يَجِدْ شيئًا يلاوِمُه إلا لحومَ الإبلِ وألبانَها؛ فلذلك حرَّمها»، قالوا: صدَقْتَ.
قالوا: أخبِرْنا مَن الذي يأتيك مِن الملائكةِ؛ فإنَّه ليس مِن نبيٍّ إلا يأتيه مَلَكٌ مِن الملائكةِ مِن عندِ ربِّهِ بالرسالةِ وبالوحيِ، فمَن صاحبُك؛ فإنَّما بَقِيَتْ هذه حتى نُتابِعَك؟ قال: «هو جِبْريلُ»، قالوا: ذلك الذي يَنزِلُ بالحربِ وبالقتلِ، ذاك عدوُّنا مِن الملائكةِ، لو قلتَ: ميكائيلُ، الذي يَنزِلُ بالقَطْرِ والرحمةِ؛ تابَعْناك.
جاء عن كعبِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ كعبَ بنَ الأشرَفِ اليهوديَّ كان شاعرًا، وكان يهجو النبيَّ ﷺ، ويُحرِّضُ عليه كفَّارَ قُرَيشٍ في شِعْرِه، وكان المشركون واليهودُ مِن المدينةِ حين قَدِمَها رسولُ اللهِ ﷺ يُؤذُون النبيَّ ﷺ وأصحابَه أشَدَّ الأذى، فأمَر اللهُ تعالى نبيَّهُ بالصَّبْرِ على ذلك، والعفوِ عنهم؛ وفيهم أُنزِلتْ: {وَدَّ كَثِيرٞ مِّنْ أَهْلِ اْلْكِتَٰبِ} إلى قولِه: {فَاْعْفُواْ وَاْصْفَحُواْ} [البقرة: 109]». أخرجه أبو داود (رقم ٣٠٠٠).
عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو مُقبِلٌ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ على راحلتِهِ حيث كان وجهُهُ، قال: وفيه نزَلتْ: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اْللَّهِۚ﴾». أخرجه مسلم (700).
سببُ نزولِها: ما جاء عن أنسٍ - رضي الله عنه -، قال: «قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ - رضي الله عنه -: وافَقْتُ ربِّي في ثلاثٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخَذْنا مِن مقامِ إبراهيمَ مُصلًّى؛ فنزَلتْ: ﴿ وَاْتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ ﴾ [البقرة: 125].
وآيةُ الحجابِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو أمَرْتَ نساءَك أن يَحتجِبْنَ؛ فإنَّه يُكلِّمُهنَّ البَرُّ والفاجرُ؛ فنزَلتْ آيةُ الحجابِ.
واجتمَعَ نساءُ النبيِّ ﷺ في الغَيْرةِ عليه، فقلتُ لهنَّ: ﴿ عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ ﴾؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ». أخرجه البخاري (٤٠٢).
* قوله تعالى: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ اْلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَاۚ}[البقرة: 142]: عن البراءِ رضي الله عنه، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي نحوَ بيتِ المقدسِ، ويُكثِرُ النظرَ إلى السماءِ ينتظِرُ أمرَ اللهِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي اْلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةٗ تَرْضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِۚ}[البقرة: 144]، فقال رجالٌ مِن المسلمين: وَدِدْنا لو عَلِمْنا عِلْمَ مَن مات قبل أن نُصرَفَ إلى القِبْلةِ؛ فأنزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ}[البقرة: 143]، وقال السُّفهاءُ مِن الناسِ: ما ولَّاهم عن قِبْلتِهم التي كانوا عليها؟ فأنزَلَ اللهُ: {سَيَقُولُ اْلسُّفَهَآءُ مِنَ اْلنَّاسِ}[البقرة: 142] إلى آخرِ الآيةِ. "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص 25، 26).
ممَّا صحَّ: ما جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: «لمَّا وُجِّهَ النبيُّ ﷺ إلى الكعبةِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كيف بإخوانِنا الذين ماتوا وهم يُصَلُّون إلى بيتِ المقدسِ؟ فأنزَلَ اللهُ: ﴿وَمَا كَانَ اْللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْۚ﴾ [البقرة: 143]». أخرجه أبو داود (٤٦٨٠)، والترمذي (٢٩٦٤).
جاء عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنَّه قال: «كانت المرأةُ مِن الأنصارِ تكونُ مِقْلاةً، لا يكادُ يعيشُ لها ولَدٌ، فتَجعَلُ على نفسِها إن عاش لها ولَدٌ أن تُهوِّدَهُ، فلمَّا أُجلِيَتْ بنو النَّضيرِ، كان فيهم مِن أبناءِ الأنصارِ، فقالوا: لا ندَعُ أبناءَنا؛ فأنزَلَ اللهُ: ﴿ لَآ إِكْرَاهَ فِي اْلدِّينِۖ ﴾ [البقرة: 256]». أخرجه أبو داود (٢٦٨٢).
سببُ نزولِ هذه الآيةِ: ما جاء عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه -، قال: «لمَّا نزَلتْ على رسولِ اللهِ ﷺ: ﴿ لِّلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۗ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اْللَّهُۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَاْللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٖ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، قال: فاشتَدَّ ذلك على أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، فأتَوْا رسولَ اللهِ ﷺ، ثم برَكُوا على الرُّكَبِ، فقالوا: أيْ رسولَ اللهِ، كُلِّفْنا مِن الأعمالِ ما نُطِيقُ؛ الصَّلاةَ، والصِّيامَ، والجهادَ، والصَّدقةَ، وقد أُنزِلتْ عليك هذه الآيةُ ولا نُطِيقُها، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أتُريدون أن تقولوا كما قال أهلُ الكتابَينِ مِن قَبْلِكم: سَمِعْنا وعصَيْنا؟! بل قُولوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ»، قالوا: سَمِعْنا وأطَعْنا، غُفْرانَكَ ربَّنا وإليك المَصِيرُ، فلمَّا اقترَأَها القومُ، ذَلَّتْ بها ألسنتُهم؛ فأنزَلَ اللهُ في إثرِها: ﴿ ءَامَنَ اْلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَاْلْمُؤْمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِاْللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَاۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ اْلْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، فلمَّا فعَلوا ذلك، نسَخَها اللهُ تعالى؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اْللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اْكْتَسَبَتْۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرٗا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى اْلَّذِينَ مِن قَبْلِنَاۚ ﴾ [البقرة: 286]، قال: نَعم. {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ}، قال: نَعم. {وَاْعْفُ عَنَّا وَاْغْفِرْ لَنَا وَاْرْحَمْنَآۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَاْنصُرْنَا عَلَى اْلْقَوْمِ اْلْكَٰفِرِينَ}، قال: نَعم». صحيح مسلم (125).
* ثبَت لسورة (البقرة) اسمٌ آخَرُ؛ وهو (الزَّهراء):
لِما جاء في حديث أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: «اقرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عمرانَ». أخرجه مسلم (804).
وقد عَدَّ بعضُ العلماء أنَّ ذِكْرَ (الزَّهْراوَينِ) في هذا الحديثِ هو مِن باب الوصف، لا التسمية. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (3 /143)، "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /20).
* أمَرنا النبيُّ ﷺ أن نقرأَها في بيوتِنا؛ فإنَّ الشيطانَ يَنفِرُ منها:
كما جاء عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «لا تَجعَلوا بيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ يَنفِرُ مِن البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ». أخرجه مسلم (780).
* هي السُّورة التي لا يستطيعها البَطَلةُ:
فعن بُرَيدةَ بن الحُصَيب الأَسْلمي رضي الله عنه، قال: كنتُ جالسًا عند النبيِّ ﷺ، فسَمِعْتُه يقول: «تَعلَّموا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه أحمد (٢٢٩٥٠).
* آخِرُ آيتَينِ منها تكفيانِ قارئَهما:
فعن عبدِ الرحمنِ بن يَزيدَ، قال: لَقِيتُ أبا مسعودٍ رضي الله عنه عند البيتِ، فقلتُ: حديثٌ بلَغني عنك في الآيتَينِ في سورةِ (البقرة)، فقال: نعم، قال رسولُ الله ﷺ: «الآيتانِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأهما في ليلةٍ كَفَتَاهُ». أخرجه مسلم (807).
* سورة (البقرة) تُحاجُّ عن صاحبها يومَ القيامة:
فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «اقرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه؛ اقرَؤوا الزَّهْراوَينِ: البقرةَ، وسورةَ آلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما غَيَايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقانِ مِن طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها برَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلةُ». أخرجه مسلم (804).
* لحافِظِها فضلٌ خاصٌّ وشأن عظيم:
فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: «كان الرَّجُلُ إذا قرأ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، جَدَّ فينا - يعني: عظُمَ -»، وفي روايةٍ: «يُعَدُّ فينا عظيمًا»، وفي أخرى: «عُدَّ فينا ذا شأنٍ». أخرجه أحمد (3/120) (12236).
وعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: بعَث رسولُ اللهِ ﷺ بَعْثًا، وهم ذو عَدَدٍ، فاستقرَأهم، فاستقرَأ كلَّ رجُلٍ منهم ما معه مِن القرآنِ، فأتى على رجُلٍ منهم - مِن أحدَثِهم سنًّا -، فقال: «ما معك يا فلانُ؟!»، قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: «أمعك سورةُ البقرةِ؟!»، فقال: نعم، قال: «فاذهَبْ؛ فأنت أميرُهم»، فقال رجُلٌ مِن أشرافِهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما منَعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ إلا خشيةُ ألَّا أقُومَ بها! فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تعلَّموا القرآنَ، واقرَؤوه؛ فإنَّ مثَلَ القرآنِ لِمَن تعلَّمَه، فقرَأه وقام به: كمثَلِ جرابٍ محشوٍّ مِسْكًا، يفُوحُ رِيحُه في كلِّ مكانٍ، ومثَلَ مَن تعلَّمَه، فيرقُدُ وهو في جوفِه: كمثَلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسْكٍ». أخرجه الترمذي (٢٨٧٦).
* لها نزَلتِ الملائكةُ مستمِعةً:
فعن أُسَيدِ بن حُضَيرٍ رضي الله عنه، قال: يا رسولَ اللهِ، بينما أنا أقرأُ الليلةَ سورةَ البقرةِ، إذ سَمِعْتُ وَجْبةً مِن خَلْفي، فظنَنْتُ أنَّ فَرَسي انطلَقَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فالتفَتُّ فإذا مِثْلُ المِصباحِ مُدَلًّى بين السماءِ والأرضِ، ورسولُ اللهِ ﷺ يقولُ: «اقرَأْ يا أبا عَتِيكٍ»، فقال: يا رسولَ اللهِ، فما استطعتُ أن أمضيَ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «تلك الملائكةُ؛ نزَلتْ لقراءةِ سورةِ البقرةِ، أمَا إنَّك لو مضَيْتَ، لرأيْتَ العجائبَ». أخرجه ابن حبان (779).
* فيها أعظَمُ آيةٍ في كتابِ الله؛ وهي آيةُ (الكُرْسيِّ):
عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «يا أبا المُنذِرِ، أتدري أيُّ آيةٍ مِن كتابِ اللهِ معك أعظَمُ؟»، قلتُ: {اْللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ اْلْحَيُّ اْلْقَيُّومُۚ}، قال: فضرَب في صدري، وقال: «واللهِ، لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنذِرِ». أخرجه مسلم (٨١٠).
* لعلَّ رسولَ الله ﷺ قرَأها في صلاةِ الكسوف:
فقد جاء عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «لمَّا كسَفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ ﷺ، توضَّأَ، وأمَرَ فنُودي: إنَّ الصَّلاةَ جامعةٌ، فقام، فأطال القيامَ في صلاتِهِ، قالت: فأحسَبُه قرَأَ سورةَ البقرةِ، ثم ركَعَ، فأطال الرُّكوعَ، ثم قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ثم قام مِثْلَ ما قام، ولم يسجُدْ، ثم ركَعَ، فسجَدَ، ثم قام، فصنَعَ مِثْلَ ما صنَعَ، ثم ركَعَ ركعتَينِ في سَجْدةٍ، ثم جلَسَ، وجُلِّيَ عن الشمسِ». أخرجه البخاري (١٠٤٦).
* وكذا كان يَقرَؤُها ﷺ في قيامِهِ بالليل:
فعن حُذَيفةَ بن اليمانِ رضي الله عنهما، قال: «صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ ﷺ ذاتَ ليلةٍ، فاستفتَحَ بسورةِ البقرةِ، فقرَأَ بمائةِ آيةٍ لم يَركَعْ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها في الرَّكعتَينِ، فمضى، قلتُ: يَختِمُها ثمَّ يَركَعُ، فمضى حتى قرَأَ سورةَ النِّساءِ، ثم قرَأَ سورةَ آلِ عِمْرانَ، ثم ركَعَ نحوًا مِن قيامِهِ، يقولُ في ركوعِهِ: سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، سبحانَ ربِّيَ العظيمِ، ثم رفَعَ رأسَهُ، فقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ربَّنا لك الحمدُ، وأطال القيامَ، ثم سجَدَ، فأطال السُّجودَ، يقولُ في سجودِهِ: سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، سبحانَ ربِّيَ الأعلى، لا يمُرُّ بآيةِ تخويفٍ أو تعظيمٍ للهِ عزَّ وجلَّ إلا ذكَرَهُ». أخرجه النسائي (١١٣٢). وقد ورَد نحوُ هذا الحديث عن عوفِ بن مالك الأشجَعيِّ. انظر: النسائي (١١٣١).
حوَتْ سورةُ (البقرةِ) كثيرًا من الموضوعات المتنوِّعة، وقد جاءت على هذا الترتيبِ:
هداية القرآن وخلافة الإنسان (١-٣٩).
هداية القرآن وموقف الناس منها (١-٢٠).
أمر الناس باتِّباع المنهج، ونموذج الاستخلاف الأول (٢١- ٣٩).
بنو إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٠-١٦٢).
تذكير وعتاب (٤٠-٤٨).
ثم ذِكر أحوال بني إسرائيل ومسوِّغات عزلِهم عن الخلافة (٤٩-٧٤).
وبعد ذلك ذِكر مواقفِ اليهود المعاصرين للنبيِّ عليه السلام (٧٥-١٢٣).
دعوة إبراهيم وتبرئتها من انتساب اليهود والنصارى إليها (١٢٤-١٤١).
انتقال القِبْلة والإمامة في الدِّين لأمَّة محمد عليه السلام (١٤٢-١٦٢).
مقوِّمات استحقاقِ أمَّة الإسلام للخلافة (١٦٣-٢٨٣).
الشرائع التفصيلية للدِّين الإسلامي (١٦٣-١٧٧).
تفصيل بعض أمور البِرِّ (١٧٨-٢٠٣).
نماذجُ بشرية ومواعظُ إلهية (٢٠٤-٢٢٠).
تفصيل أحكام الأُسرة (٢٢١-٢٤٢).
قِصص الإحياء والإماتة (٢٤٣-٢٦٠).
الإنفاق؛ آدابه والمستحِقون له (٢٦١-٢٧٤).
حفظ الأموال عن الحرام والإضاعة (٢٧٥-٢٨٣).
دعاءٌ وإجابة (٢٨٤-٢٨٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسُوَر القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (1 /19).
جاءت هذه السُّورةُ الكريمة ببيانِ منهج خلافة الله في الأرض بين مَن أضاعوه ومَن أقاموه، وسُمُوِّ هذا الدِّين على ما سبَقه، وعُلُوِّ هَدْيِه، وأصولِ تطهيره النفوسَ بعد تبيينِ شرائعِ هذا الدِّين لأتباعه، وإصلاحِ مجتمَعِهم بعد إقامة الدليل على أنَّ الكتابَ هدًى؛ ليُتَّبعَ في كلِّ حال. وأعظَمُ ما يَهدِي إليه: الإيمانُ بالغيب؛ ومَجمَعُه: الإيمان بالآخرة، ومدارُه: الإيمان بالبعث، الذي أعرَبتْ عنه قصةُ (البقرة)، التي مدارها: الإيمانُ بالغيب؛ فلذلك سُمِّيتْ بها السورةُ. ينظر: "مصاعد النظر" للبقاعي (2 /10)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (1 /203).